تصادف اليوم الذكرى السنوية الثالثة عشرة لاستشهاد الزعيم والرئيس الفلسطيني الخالد، ياسر عرفات (أبو عمار) بعد محاصرته منذ كانون الأول/ديسمبر 2001، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي بمقر المقاطعة في مدينة رام الله في الضفة الغربية، 2001 والتي ظل محاصراً فيها قبل نقله إلى مستشفى “بيرسي دو كلامار” العسكري قرب باريس، نهاية تشرين الأول/أكتوبر إثر معاناته من آلام في الأمعاء من دون حمى.
وفي ذكرى استشهاد عرفات، ألقى «الغد» الضوء على أول بيت استقر فيه الزعيم الراحل بعد قدومه إلى غزة في عام 94، وفق تفاهمات اتفاقية أوسلو عام 93.
وقبل الوصول إلى بيت أبو عمار المتواضع والبسيط، تشاهد طائرته المروحية، روسية الصنع، معلقةُ على منصة حديدية ضخمة داخل مهبط الطيران القريب من بيته مقر الرئاسة “المنتدى” سابقاً.
ويقع منزل أبو عمار الذي تم شرائه عام 1994 غرب مدينة غزة، وبالقرب من سجن أنصار 3، سابقاً وهو مكون من خمس غرف على مساحة 900 متر مربع، وطابق واحد لكن سرعان ما تم إضافة طابق آخر إليه عام 96، ليكون مخصص للقاءات والاجتماعات واستقبال الضيوف.
يحتوي منزل عرفات المتواضع في غزة، على ملابسه العسكرية وهاتفة وأول مكتب جلس عليه بعد قدومه إلى أرض الوطن في عام 94، وهاتفه المحمول الشخصي، وكذلك مجلس الطعام الذي تناول فيه الإفطار برفقة الرئيس الأميركي الراحل جيمي كارتر، حينما زار غزة هو وزوجته بعد خروج الاحتلال الإسرائيلي منها، في منتصف التسعينات.
كما تتضمن المقتنيات عدة صور جمعت الرئيس بالشخصيات العربية والدولية الذين استضافهم بمنزله، منهم الرئيس الأميركي كارتر ورئيس غانا جيري رولنجز، والرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك وغيرهم من قادة وزعماء العالم، بالإضافة لصور لشهداء اللجنة المركزية لحركة فتح وصور الزعماء الفلسطينيين رفاق ياسر عرفات، وعدد من صور الجرحى الفلسطينيين الذين أصيبوا خلال انتفاضة الأقصى وقيام الرئيس عرفات بزيارتهم والاطمئنان عليهم في المستشفيات الفلسطينية، وبعض من الصور لحصاره في مقر المقاطعة في رام الله.
كما احتوت على جائزة نوبل للسلام، وتماثيل تم إهداؤها له من قبل زعيم الثورة اللاتينية تشي جيفارا، والزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، وكذلك بعض الدروع والمجسمات التي حصل عليها من الرئيس العراقي السابق صدام حسين، والملك المغربي الراحل الحسن الثاني.
ويقول اللواء عرابي كلوب، مدير مؤسسة الشهيد ياسر عرفات، إن أبو عمار عاش في منزل متواضع على مدار أربعة عقود من الزمن قاد سفينة النضال الفلسطيني بكل اقتدار وحكمة وقاد الثورة الفلسطينية مع رفاقه الأبطال حتى وفاته في 11/11/2004
وأضاف: طيلة هذه العقود لم يتمتع الزعيم الخالد ياسر عرفات، بحياته الشخصية وكان الأب الحاني للشعب الفلسطيني، ولأبناء الشهداء والجرحى والاسرى، وكان بمثابة المظلة التي يستضل بها كافة أبناء الشعب الفلسطيني، بكل مكوناته السياسية والدينية، ولكافة التنظيمات والفصائل الفلسطينية في داخل الوطن وفي مخيمات اللجوء وفي كل مكان يتواجد فيه فلسطيني.
وأشار اللواء كلوب: أن منظمة التحرير الفلسطينية، عاقد العزم على تحويل بيت أبو عمار، لمتحف وطني نضالي، وسيحتوي على مقر فرعي لمؤسسة الشهيد ياسر عرفات، التي تُعنى بحفظ تاريخ وإرث الثوار الفلسطينيين على مدى التاريخ، وسيكون مقراً فرعياً للأمين العام السابق لجامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى، الذي سيترأس مجلس أمناء هذه المؤسسة.
وأوضح كلوب، أن هناك بعض المقتنيات الكثيرة ما زالت مسروقة حينما سيطرت حركة “حماس بالقوة المسلحة على قطاع غزة، وأصبح المنزل عرضه للسرقة والنهب، من قبل الكثيرين، الذين نهبوا منه العديد من المقتنيات والمحتويات الوطنية النادرة ، مثل تمثال للرئيس الراحل مصنوع من البرونز الخالص، وميداليات ذهبية، وبعض المقتنيات الحربية والشخصية الأخرى.
وطالب كلوب: بضرورة إرجاع كافة المسروقات والمقتنيات كونها تمثل إرث الثورة الفلسطينية وزعيمها، لأن التفريط بها هو تفريط بالوطن، وحتى تبقى حاضرة امام الأجيال القادمة التي عشقت الزعيم أبو عمار دون أن تراه.
