في وقت تستعد فيه الحكومة العراقية، بدعم من التحالف الدولي ضد «داعش»، لمعركة فاصلة لاستعادة «الموصل» بمحافظة نينوى من سيطرة التنظيم، يحزم مئات الآلاف من المواطنين أمتعتهم للنزوح قبل ساعة الصفر.
وتزمنا مع ذلك، انطلقت تحذيرات حقوقية، خوفا على تعرض نحو مليون شخص لانتهاكات كما حدث في الفلوجة، حيث دفعت عملية استعادة الفلوجة نهاية يونيو/ حزيران الماضي آلاف السكان للفرار إلى مخيمات للنازحين.
وحذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من أن نحو مليون عراقي قد يجبرون على النزوح عن منازلهم خلال الأشهر المقبلة. يضاف هؤلاء إلى نحو 3 ملايين عراقي نازح بسبب أعمال العنف، التي تشهدها البلاد منذ عامين ونصف العام.
وتوقع خالد العبيدي، وزير الدفاع العراقي، نزوحا كبيرا لسكان الموصل تزامنا مع بدء عملية تحريرها، مشيرا إلى أن أقل عدد متوقع لذلك هو قرابة نصف مليون شخص.
وقال العبيدي، إن التحدي الأكبر سيكون هو حماية المدنيين في المدينة، والذين يبلغ عددهم قرابة مليوني شخص.
وتشعر الأمم المتحدة بالقلق، حيث أعلنت أنها تستعد لأكبر عملية إغاثة هذا العام، مضيفة أن النازحين سيحتاجون إلى المأوى والغذاء والماء وخدمات الصرف الصحي لمدة تتراوح بين 3 و12 شهرا، بحسب حجم الدمار في المدينة.
بينما طالب الصليب الأحمر بـ15.6 مليون يورو إضافية للتمكن من تقديم مساعدة كافية للنازحين، ووصف الأمر بأنه سيمثل مشكلة إنسانية هائلة للبلاد.
وصرح روبرت مارديني، مدير عمليات الصليب الأحمر في الشرق الأدنى والشرق الأوسط، الذي عاد لتوه من العراق، بأنه لا يمكن التنبؤ بالوضع، لكن علينا أن نستعد للأسوأ، من المرجح أن تزداد حدة القتال، خاصة بمنطقة الموصل، وربما يتحرك مئات الآلاف في الأسابيع والشهور المقبلة، سعيا للحصول على المأوى والمساعدة.
وحفاظا على سكان الموصل، طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش، الجيش العراقي بمنع إشراك جماعات من الحشد الشعبي لها سجلات انتهاكات خطرة في معركة الموصل.
وقال جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش، «على قادة العراق تجنيب المدنيين في الموصل الأذى الخطير من قبل الميليشيات التي سُجلت انتهاكاتها حديثا».
وتتهم منظمات عناصر من الحشد الشعبي بارتكاب انتهاكات بحق المدنيين العزل في أثناء معركة الفلوجة.
يأتي ذلك في وقت أمر فيه رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بتقريب موعد بدء معركة استعادة مدينة الموصل، وصفا إياها بالانتصارات الكبيرة على تنظيم داعش.
سيطر داعش على الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، في يونيو/حزيران 2014، لتصبح أكبر معاقله هناك.
