سجلت خلال العشرة أيام الماضية أرقام قياسية لنفوق عشرات الحيتان التي جرفتها مياه بحر الشمال على شواطئ ألمانيا وبريطانيا، ما أثار جدلا واسعا بشأن أسباب موت تلك الأعداد في ظاهرة اعتبرها علماء غير مسبوقة.
في بريطانيا، سجّل اليوم، الإثنين، نفوق 3 حيتان كبرى من نوع العنبر بعد جنوحها إلى الشواطئ شرق البلاد، في حين عثرت السلطات قبل يومين على حوت نافق رابع على الشاطئ.
في 21 يناير/ كانون الثاني الجاري، سجلت شواطئ ألمانيا المطلة على بحر الشمال نفوق 12 حوتا جرفتها المياه إلى اليابسة، فأفاق سكان تلك المنطقة على أجسام الحيتان الضخمة ملقاة أمام قراهم.
هرع علماء ألمان لحقهم فيما بعد أمريكيون وبريطانيون إلى الشاطئ، حيث الحيتان النافقة لتشريحها والوقوف على أسباب موتها، مرجحين بشكل أولي أن التدريبات العسكرية البحرية هي السبب الرئيس، الذي يقف وراء موت معظم الحيتان.
وتعتبر الحيتان أحد الحيوانات المهددة بالانقراض منذ عقود، وحذرت هيئات عالمية من اختفائها من سطح كوكب الأرض في غضون سنوات قليلة بسبب الجوع والتدريبات التي تجريها الجيوش في أعالي البحار موطن تلك الحيوانات الضخمة.
وعلى شواطئ ألمانيا انهمك العلماء في تشريح جثث الحيتان، وهي من نوع العنبر، وطولها يزيد على 10 أمتار، بينما تتراوح أوزانها بين 15 إلى 60 طنا، وهو ما جعل مهمة نقلها من مواقع جنوحها على شواطئ الجزر لفحصها في المعامل المختصة بالعاصمة برلين أمرا شاقا، بحسب السلطات الألمانية.
وأوضحت اللجنة العلمية المختصة بتشريح تلك الحيتان، أنها كانت تعاني من نقص شديد في التغذية وهو ما دفعها نحو المياه الضحلة ثم ماتت، إلا أن تلك تعتبر فقط النتائج الأولية للتشريح.
وقالت وكيلة وزارة البيئة بولاية سكسونيا، آلموت كوتفيتس، إن الحيتان تحتاج لالتهام كميات هائلة من الطعام، وهو الأمر غير المتوفر في بحر الشمال، مشيرة إلى أن معدة عدد منها كانت خاوية في حين لم يعان بقيتها من الأمر ذاته ما يرجح وجود أسباب أخرى لموتها.
وفي 12 يناير/ كانون الثاني الجاري، شهدت شواطئ تاميل نادو إحدى مقاطعات الهند الجنوبية جنوح نحو 100 حوت ضخم على امتداد 25 كيلومترا بطول الشاطئ، كان من بينها ما يزال حيا فساهم السكان المحليون في دفعها نحو المياه مرة أخرى.
ويعد جنوح هذا العدد من الحيتان نحو شواطئ الهند المرة الأولى منذ وصول 120 حوتا إلى الشواطئ عام 1973، بحسب وكالات الأنباء العالمية.
ويحذر العلماء من الضوضاء التي تحدثها السفن الضخمة، بالإضافة إلى التدريبات العسكرية والأنشطة البشرية التي تشكل ضررا كبيرا على حياة الكائنات البحرية على رأسها الحيتان، مشيرين إلى أن ما تبقى منها في المياه يعد محدودا، وتزيد ظاهرة جنوحها نحو الشاطئ من احتمالية انقراضها بصورة أسرع.
وشهدت شواطئ هولندا مؤخرا، بالإضافة إلى بلجيكا وإيطاليا وأستراليا والولايات المتحدة، ظواهر مماثلة لنفوق عشرات الحيتان على شواطئها خلال السنوات الثلاث الماضية.
