تواصلت الحرائق بصورة كبيرة في حقول المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للحدود الشرقية لقطاع غزة، وذلك بفعل الطائرات الورقية الحارقة التي يطلقها النشطاء الفلسطنيين نحو المستوطنات والحقول الزراعية، كإحدى اشكال المقاومة الشعبية التي يستخدموها خلال مسيرة العودة وكسر الحصار.
وقد اندلعت، اليوم الخميس عدة حرائق كبيرة قرب مستوطنة “العين الثالثة” وكيبوتس “بئيرى” طواقم شرق بلدة بيت حانون، بالإضافة إلى اندلاع حريق آخر قرب موقع “كيسوفيم” العسكري شرق خان يونس جنوب قطاع غزة، وذلك نتيجة سقوط طائرة ورقية محملة بمواد مشتعلة في المكان، وقد شوهدت سيارات الدفاع المدني التابع للاحتلال الإسرائيلي، وهي تحاول السيطرة على الحرائق التي تمتد بصورة كبيرة بين الحقول، نظراً للعوامل الجوية، وذلك وفقاً لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية التي أكدت أن طواقم الإطفاء تحاول إخماد الحرائق، التي تمتد من مكان إلى آخر.
وشكلت الطائرات الورقية التي أطلقها الشبان الفلسطينيون للتشويش على قناصة الاحتلال وجنوده، تحد كبير لجيش الاحتلال الذي عجز حتى هذه اللحظة عن مواجهتها، رغم إعلانه في أكثر من مرة عن التوصل لألية للتعامل مع هذه الطائرات ووقف تهديدها المتمثل في إحراق آلاف الدونمات من حقول القمح التابعة للمستوطنات على الحدود الشرقية فيما يسمى بغلاف مستوطنات غزة.
وتمكن الشبان والمتظاهرين من تحويل الطائرات الورقية المتواضعة إلى أداة مقاومة ترهق الاحتلال وتلحق فيه خسائر اقتصادية فادحة، على الرغم من فكرتها البسيطة والتي تقوم على ربط علبة معدنية داخلها قطعة قماش مغمّسة بالسولار في ذيل الطائرة، ثم إشعالها بالنار وتوجيهها بالخيوط إلى أراضٍ زراعية قريبة من مواقع عسكرية إسرائيلية ومن ثم ألقاها فوق تلك الحقول والأراضي الزراعية لاسيما وان معظم هذه الأراضي مزروعة في هذا الوقت بالقمح والشعير وغيرها من المزروعات.
وشكك المستوطنون في قدرة جيش الاحتلال على مواجهة الطائرات الورقية والتي باتت تستنزف الكثير من طاقات جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية، في ظل الخسائر التي ألحقتها بقطاع الزراعة، إلى جانب إثارة الخوف والقلق لدى المستوطنين الذين يقطنون المناطق القريبة، والذين باتوا لا يقوون على الاقتراب من حقولهم.
وذكرت القناة الثانية “الإسرائيلية” في تقرير لها، أن المتظاهرين الفلسطينيين في غزة أطلقوا نحو 300 طائرة ورقية حارقة منذ بداية تظاهرات مسيرة العودة نهاية شهر مارس/آذار الماضي.
وتسببت الحرائق التي أشعلتها بعض الطائرات الورقية إلى خسائر في أكثر من 4000 دونم، وألحقت خسائر لدى المزارعين “الإسرائيليين”، وصلت إلى عشرات الملايين من الشواقل (الدولار يساوي 3.5 شيقل تقريبا).
