بدلا من التسوق في الدقائق الأخيرة قبل عيد الميلاد أو لف الهدايا، قضت العائلات في جنوب الولايات المتحدة، عشية العيد، في حصر خسائرهم عقب هبوب أعاصير “تورنادو” غير معتادة وطقس عنيف أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 14 شخصا، وتدمير أو تضرر عشرات المنازل.
وقالت بوبي واتكينز، خلال سيره برفقة زوجته وسط الدمار، الذي لحق بمقاطعة بنتون الريفية بولاية مسيسيبي، حيث تأكد مقتل 4 أفراد، بينهم زوجان وجاران في نفس الشارع، ودمار منازلهم: “لقد أنعم علينا سانتا بعيد جيد، أليس كذلك؟ ربما أكون قد فقدت بعض الأغراض، لكني لا زلت أحتفظ بحياتي”، بحسب وكالة أسوشيتدبرس للأنباء.
وأسهم الطقس الدافئ غير المعتاد في هبوب أعاصير قمعية قوية في المنطقة الممتدة بين ولايتي أركنسو وميتشجان، واصلت العواصف تقدمها باتجاه الشرق أمس، الخميس، متسببة في سقوط أمطار غزيرة قطعت الطرق في ولاية ألاباما وتسببت في انهيار طيني في جبال جورجيا.
وأكدت السلطات وفاة 7 أشخاص في مسيسيبي، بينهم صبي في السابعة من عمره، كان داخل سيارة جرفتها العاصفة، كما قتل 6 آخرون في ولاية تنيسي، وقتل آخر في ولاية أركنسو.
كما تسببت العواصف في إصابة العشرات، بعضهم بإصابات خطيرة، وفقا لجريج فلين، المتحدث باسم وكالة الطوارئ في مسيسيبي.
وقامت فرق الإنقاذ بتمشيط المنازل والمتاجر، التي دمرتها العاصفة بحثا عن مفقودين، لكن عملية البحث واجهت صعوبات بسبب سفر الكثيرين نتيجة العطلات.
وقال فلين: “حتى نتأكد من مكان وجود هؤلاء الأشخاص، سيواصلون البحث، لأن هناك عدد من المنازل سويت بالأرض، وكأنها اختفت”.
وفي ليندن بولاية تنيسي، لجأ توم جودوين إلى ملجأ للعواصف مع 7 آخرين إلى حين انتهاء العاصفة، لكنه خرج ليجد منزله وقد انفصل عن أساساته وسقط أسفل التل.
تمكن جودوين من الدخول إلى المنزل والحصول على بعض هدايا عيد الميلاد، التي كانت أسفل شجرته، لكن جيرانه لم يحالفهم الحظ، إذ قتل اثنان في منزل واحد.
وقال جودوين: “هذا يدفعك لأن تحمد الله على نجاتك ونجاة عائلتك”.
كريس شوبيري، أحد جيرانه، التقط قبعة سانتا كلوز وذقنه البيضاء وخرج للمساعدة في تطهير المنطقة، حيث أسهم في قطع الأشجار التي أسقطتها الرياح بالقرب من منزل جودوين.
وقال شوبيري: “كان هذا هو الأصوب، أن تخرج لمساعدة العائلات المتضررة، ارتدى ملابس سانتا وحاول إسعاد الناس، وحاول أن تشعرهم ببهجة عيد الميلاد”.
وفي مقاطعة بينتون بولاية مسيسيبي، ساعد الأقارب ديزي وتشارلز جونسون في رفع الأنقاض بعدما سوته العاصفة بالأرض، وحملوا بعض متعلقات الزوجين بجوار تمثال سانتا كلوز على الطاولة.
وقالت ديزي جونسون، إنها وزوجها هرعا مع أقاربهما إلى ملجأ العواصف عبر الشارع، بعد أن علموا أن العاصفة في طريقها إلى المنزل.
وأضافت: “توجهنا بأنظارنا إلى الغرب ورأيناها، كانت صفراء وتزأر، والبرق مستمر، كانت تصدر ضوضاء مرعبة، لا أريد أن أسمع ذلك مجددا طالما حييت”.
يصل موسم الأعاصير القمعية ذروته في الجنوب خلال فصل الربيع، لكن هذه العواصف قد تحدث في أي لحظة، فقبل نحو عام تسببت الأعاصير في مقتل 5 أشخاص وإصابة العشرات في ولاية مسيسيبي.
جليندا هنت، 69 عاما، كانت تستعد لاستقبال أفراد العائلة عشية عيد الميلاد، عندما اتصلت ابنتها لتحذرها من قدوم العاصفة، ولم تملك سوى النزول إلى ملجأ الحماية.
وفي يوم الخميس، تبعثرت المعدات الثقيلة والذرة في ملكية العائلة، وتضررت بنية المنزل الثقيلة، لكنها لا تزال صامدة.
وقالت هنت: “نحن بخير، وهذا كل ما يهم، لكن الله أنقذ أثاث منزلنا”.
