صور| المناوي: المهنية واحترام القانون معيار “الغد العربي” الأساسي

أرسل الإعلامي عبد اللطيف المناوي رئيس قناة «الغد» بيانا الى العاملين بالقناة ، أخطرهم فيه بنهاية علاقته الوظيفية بالقناة ، على خلفية ما جرى من تطورات مؤخرا، صعبت الاستمرار في هذا الجزء من العلاقة ، والتي اعتبرها «جزءًا من علاقة أكبر مع إدارة القناة وملاكها» وفقا لما جاء في البيان.

وفيما يلي نص  البيان:

الزملاء والأصدقاء الأعزاء

بدأنا معاً، قبل حوالي العام، مشروعاً إعلامياً طموحاً لإطلاق أول قناة إخبارية عربية من مصر، وخضنا التحدي الكبير معاً، كانت لدي التزامات أكيدة تجاهكم، وتجاه القناة، وتجاه تاريخي المهني، بأننا خرجنا لنبقى وننافس ونكون في الصدارة.

وحاولت قدر المستطاع الالتزام بكل ما تعهدت به تجاهكم مهنياً وإدارياً، وفعلت كل ما يضمن حقوقكم، ويعطيكم في نفس الوقت الحق أن تفخروا بالانتماء لاسم القناة، مهنياً ومعنوياً.

ولكن، يبدو أن الطريق وصل لنهايته في علاقتي الوظيفية بالقناة، وبالتالي بات من الصعب بالنسبة للطرفين، وبعد التطورات الأخيرة، الاستمرار في التعاون في هذا الجزء من العلاقة التي هي جزء من علاقة اكبر بيني وبين إدارة القناة وملاكها، راجياً لكم كل التوفيق في عملكم، وراجياً لهم التوفيق في تحقيق ما يهدفون إليه.

عبد اللطيف المناوي

كشف المدير العام لقناة الغد، عبد اللطيف المناوي، عن 3 أسباب للأزمة التي أثيرت مؤخرا بسبب إعلانات القناة وصورة سيلفي للمرشد العام للثورة الإسلامية بإيران، علي خامئني، لافتا إلى أنه تم تأويل الإعلان سياسيا من قبل البعض في ظل التوتر بين مصر والسعودية.

وأكد المناوي، في حوار لـCNN بالعربية، أن السلطات المصرية طلبت إزالة صور الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من إعلانات القناة، وأنه تفهم وجهة النظر، ورغم أنه يعتبر نفسه من داخل الدولة المصرية، ولكنه لا يعبر عن وجهة نظر دولته، بل يعبر عن وجهة نظر القناة.

وعن سبب الأزمة، التي أثيرت مؤخرا بخصوص صورة إعلان خامئني، أوضح المناوي، أن الأزمة المثارة حاليا لها 3 أسباب، من وجهة نظره، أولها حالة من الحساسية المفرطة المفاجئة بالنسبة له، وثانيهما حالة من حالات التوتر السياسي لدى البعض، وثالث الأسباب، حالة من حالات التربص من قبل البعض سياسيا، مؤكدا أن التربص الذي يقصده، هو تربص سياسي، لأن صورة الإعلان جاءت في توقيت فيه حساسية وتربص وتوتر، وليس تربصا بالقناة نفسها.

وأضاف المناوي، “أعتقد أنه لو نزلت الإعلانات في توقيت وظروف مختلفة، ودون وجود حالة التوتر المصري – السعودي، ما كانت خلفت كل هذه الأزمات”، لافتا إلى أن هناك إعلانا واحدا فقط للرئيس التركي رجب طيب أردوغان طلبت السلطات في مصر إزالته، وتناقشنا في الأمر، سواء بالنسبة لصورة إعلان خامئني أو أردوغان، والأمر لم يكن فرضا من قبل السلطات المصرية، وعلاقتنا بالجميع طيبة للغاية، وتفهمنا الأمر تماما، وتم إزالة صورة إعلان أردوغان.

وردا عى سؤال: هل غضبت من رد الفعل حول إعلانات القناة وإزالة بعضها؟ أوضخ أن “الأمر ليس غضبا، فقد قصدنا من الإعلانات أن نصل للناس، وإذ لم يصب تفكيرنا الهدف المقصود فلا بد وأن نغيره، وإذا كان الإعلان يشكل أي حالة من حالات الإزعاج هم أدرى بها، لأن لديهم أبعاد مختلفة للصورة، فقد استجبنا للطلب، فأنا لست في صراع مع أحد”.

وأشار المناوي إلى أنه يتصور أن البعض عمل على تأويل الإعلان، ومن وجهة نظر التحليل المهني، فإنه قد يكون هناك عدم توقع صحيح لرد فعل الناس في إطار التوتر الموجود حاليا، ولكن الأكيد أن هناك فهما خاطئا من قبل البعض لرسالة الإعلان.

وعن رسالة القناة من الإعلانات الأخيرة، قال “الإعلان ببساطة كان مقصودا به توضيح وجهة نظر القناة من أردوغان، فأوردغان في الإعلان جالس مكفهر الوجه جدا، وجالس على كرسي السلطان التركي، ولكنه جالس في أجواء تشبه الزنزانة وورائه هاجس اسمه جولن، مكتوب عليه «مطلوب»، ومكتوب على جدران الزنزانة «الديمقراطية»، وحوله مجموعة من الزنازين حابس فيها البشر”.

