أزاح عمدة لندن بوريس جونسون الستار عن النسخة شبه الأصلية لقوس الانتصار، أحد المعالم الشهيرة لمدينة تدمر السورية، والذي دمره مسلحو تنظيم «داعش» في وقت سابق من العام الماضي، وأودعت النسخة في أحد ميادين العاصمة البريطانية.
صممت النسخة بتقنية 3D المتقدمة، من الرخام المصري، بواسطة علماء من معهد تكنولوجيا الآثار الرقمية، الذين استعانوا بصور عالية الدقة للأثر الأصلي قبيل تدميره.
ومن المتوقع أن تجوب النسخة الرقمية للأثر السوري عدة مدن حول العالم، عقب تدشينها في ميدان ترافالجار وسط لندن أمس، الثلاثاء.
ويبلغ ارتفاع هذه النسخة يبلغ 5.5 مترا، صنعت بواسطة آلات دقيقة لنحت الصخور وفقا للصور عالية الدقة التي التقطت للأثر الأصلي التي تم تحويلها إلى 3D أولا.
وعلّق مدير عام الآثار والمتاحف السورية مأمون عبد الكريم على الحدث، قائلا: «إنه تضامن كبير»، مشيرا من لندن حيث حضر الاحتفالية إلى أنها «رسالة واضحة لزيادة الوعي في العالم بتاريخ الإنسانية المشترك».
وأضاف عبد الكريم حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية BBC: «التاريخ للعالم كله ولا يخص فقط الشعب السوري».
وقال جونسون في احتفالية تدشين النسخة الأثرية: «إنها مزيج من التكتولوجيا والتصميم عالي الدقة»، متابعا في خطاب له وسط الجماهير الحاضرة: «هذا الحد تحدٍ للبرابرة الذين دمروا الأثر الأصلي في تدمر شمال شرق دمشق، العام الماضي».
ويعود تاريخ الأثر الأصلي الذي شيّده الرومان في سوريا إلى ما قبل 1800 عام تقريبا، وسيعرض لمدة 3 أيام في الميدان اللندني، قبيل تحركه في رحلة عرض حول العالم تشمل نيويورك ودبي.
قال المدير التنفيذي للمعهد بجامعة أكسفورد البريطانية العريقة روجر ميشيل إن النسخة ستظل في رحلات بمدن العالم حتى تصل إلى الموطن الأصلي للأثر في تدمر، حيث ستوضع إلى جوار أطلاله المتبقية، العام المقبل.
وقرر ميشيل عقب سقوط المدينة في يد «داعش» أن يدشن معهده مشروعا ضخما لنسخ آثار سوريا والعراق وأفغانستان وعدد آخر من الدول بعنوان «مشروع بيانات المليون صورة».
ووقعت تدمر في قبضة تنظيم «داعش» منذ مايو/آيار 2015، حتى تمكن الجيش السوري بمساندة روسية من استعادة السيطرة عليها وطرد مسلحي التنظيم أواخر مارس/آذار الماضي.
وأوفدت موسكو خبراء إزالة الألغام التابعين للجيش الروسي إلى تدمر للبدء بعمليات تطهير المدينة من المتفجرات والألغام والعبوات الناسفة التي زرعها «داعش».
وكان التنظيم أعلن إعدام نحو 280 جنديا سوريا في ساحة المسرح الروماني الكبير لدى استيلائه على المدينة في مايو/آيار من العام الماضي، وأوردت أنباء رسمية سورية تدمير أجزاء كبيرة من المدينة الأثرية.
وتضم تدمر معظم الآثار الشاهدة على تاريخ سوريا القديم، وكان عبد الكريم قال في تصريحات سابقة عقب تحريرها من قبضة التنظيم: «لا يمكننا أن نعيد المشهد في تدمر إلى ما كان عليه قبل دخول داعش».
