لا تزال التظاهرات الغاضبة تجوب شوارع قطاع غزة لليوم الخامس على التوالي، تنديدا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والتوقيع على قرار بنقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.
وتوجه الفلسطينيون إلى مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة غرب غزة، للمطالبة بالضغط على الولايات المتحدة الأمريكية للتراجع عن قرار ترامب.
ويطالب الفلسطينيون السلطة الوطنية الفلسطينية بعدم العودة للمفاوضات، إلا من خلال مؤتمر دولي قائم على قرارات الشرعية الدولية، وضمن سقوف زمنية معينة.
ويقول طلال أبو ظريفة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديقمراطية لتحرير فلسطين، “إن ملامح الخطة الأمريكية التي تسمى صفقة القرن، أبرزها ما أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أيام الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهذا بحاجة إلى موقف فلسطيني رافض للصفقة، أو ما يسمى بالحل الإقليمي، لأنها ستكون هابطة بحقوق الشعب الفلسطيني وأقل مما أعطيت لنا بقرارات الشرعية الدولية”.
ويدعو أبو ظريفة، في مقابلة مع قناة “الغد”، إلى إدارة الظهر لمثل هذه القرارات، وعدم التعاطي معها، لأن الإدارة الأمريكية لم تعد راعيا نزيها لعملية التسوية، بل هي طرفا معاديا مثل الاحتلال الإسرئيلي.
ويقول أبو ظريفة، “إن أي عودة للمفاوضات يجب أن تكون مشروطة من خلال مؤتمر دولي للسلام قائم على قرارات الشرعية الدولية بحضور الدول دائمة العضوية وضمن سقوف زمنية، ما دون ذلك الكل الفلسطيني يرفض العودة للمفاوضات”.
بدوره، أدان النائب عن كتلة حماس البرلمانية، يحيى العبادسة، اعتراف واشنطن بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال، معتبرا ذلك خطوة خطيرة وجريمة مرفوضة فلسطينيا وعربيا وإسلاميا.
ويقول النائب العبادسة، في تصريح صحفي، “هناك عملية تساوق غير مسبوقة من القيادة الأمريكية مع اليمين المتطرف بأمريكا ومما يزيد هذا التوجه أن ترامب يعيش مشكلة هو وطواقمه لذلك يشعر أن المنقذ له هو اللوبي الصهيوني ويحاول أن يقدم رشوة لهذا اللوبي بمزيد من التعاطي مع المخططات الصهيونية ومنها الإعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني”.
وبين النائب العبادسة، أن أي قرار مهما كان لن يغير حقيقة أن القدس أرض فلسطينية عربية إسلامية، معتبرا أن الإدارة الأمريكية لا تصلح أن تكون وسيطا أو راعيا لأي عملية سياسية، وأن التعويل أن يكون هناك دور للشعوب في تغيير هذا الواقع.
أما مسؤولة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، آمال حمد، فتقول “إن التظاهرة اليوم أمام مقر الأمم المتحدة في سياق الرفض المطلق لقرار ترامب، الذي يضع الولايات المتحدة الأمريكية بانحياز كامل وحليف وشريك لدولة للاحتلال”.
وتضيف حمد، في مقابلة مع قناة “الغد”، “قرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس يمثل انقلابا على الشرعية الدولية، التي أعطت الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف”.
ووجهت حمد رسالة للأمم المتحدة تطالبها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، ومطالبة الأمم المتحدة بالضغط على الإدارة الأمريكية بالتراجع عن القرار.
أما عبير الغول، من الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني “فدا”، تقول “جئنا اليوم للأمم المتحدة لنوجه رسالة للرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمم المتحدة بسحب كل الاتفاقيات مع الطرف الإسرائيلي والأمريكي ردا على قرار ترامب”.
وتضيف “القرار الأمريكي ضد مصالح الشعب الفلسطيني، وبهذا تكون انتهت القضية الفلسطينية”، مطالبا الرئيس عباس بعدم العودة للمفاوضات والعودة للكفاح المسلح”.
وتقول الغول “حنرجع للحجر والبندقية والكفاح المسلح حتى تعود القضية الفلسطينية والقدس عربية عاصمة لفلسطين”، مشددة على عدم التفريط بحبة تراب من فلسطين.
في وقفة التجمع الإعلامي الديمقراطي، دعا المشاركون إلى مواصلة أيام الغضب على طريق استئناف الانتفاضة والمقاومة وصولا للعصيان الوطني ضد الاحتلال.
