66 شخصا راحوا ضحية فقدان طائرة مصر للطيران أمس، الخميس، التي كانت قادمة من باريس إلى القاهرة، وفقد الاتصال بها بعد دقائق من دخولها المجال الجوي المصري، ليٌعلن بعد ذلك عن تحطمها في البحر، دون اكتشاف الأسباب التي أدت إلى الحادث بعد.
جمعهم طريق بلا عودة على اختلاف جنسياتهم، وتنوع أهدافهم لركوب الطائرة، فما بين الذاهب لرحلة عمل، والعائد من رحلة علاج، والذي لم يمهله الموت فرصة لإتمام زفافه، ترصد «الغد» قصصا لبعض ضحايا حادث الطائرة، التي كانت تحمل 56 راكبا، و10 من أفراد الطاقم.
أحمد هلال.. المدير المعروف بصفاته الإنسانية
«كان رجل القيم ومدير معروف بخصاله الإنسانية»، هكذا نعت الكاتبة الفرنسية باسكال بوستراد المصري أحمد هلال، مدير واحد من المصانع الفرنسية التابعة لشركة «بروكتول أند جامبل»، إحدي الشركات الخاصة بمواد التجميل والتنظيف.
وصعد هلال إلى الطائرة في رحلة خاصة، إلا أن شركته قالت إنها فقدت الاتصال معه فوره صعوده إلى الطائرة، كما عبر موظفو المصنع عن حزنهم الشديد لفقدان هلال.
وفي مصر، نعت الجامعة الأمريكية، التي تخرج فيها هلال عام 1999، ودرس هندسة الميكانيكا.
أما التليفزيون الفرنسي، فقد عرض تقريرا عن هلال، حكى فيه زملاؤه الفرنسيون عن مساعدته لهم وتميزه في عمله، كما ظهر هلال في إحدي اللقطات على التليفزيون بصحبة وزير المالية الفرنسي.
فارس عيسى.. عريس لم يٌزف
كان هو السوادني الوحيد على متن الطائرة، بحسب ما أعلنت شركة مصر للطيران، شاب ثلاثيني عمل سنوات عمره في ميكانيكا السيارات بباريس، وقبل زفافه بليلة واحدة، صعد على الطائرة المنكوبة ليذهب إلى عروسه في الخرطوم، إلا أنه لم يٌزف إليها مساء أمس، الخميس، فقد سبقها إليه الموت.
قصة زوجين انتصرا على السرطان ولم يعودا إلى أبنائهما
قبل 3 أشهر، باع الدكتور الصيدلي أحمد العشري منزله وسيارته، ليرحل برفقة زوجته في رحلة علاجها من مرض السرطان، الذي كاد أن يفتك بها، تاركين أطفالهما الثلاثة مع الجدة في مصر.
وبعد 3 أشهر من العلاج، أبلغ العشري والدته بميعاد عودته، إلا أنه في طائرة لم ولن تصل أبدا، حسبما روى أحد أصدقائه.
أما زوجته السيدة ريهام مسعد، فكانت تعمل معيدة في قسم العمارة بالجامعة.
المخرج عثمان أبو لبن يفقد 4 أفراد من عائلته
من بين الضحايا أيضا، أربعة أفراد من عائلة المخرج اللبناني عثمان أبو لبن، الذي أعلن وفاة عمه وزوجته وابن عمه وزوجته ضمن ضحايا الطائرة المنكوبة، ودعا إلى الصلاة عليهم في جامع السلطان الحسين.
أم وابنها بين الضحايا
من بين ضحايا الطائرة كانت السيدة يمني حمدي شبانة، ونجلها إسماعيل رأفت شبانة، من أبناء محافظة دمياط (دلتا مصر) ويقيمان في محافظة القاهرة.
ذهب إسماعيل مع والدته إلى باريس ليرافقها في رحلتها العلاجية، إلا أن القدر لم يكتب لهم العودة.
المضيفة سمر عز الدين.. صورة تشبه الحادث
على مواقع التواصل الاجتماعي، نشرت المضيفة سمر عز الدين عدة مرات صورة لمضيفة تخرج من البحر بزيها الرسمي، وهي تجر حقيبتها، وفي الخلفية طائرة تسقط في المياة.
وهي الصورة التي اعتبرها أصدقاؤها علامة على أنها كانت تشعر بالطريقة التي ستموت بها، وهي نفس الطريقة التي وقعت بها الحادثة، إذا تحطمت وسقطت في مياه البحر الأبيض المتوسط.
تبلغ سمر من 27 عامًا، وبدأت العمل في شركة مصر للطيران قبل عامين.
كانت رحلة باريس هي الرحلة الأولي لعفيفي بعد ترقيتها إلي منصب كبيرة المضيفات، الذي حصلت عليه منذ شهر واحد فقط، لتنتهي حياتها أمس على رحلة لم تعود لطائرة منكوبة.