صور| في العيد.. ألعاب أطفال سوريا من مخلفات الصورايخ
الأطفال فى كل مكان يههون المراجيح والملاهي، ولأن الحرب في سوريا لم تترك شيئا إلا دمرته، قرر أطفال الغوطة اللعب في ملاهٍ غير تقليدية.
فألعابهم في ظل الحصار الخانق إما موجودة تحت الأرض أو مصنعة من مخلفات صواريخ، قصفت بها منطقتهم خلال الشهور الماضية.
وقد شكلت مخلفات الحروب من فوارغ الرصاص وبقايا القنابل والصواريخ مصدر الهام للبعض، فعمد أحدهم إلى الرسم عليها لتتحول قذيفة الهاون إلى تحفة فنية، يشتريها الأحباء بدلا من بضائع ومنتجات غابت عن أسواق البلاد.
فمنذ ثلاث سنوات، وأثناء مروره في أحد شوارع مدينة دوما بريف دمشق، رأى أبو علي البيطار، طفلاً يلعب بمخلفات الصواريخ لعدم قدرته على امتلاك دمية، وبدلا من أن تبقى بقايا من أسلحة الحرب، قرر البيطار أن يطورها مستغلاً خبرته في أعمال الحدادة لتستخدم لأغراض سلمية.
بدأ البيطار، الرجل الأربعيني، الذي يعمل دهانا، بجمع كل ما تقع عليه عينه من مخلفات الصواريخ، وتمكن من تجميع حوالى من 40 إلى 50 صاروخا.
ويقول البيطار، بحسب وكالة أنباء حمرين نيوز السورية، «في البداية اعتبرني الجيران مجنونا فلم يكونوا يدرون أني أصنع الألعاب للأطفال، وكانت المفاجأة حين خرجت عليهم في أحد الأيام محملا بالمراجيح، بعد ذلك بدأ الناس بتشجيعي وبات الفلاحون يحضرون لي أية مخلفات لصواريخ أو قذائف هاون تسقط على أراضيهم».
ويضيف «بعد ذلك، بدأ الناس بتشجيعي وبات الفلاحون يحضرون لي أي مخلفات لصواريخ أو قذائف هاون تسقط على أراضيهم».
ويقول أبو علي «الفكرة بدأت من الطفل، وإن شاء الله تكون سعادة للطفل».
تأخذ الأراجيح التي يصنعها أبو علي أشكال الصواريخ وهي ملونة بالأحمر والأزرق والأصفر والأخضر.
ترك الأطفال، وفق أبو علي، الأراجيح العادية «وباتوا يركضون للعب بتلك المصنوعة من صواريخ».
ويضيف «هذه براءة الأطفال، فالطفل لا يعرف أن هذا الصاروخ الذي يلعب عليه ويفرح به هو ذاته الذي ألقته طائرة ميج».
ويخلص بالقول «هذه هي المعادلة المستحيلة أن يتحول شيءٌ هدفه القتل إلى لعبة يفرح بها الأطفال».
وتعد دوما منذ العام 2013 معقلاً لفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية قرب دمشق، وبحسب الأمم المتحدة يعيش نحو 600 ألف شخص فى 19 منطقة محاصرة فى البلاد التى دمرتها الحرب، 452 ألفا و700 شخص منهم يحاصرهم الجيش السوري، خصوصا فى ريف دمشق.
وتتعرض المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة منذ العام 2013 وبشكل شبه يومى للقصف المدفعى والجوي، ما أسفر طوال هذه السنوات عن سقوط اعداد كبيرة من القتلى.
وفي ظل هذا الحصار من جيش النظام السوري، ابتكر سكان دوما ألعاباً وسلعاً عديدة بديلة للتأقلم مع وضعهم الجديد.
وتنعم دوما حالياً بالهدنة المعلنة منذ أيام بموجب اتفاق أمريكي روسي، ما سمح للأطفال والعائلات بالخروج من منازلهم والتنزه.
وخلال عيد الأضحى الأسبوع الماضي، انشأ سكان مدينة عربين «جنوب دوما» الملاهى للأطفال، ولكن فى قاعات تحت الأرض ليتيحوا لهم اللعب دون خوف.
وفي أحد أحياء عربين، ينزل الأطفال على أدراج حجرية، يصلون إلى قبو تحول إلى «مدينة ملاهى»، يكملون طريقهم في نفق طويل ليصلوا إلى قبو آخر ملأته الأعمدة الملونة، وانتشرت فيه الألعاب منها ما يأخذ شكل حيوانات يتأرجحون عليها وأخرى يتسلقون عليها ويتزحلقون.