وتدعو ديانا كمال، التي ألقت كلمة التجمع الإعلامي، السلطة الفلسطينية إلى وقف التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال والتحرر من الارتهان لاتفاق أوسلو والدعوة إلى مقاطعة الاقتصاد الإسرائيلي وتحرير الاقتصاد الفلسطيني من التبعية.
وتطالب بسحب الاعتراف بالاحتلال وطي صفحة المفاوضات التي وصفتها بالعقيمة التي وفرت الغطاء لمشاريع الاستيطان وألحقت الأذى بالقضية والحقوق الوطنية الفلسطينية.
كما تطالب بالتقدم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بطلب العضوية العاملة لدولة فلسطين، بموجب قانون “متحدون من أجل السلام”، الذي اعترف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين الفلسطينيين بموجب القرار 194
وتطالب بالتقدم إلى الأمم المتحدة بطلب رسمي لعقد مؤتمر دولي للمسألة الفلسطينية تحت رعاية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، ولتطبيق قرارات الشرعية الدولية التي كفلت لشعبنا حقوقه الوطنية المشروعة، غير القابلة للتصرف، ومنها حقه في دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.
وتطالب مجلس الأمن الدولي بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني بما فيها القدس ضد الاستيطان وإجراءات التهويد والمصادرات، كما طالبت بالتقدم إلى محكمة الجنايات الدولية بشكاوي لمسائلة الإسرائيليين على جرائم الحرب التي ارتكبوها بحق الشعب الفلسطيني.
ويدعو التجمع الإعلامي القيادة الرسمية الفلسطينية لعقد اجماع للجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير للعمل على وضع آليات تنفيذ وتطوير ما كانت القوى السياسية الفلسطينية قد توافقت عليه في القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني (2006)، وقرارات المجلس المركزي (2015) وقرارات اللجنة التنفيذية ولرسم إستراتيجية العمل الوطني للمرحلة القادمة، وإعادة ترتيب أوضاع المؤسسات الفلسطينية، بما في ذلك تنظيم انتخابات شاملة، رئاسية، وتشريعية للمجلسين التشريعي والوطني الفلسطيني بنظام التمثيل النسبي الكامل، ودعوة المجلس للانعقاد في مكان يتم التوافق عليه وطنياً.
ويدعو التجمع اتحاد الصحفيين العرب ومنظمة مراسلون بلا حدود ولجنة حماية الصحفيين في نيويورك والاتحاد الدولي للصحفيين الى التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين ضد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحافة الفلسطينية، كما طالبت بتوحيد الجهود الإعلامية ومقاطعة زيارة نائب الرئيس الأمريكي للأراضي الفلسطينية إعلاميا وعدم تغطيتها ومقاطعة النشاطات الأمريكية.
ويرى الصحفي عماد الإفرنجي، أن قرار الرئيس الأمريكي يعتبر انقلابا في السياسة الأمريكية بالمنطقة، مضيفا “أن الإعلام العربي الرسمي وغيره أمام اختبار خطير ليؤكد أن القدس ملك للمسلمين والعرب”.
ويدعو الاإفرنجي إلى أن تكون القدس وفلسطين دائما على جدول أعمال الإعلام العربي الرسمي وغير ليؤكدوا مدى الخطر والخطأ الذي ارتكبة ترامب وأن المنطقة تشتغل جراء قرار ترامب.
ويطالب اتحاد الصحفيين العرب والمؤسات الإعلامية أن تعيد ترتيب أوراقها فيما يتعلق بالقدس فلسطين ، ويقول “نحن ندرك أن الاعلام العربي يستطيع أن يثور الجماهير ضد قرار ترامب ويعيد الاعتبار لقضية القدس وفلسطين”.
وفي تظاهرة أهالي الأسرى أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بغزة ضد قرار ترامب، يؤكد نشأت الوحيدي الناطق باسم مفوضية الأسرى والمحررين بحركة فتح أن القدس عاصمة دولة فلسطين الأبدية.
ويقول الوحيدي في مقابلة مع قناة “الغد”، “إن تمثال الحرية الذي يرتفع في سماء أميركا مفرغ من مضمونة وسيظل في عداد الأموات ما دامت الولايات المتحدة تقود الحرب على الشعب الفلسطيني”.
ويضيف “أكدنا أن الاعلان العالمي لحقوق الإنسان هو أيضا فارغ من مضمونة ما دام الغول الصهيوني الأميركي يتمدد في جريمة جديدة تهدف إلى إبادة الشعب الفلسطيني وحصارة وتشريده من جديد”.
