تسيطر «أزمة اللاجئين» و«القضية الكردية» على المشاورات الحكومية التي تنعقد بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، في العاصمة الألمانية برلين، وذلك في وقت تشتد حدة المواجهات بين الأكراد والأمن التركي بالتزامن مع تفاقم أزمة المهاجرين الذين وصلوا إلى 1.1 مليون راغب لجوء، نزحوا بسبب الصراعات في سوريا والعراق وأفغانستان.
ووصل رئيس الوزراء التركي صباح اليوم الجمعة، إلى مقر المستشارة الألمانية في برلين حيث استقبلته ميركل بتشريفة حافلة من الحرس يقف على جانب السجادة الحمراء التي وقف عليها المسؤولان للتحية والترحاب.
وتسعى المستشارة الألمانية للحصول على دعم أكبر من أنقرة في وقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا، لمواجهة الضغط المحلي المتزايد، من خلال المشاورات التي تعقد مع رئيس الوزراء التركي وعدد من وزرائه، بعد أسبوع ونصف من الهجوم الانتحاري الذي نسب إلى داعش، وخلف 10 قتلى ألمان في 12 كانون الثاني/يناير في إسطنبول.
وفي مشهد لافت، نظم عدد من الأكراد تظاهرة في محيط مقر المستشارة الألمانية في برلين قبيل بدء المشاورات، رافعين أعلاما ولافتات مناوئة للنظام التركي، حيث يتهم الأكراد في تركيا الحكومة بتهميشهم واضطهادهم حيث شوهد المتظاهرون على بعد أمطار من السجادة الحمراء حيث يقف رئيس الوزراء التركي.
وقبيل المشاورات، حثت ميركل أعضاء الاتحاد الأوروبي على الوفاء بتعهداتهم بمنح تركيا ثلاثة مليارات يورو «3.3 مليار دولار» لتحسين أوضاع زهاء ثلاثة ملايين لاجئ يعيشون في تركيا، وهو المبلغ الذي اعتبره رئيس الوزراء التركي في تصريحات صحفية غير كاف، مبررا «لا يعرف أحدٌ كم ستطول الأزمة».
واعتبرت ميركل، أن المشاورات الألمانية التركية التي ستعقد بهذه الصيغة غير المسبوقة ظهر اليوم، ستلعب «دور أساسي» لتسوية أزمة المهاجرين، ومحاربة تنظيم “داعش”.
وانقسمت الآراء في ألمانيا وأوروبا عامة بين مؤيد ورافض لسياسة ميركل تجاه اللاجئين، بعد أن أعلن المكتب الفيدرالي الألماني للمهاجرين واللاجئين تسجيل 1.1 مليون طلب لجوء لسنة 2015، نصفهم تقريبا من السوريين، وهو يعد رقما قياسيا أكبر بخمس مرات من العدد الذي سجل في 2014.
واتهمت منظمة العفو الدولية السلطات التركية، بأنها تفرض «عقابا جماعيا» على الأكراد من خلال إجراءاتها الأمنية والعسكرية في المناطق ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرقي تركيا، مشيرة إلى تعرض حياة نحو 200 ألف شخص للخطر.