القاهرة- محمد نشأت
في ممر ضيق متفرع من شارع جواد حسني وسط العاصمة المصرية القاهرة، تقع صالة كاتساروس، وهى أول صالة مزادات منتظمة في مصر والشرق الأوسط، تحمل في طياتها عراقة تحف وأنتيكات، مر عليها الزمن وتتميز بطابع فني مصنوع بدقة وحرفية.
في هذه الصالة يتحدث تاريخ التحف والأنتيكات منذ العصور الملكية.
ويعرف جيدا عشاق السينما على أفيشات وتترات الأفلام المصرية القديمة جملة “أُخذت المناظر الداخلية باستوديو كاتساروس» في إشارة إلى هذا الاستوديو القديم الذي تأسس عام 1918، في وسط القاهرة، قبل ان يتحول الي صالة لبيع التحف.
قبل 3 سنوات، أتمت « كاتساروس» مئويتها الأولى، مائة عام من الحكايات التي تحولت بمرور الزمن إلى «أنتيكات» تشبه تلك التي لا تزال تملأ جنبات صالة «مزادات كاتساروس» التي أنشئت على يد اليونانيين الخواجة كاتساروس، والخواجة ميخائيل ميخايليديس.
ويفتح الحفيد أبواب الصالة للجميع، من هواة التحف والأنتيكات، ومحبي الفنون والثقافة، ويعيش معهم شغفهم بمقتنيات الصالة ناقلاً خبراته، ويقلب معهم دفاتر الماضي مفتخراً بما تشهد عليه «كاتساروس».
وقال مجدي محمود مالك الصالة ” كانت الصالة تضم العشرات من المقتنيات القديمة التي يحتفظ بها الرؤساء والملوك، ولكن مع التغيرات الأخيرة أصبح بيع المقتنيات يتم من خلال (البيع المباشر) ولا يزال هذا النظام مستمر العمل به حتى وقتنا الحالي.
كما كشف مالك الصالة أنه يحصل على القطع والأنتيكات القديمة من البيوت التي يلجأ أصحابها إلى تصفية مقتنياتها، إلى جانب رغبة البعض في أن تعرض الصالة له «أنتيكة» يمتلكها، ليأتي شخص آخر يحتاج هذه القطع ويحدد سعرها ومنها يتم التراضي بين الطرفين، والصالة تحصل على جزء من الثمن مقابل التوافق بينهما، والمشهد الأكبر هو أن هناك الكثير من الناس تعشق التجديد من مقتنيات المنزل أو ترغب في تغير بعض الانتيكات، وفي الحالتين يلجأ للتواصل مع الصالة.
وتابع قائلأ: “عالم المزادات، منغلق تماماً، القيمة هي الأساس والندرة هي المعيار، أما الجمال فهو تاريخه وحاضره ومستقبله، ورغم أن كلمة “الأنتيك” في اللغة اليونانية تعني الأثر القديم إلا أن في الثقافة العربية عند سماعها تتوجه الأذهان نحو التحف”.
قطع أثاث فرنسية وإنجليزية وإيطالية، هنا قطع نحاسية وبرونزية وذهبية ، وروسومات موقعة ، هنا توجد أقدم هواتف عرفتها البشرية وقناديل زيتية يزيد عمرها علي 100 عام.
وفي أعقاب احتفال «كاتساروس» بمئويتها الأولي اتجهت لنشاط آخر، تعود به إلى سيرتها الأولى، حيث بدأت في تنظيم بعض الأنشطة والندوات الثقافية واجتذاب بعض الزبائن الذين تحولوا بمرور الوقت إلى أصدقاء للمكان، وجميعهم مثقفون يتناقشون في بعض الامور الثقافي.