لن يتمكن الفلسطيني سعيد أبو أحمد (45 عاماً) من شراء أضحيته هذا العام استعداداً لعيد الأضحى المبارك، رغم انخفاض أسعار المواشي وتوفرها في أسواق قطاع غزة.
وأبو أحمد هو موظف عسكري يعمل لدى السلطة الفلسطينية، وجرى إحالته إلى التقاعد المبكر، عقب اقتطاع جزء من راتبه الشهري، الأمر الذي لم يمكنه من شراء رأس ماشية للتضحية فيه، على حد قوله.
ويقول أبو أحمد والحسرة غلبت على ملامح وجهه، إنه غير قادر على شراء أضحيته هذا العام عقب قرار تقليص راتبه من قبل السلطة الفلسطينية، وأضاف “الأسعار منخفضة بس فش فلوس معنا، والظروف الاقتصادية صعبة جدا”.
وأضاف لـ”الغد”، “مر علينا أربعة مناسبات متتالية وجيوبنا خاوية، شهر رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى والعام الدراسي الجديد، وربنا يعلم كيف بنمشي حالنا بصعوبة”.
ويعترف أبو أحمد الذي اعتاد على شراء أضحيته كل عام مع حلول عيد الأضحى، أن أجواء الفرحة والبهجة غابت عن منزله وأطفاله هذا العام لعدم شراء أضحيته.
وكانت حكومة التوافق الوطني، بدأت منذ أبريل الماضي اقتطاع ما نسبته 30% من رواتب موظفي السلطة الفلسطينية في قطاع غزة.
كما قررت الحكومة في 4/ يوليو الماضي إحالة 6145 موظفا مدنيا وعسكرياً تابعا للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة إلى التقاعد المبكر، فيما قال المتحدث باسم الحكومة يوسف المحمود إن “القرار يأتي في إطار إجراءات الحكومة المؤقتة للضغط من أجل إنهاء الانقسام الداخلي المستمر منذ منتصف عام 2007″.
من جانبه، يقول تاجر المواشي إسلام عبد الله، إن سوق الأضاحي هذا العام في قطاع غزة يشهد ضعفاً شديداً وغير مسبوق قياساً بأعوام سابقة، رغم انخفاض أسعار المواشي بشكل ملموس، وفق ما جاء في حديثه لـ”الغد”.
وعزا عبدالله ضعف الإقبال على شراء الأضاحي قبل حلول عيد الأضحى، إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها العائلات في قطاع غزة، لاسيما عقب قرار حكومة التوافق اقتطاع جزء من رواتب موظفي السلطة الفلسطينية.
تقليص رواتب موظفي السلطة الفلسطينية ليس السبب الوحيد في رأي -التاجر عبدالله- الذي أدى إلى تراجع الحركة الشرائية بأسواق الأضاحي في قطاع غزة، بل هناك عدة أسباب يعاني منها القطاع، أهمها أزمة الكهرباء.
ويوضح أن استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة، والتي تصل المواطنين ما بين (2-4 ساعات) يوميا مقابل 12 ساعة قطع للتيار، أدت إلى ضعف إقبال المواطنين على شراء الأضاحي خشية من أن تفسد اللحوم في ثلاجاتهم المنزلية.
ويقارن تاجر المواشي عبدالله حجم إقبال المواطنين هذا العام مع الأعوام السابقة، مشيراً إلى أن العام الماضي كان المشترين يقبلون على شراء الأضاحي قبل عيد الأضحى بأسبوعين، بينما هذا العام لم يتمكن من بيع 15 رأساً من الماشية بأنواعها.
وأضاف وهو ينظر إلى مزرعته بحزن شديد “العام الماضي قمت ببيع 120 رأس من الماشية بأنواعها، ولكن هذا العام لم نتمكن من بيع جزء بسيط من هذا الرقم”.
ويؤكد أن أسعار المواشي بأنواعها تناسب المواطنين، حيث وصل سعر كيلو لحم العجل إلى (15 – 16 شيكل)، فيما العام الماضي وصل سعر كيلو لحم العجل (17-18 شيكل).
بدوره، يؤكد الخبير الاقتصادي عمر شعبان، أن قطاع غزة يشهد حالة ركود اقتصادي غير مسبوقة منذ عدة شهور لعدة أسباب أهمها قرار حكومة التوافق الوطني تقليص رواتب الموظفين، إلى جانب الأسباب الرئيسية وهي حالة الانقسام والحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 11 عاماً.
ويقول شعبان لـ”الغد”، إن “إجراءات السلطة الفلسطينية كتقليص رواتب الموظفين بنسبة 30 %، وعدم قدرت حكومة حماس على دفع مرتبات بشكل منتظم لموظفيها، وتراجع دور المنظمات الدولية في قطاع غزة، وبطئ عملية اعادة الاعمار التي تعد أحد مصادر الدخل الاساسية في القطاع، جميعها أسباب أثرت بشكل سلبي واضح على مواسم المدارس والاعياد والمناسبات الاجتماعية والافراح وحركة البناء”.
