لبنان في عين العاصفة، وتهافت جنوني على الأسواق، رغم الأزمات الاقتصادية الطاحنة، وإنهيار غير مسبوق لليرة اللبنانية.
ورغم المصاعب والمعاناة المعيشية، خرج اللبنانيون أفواجا بحثا عن السلع والضرورات الغذائية، التي بدأت تنفذ من الأسواق مع بداية تنفيذ قرار الإغلاق العام في البلاد.
لبنان في عين العاصفة
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، حسان دياب، إنّ «المؤشرات التي بين أيدينا حول تفشي وباء كورونا، تشير بوضوح إلى أننا دخلنا في مرحلة الخطر الشديد، أو بالحد الأدنى، نحن على أبواب هذه المرحلة».
وأضاف: «واجبنا حماية اللبنانيين من أنفسهم بسبب استهتار قسم كبير منهم. إما أن نستدرك الوضع بإقفال تام وصارم وحازم للبلد، أو أن نكون أمام نموذج لبناني أخطر من النموذج الإيطالي».
ونشرت صحيفة «النهار» اللبنانية، صورا لمشاهد التهافت الجنوني على الأسواق.
وقالت الصحيفة: “مشهد الناس في السوبرماركت اليوم يُذكّر بأيام المجاعات.. تهافت جنونيّ، إنّه الواقع تماماً.. لبنان في عين العاصفة.. من جهاته كلّها.. حتى أنّ حكّامه في خلاف على الأولويات والسلوكيات.. بعضهم يسجّل نقاطاً على البعض الآخر، كأنّه لدينا ترف الوقت”.
يوم التهافت على السوبرماركت
وترى الصحيفة أنّه يوم التهافت على السوبرماركت. كان ينقص الناس أن تخبرهم الدولة بأنّها ستقفلها حتى ازداد هلعهم هلعاً، وراحوا يتهافتون بشكل هستيريّ لشراء المواد الغذائية مخافة من مرور أيام وهم في الحجر مع ما يعنيه ذلك من نقص في هذه المواد، خصوصاً بالنسبة إلى مَن يشترونها «اليوم بيومه»، لأسباب عدّة منها طبعاً الوضع الاقتصادي الصعب، والاقفال العام، وارتفاع سعر المنتجات.
مشهد موجع في لبنان
وداخل المشهد اللبناني.. «الناس فوق بعضها» في السوبرماركت، وحتى في محلات البقالة أو الميني ماركت ـ بحسب رصد الصحيفة اللبنانية ـ اللبنانيون يهرعون للتموّن كأنّ المجاعة مقبلة في مشهد موجع من مَشاهد هذا البلد الذي يُحتضر.
ويبقى السؤال، هل هكذا نواجه كورونا؟ بتخويف الناس و«إرغامهم» على التهافت دفعة واحدة من دون الإجراءات المطلوبة؟ أن يطال الأمر لقمة المواطن فهذا ما لا طاقة للبلد على احتماله.
وفي انتظار قرارات المجلس الأعلى للدفاع لتبيّن ما هي التوصيات التي أٌخذت في الاعتبار وما هي التي لم يؤخذ بها. حتى حصول ذلك، تبقى الأنظار على الاكتظاظ الذي سبّبه الهلع والأمل ألا يرفع من نسبة الإصابات بدل الحدّ منها.
تحذير من نفاذ السلع الغذائية
ويقول نقيب أصحاب السوبرماركات، نبيل فهد، إنه وبسبب الضغط الهائل والإقبال الكثيف على السوبرماركات، اليوم، من الممكن أن تُفقد بعض السلع في بعض المحال التي ليس لها مخزون كبير منها.. كما إن المزارعين الذين لن يتمكنوا من تصريف انتاجهم خلال فترة الإغلاق العام، وهذه السلع تتلف بسرعة، الأمر الذي سيكبّدهم بعض الخسائر».