وبشأن الإعلان الخاص بخامئني، أشار إلى أنه يعتقد أن خامئني يشكل خطورة على منطقة الخليج، و”حسب وجهة نظري المتواضعة، فإن هناك أطماعا إيرانية في الخليج، بدليل أن وزيرا إيرانيا قال قبل ما يقرب من عام إن إيران تحكم في 4 عواصم عربية، وهو تصريح معلن، وإيران الآن تحتل ثلاث جزر إماراتية، فالصورة في الإعلان تظهر خامئني يلتقط صورة سيلفي وورائه معالم خليجية ليست من دولة واحدة، بل من ثلاث دول، فالمعني ببساطة أن الرجل منتشي بنفسه، ولا بد وأن نعترف بهذا الانتشاء، فالصورة تعبر عن تفكيره وأطماعه، وهذه هي ترجمة الصورة، وقد نختلف فنيا فيها، مثل إننا نعبر عن ذلك بشكل أوضح، أو أن الصورة أكبر وبالأوان، أو في توقيت غير مناسب، فإذا تصادفت هذه الأزمات مع التقارب الخليجي- التركي، فهذه صدفة غير مسؤول عنها، أما التأويل السياسي، فأسميه توتر.. حساسية.. تربص”.

ولفت إلى أن القناة تخرج من مصر، ويعتبر أن القناة إماراتية التمويل، مصرية الهوى والتوجه، مضيفا “ما زلت أعتبر نفسي داخل الدولة المصرية وجزء منها، وما زال موقفنا من تركيا كما هو، ولكن في نفس الوقت فأنا لا أعبر عن الدولة المصرية، ولكن أعبر عن رأيي، حتى لو كان هذا التعبير صادما للناس في بعض الأحيان، فالبعض رأى أن الدولة المصرية تريد أن تغيظ السعودية برفع صورة المرشد الإيراني في مصر، وهو أمر غير صحيح، لأني كما قلت لا أمثل الدولة المصرية بشكل رسمي”.

وعن تفسيره لحالة الغضب التي حدثت، قال المناوي، “أعتقد أن ما اكتشفته في الأزمة الأخيرة، أن الناس لا تطيق رؤية أردوغان أو خامئني، وهناك حالة رفض تام لهما”.

وعن سبب الأزمة، هل الإعلام أم مواقع التواصل الاجتماعي؟ أوضح أن “مواقع التواصل الاجتماعي عبرت عن حالة من التربص بين بعض الجماعات المعارضة للنظام المصري من جهة، وبعض الجماعات في السعودية من جهة أخرى، وتفسير البعض أن مصر تريد أن تخرج لسانها للمملكة العربية السعودية، يعبر عن حساسية شديدة وتوتر واضح لا يعبر عن الرؤية الكاملة للحالة.

وعن رؤيته للأعلام المصري الرسمي، وهل يقوم بدوره المطلوب على أكمل وجه، خاصة أنه كان في وقت من الأوقات مسؤولا عنه، أجاب المناوي، أن “هذا موضوع كبير، والسؤال هنا، هل الإعلام الرسمي المصري يمتلك القدرات؟ والقدرات هنا بكل معانيها لمحاسبته بعد ذلك، بعدها نبدأ في الإجابة على السؤال”، مؤكدا أن الإعلام لا يمتلك تلك القدرات، لذا فإنه لا يقوم بدوره، وقبل أن نحاسبه لا بد من توفير احتياجاته وحل مشاكله.

قال الكاتب الصحفي ورئيس قناة الغد عبد اللطيف المناوي إن سوء فهم البعض كان وراء الجدل حول الحملة الإعلانية الجديدة للقناة التي تولى رئاستها منذ شهر فبراير/شباط 2015.

وأشار المناوي، في تصريح لـ«إعلام دوت أورج»  إلى إزالة إعلانين فقط، الأول خاص بالرئيس التركي أردوغان، حيث ظهر وهو يجلس على كرسي الخلافة وقد حبس معارضيه في الخلفية والثاني لعلي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإيرانية وهو يلتقط سيلفي لنفسه وفي خلفيته الخليج العربي في إشارة للأطماع الإيرانية.

وأضاف رئيس قناة «الغد»، أن البعض لم ير باقي أبعاد الصور رغم أن الحملة عنوانها «الصورة بكل الأبعاد»، مشددا على أن سياسة القناة واضحة جدا في هذا الصدد وانحيازها معلن للقضايا العربية وضد التدخل في شئون دول الخليج وباقي الدول العربية .

إزالة الإعلانات تمت، كما قال المناوي، بالتفاهم مع الجهات المعنية وبعد شرح وجهة نظر القناة ويتم حاليا تصميم إعلانات جديدة بدلا من اعلانات أردوغان وخامنئي.

وكانت «الغد»أطلقت الحملة نفسها العام الماضي لكن بشخصيات سياسية أخرى لم تثر الجدل وقتها مثل جون كيري ودي ميستورا وبشار الأسد، عكس بعض شخصيات الحملة الجديدة.