من رئيس بلدية العاصمة بوينس آيريس إلى كرسي الحكم في الأرجنتين، هكذا تحول موريسيو ماكري الفائز بالانتخابات الرئاسية التي أجريت أمس، الأحد، لينهي 12 عاما من سيطرة “آل دي كريشنر” اليساريين على السلطة.
بعد فوزه بسباق الانتخابات، قال ماكري زعيم حزب المحافظين: “هذا التغيير رائع بالفعل، هذا يوم تاريخي لبلدنا”، مشيرا إلى أن هذا الفوز سيقود البلاد لاقتناص فرص التطور والنمو التي تنشدها، على حد تعبيره.
فاز ماكري بنسبة تخطت 52% من أصوات الناخبين في الأرجنتين، متفوقا على منافسه دانييل سكوليو، الذي كان النائب الأول للرئيس الأسبق نيستور دي كريشنر عام 2003، والمدعوم أيضا من زوجة دي كريشنر الرئيسة المنتهية ولايتها كريستينا فرنانديز.
يأتي فوز مرشح حزب المحافظين بالانتخابات وسط تنامي آمال الحد من تفاقم أزمة الديون، التي وقعت فيها البلاد بعد فشل محادثات الحكومة والمستثمرين الأجانب الذين لجأوا للقضاء في الولايات المتحدة الأمريكية، ويطالبون بسداد مستحقاتهم البالغة 1.3 مليار دولار كاملة خلال أيام، وهو ما يعني أزمة اقتصادية كبرى للأرجنتين ستخلف مزيدا من الاضطرابات والاحتجاجات في الشارع.
ففي عام 2001 كانت أولى أزمات الأرجنتين الاقتصادية التي اتخذت الحكومة قرارا بتجميد أرصدة المودعين في البنوك، ما أحدث حالة احتجاج واسعة النطاق في البلاد قتل على إثرها العشرات، وتعد الأزمة الحالية نتيجة لسابقتها التي حدثت قبل 14 عاما فقط.
وقال الفائز بالرئاسة، التي تبدو مهمته شاقة للغاية وسط هذه التحديات الاقتصادية، إنه “سيكسر التوجهات الاقتصادية التي كان ينفذها مرشحو اليسار على مدار عقدين تقريبا”.
وتعهد الرئيس الجديد للبلاد، الذي يتسلم أعماله في يناير/ كانون الثاني المقبل، بمساعدة الفقراء في بلاده، بالإضافة إلى عملية إصلاحات واسعة في بيئة الاستثمار والأعمال، على خلاف ما كانت تقوم به سلفه كريستينا فرنانديز، التي أنهت فترتيها الرئاسيتين.
ماكري، الذي ملأ ناخبوه ومؤيدوه شوارع العاصمة بوينس آيريس، احتفالا بفوزه، وإنهاء أحلام بقاء اليساريين في الحكم، متزوج من الأرجنتينية لبنانية الأصل جوليانا عواضة، التي ستصبح السيدة الأولى، ابنة المهاجر اللبناني إبراهيم عواضة والمهاجرة السورية إيستر بكر، ويعد والدها سياسيا شهيرا وصديقا شخصيا لرئيس الأرجنتين الأسبق كارلوس منعم.
