دعا وجهاء ومخاتير وعشائر قطاع غزة اليوم، الأحد، إلى ضرورة استمرار الضغط الشعبي على حركتي فتح وحماس من أجل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في العاصمة المصرية القاهرة لتحقيق المصالحة الفلسطينية في عام 2011.
وطالب هؤلاء بسرعة تشكيل حكومة وحدة وطنية، يشارك فيها كافة الفصائل الفلسطينية، تعمل على توحيد مؤسسات السلطة الوطنية والتحضير لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
جاء ذلك خلال مؤتمر شعبي لإنهاء الانقسام الفلسطيني، نظمته الهيئة العليا لشؤون العشائر في قطاع غزة، بعنوان «نعم للوحدة لا للانقسام»، بمشاركة قادة الفصائل الوطنية والإسلامية في القطاع.
ودعا حسني المغني، رئيس الهيئة العليا لشؤون العشائر، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إلى ضرورة عقد اجتماع موسع يضم كافة الفصائل الفلسطينية بهدف إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة بشكل فوري.
وقال المعني، في كلمة له خلال المؤتمر: «إننا ندعو من هذا المكان إلى مبادرة نناشدكم فيها، أن تدعو جميع قادة التنظيمات الفلسطينية لاجتماع شامل في غزة الحبيبة لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة بشكل فوري».
وأضاف: «نناشدكم باسم المعذبين وأنتم تجتمعون في العاصمة القطرية الدوحة أن تتفقوا، لن نقبل على الإطلاق أن نرى أبناءنا يقتلون بعضهم البعض، ولا بد من الوحدة والمحبة وإنهاء الانقسام الأسود، الذي قسم شعبنا عن بعض».
وأكد المغني أنه لا يمكن لحركة حماس أن تقصي حركة فتح، كما لا يمكن لحركة فتح إقصاء حماس، وقال: «إذا لا بد من التعالي على الجراح وتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة التنظيمية»، مشدداً على ضرورة وحدة الصف وإقامة جسور المحبة ونسيان الماضي بما حمله من آلام ومآسي.
كما أكد رئيس الهيئة العليا لشئون العشائر، على أنه لا يمكن أبدا أن ينسى الشعب الفلسطيني دور وتضحيات الشعب المصري على مر التاريخ تجاه القضية الفلسطينية، وقال: «إلى جمهورية مصر العربية ورئيسها عبد الفتاح السيسي، لا يمكن أبدا أن ننسى دوركم العظيم وتضحياتكم على مر التاريخ من أجل القضية الفلسطينية».
من جانبه، قال خالد البطش عضو القيادة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي، إن القوى الوطنية والإسلامية ستواصل دورها في تحمل مسؤولياتها تجاه قضايا وهموم الناس، إلى جانب الضغط من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.
ودعا البطش في كلمة له، المجتمع الدولي إلى ضرورة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل رفع الحصار المفروض على قطاع غزة، ووقف جرائمه تجاه الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.
وترعى مصر منذ فبراير 2009 حوارات المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، أسفرت عن وثيقة اقترحها الراعي المصري لإنهاء الانقسام تم التوقيع عليها في عام 2011، بعد جلسات متكررة من الحوار.
وفي أبريل عام 2014، اتفق وفد من منظمة التحرير وحركة حماس في قطاع غزة على تشكيل حكومة وفاق، غير أن هذا الاتفاق لم يسفر عن تقدم لحل ملفات المصالحة العالقة وإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي.
يشار إلى أن الانقسام الفلسطيني الداخلي بدأ منتصف يونيو 2007، بعد جولات من الاقتتال بين حركة حماس وحركة فتح، انتهت بسيطرة حماس بقوة السلاح على قطاع غزة واستيلائها على مؤسسات السلطة الفلسطينية.