صومعة حبوب في مرفأ بيروت تواجه خطر الانهيار وسط حريق مستمر
حذر رئيس الوزراء اللبناني، اليوم الجمعة، من انهيار صومعة حبوب ضخمة بسبب حريق آخذ في الاتساع وسط موجة حر شديدة في مرفأ بيروت الذي شهد انفجارا مدمرا قبل عامين.
وتشتعل النيران في إحدى صومعتي الميناء على مدار الأسبوعين الماضيين بسبب تخمر 800 طن من الحبوب جراء الطقس الحار.
وقالت الحكومة إن الحريق اتسع بعد أن وصلت ألسنة اللهب إلى أسلاك كهربائية قريبة.
الحريق المستمر والمشهد الدرامي للصومعة المشتعلة يحييان الذكريات الأليمة للناجين من الانفجار الهائل الذي مزق المرفأ قبل عامين.
ويقول خبراء إن جزءا من الهيكل أصبح مائلا ومعرضا لخطر السقوط. أمر رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، الذي يشرف على حكومة تصريف الأعمال، عناصر الإطفاء ومتطوعي الدفاع المدني بمغادرة الصوامع حفاظا على سلامتهم.
وفي السياق، صرح يوسف ملاح، المتطوع بالدفاع المدني، للأسوشيتدبرس، بأنهم ما زالوا في المرفأ، لكنهم تلقوا أوامر بالبقاء بعيدا عن الصوامع.
كان انفجار أغسطس/آب 2020 الذي دمر صوامع الحبوب الرئيسية في البلاد ناتجا عن مئات الأطنان من نترات الأمونيوم، وهي مادة شديدة الانفجار تستخدم في صنع الأسمدة، التي تم تخزينها بشكل غير صحيح لسنوات في مستودع المرفأ.
تحملت الأبنية الشاهقة قوة الانفجار، ما أدى بشكل فعال إلى حماية الجزء الغربي من بيروت من الانفجار الذي أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 6000 آخرين وإلحاق أضرار بالغة بأحياء بأكملها.
لكن الصوامع، التي كانت تقف وسط المرفأ بجوار طريق سريع رئيسي، تعرضت لأضرار بالغة.
لم يكن ينقص الناس الا تروما جديدة من مرفأ بيروت.. pic.twitter.com/qUQCJ9YMWv
— Salman Andary (@salmanonline) July 21, 2022
وقالت الحكومة إن خبراء حذروا من أن محاولة إخماد الحريق بالماء قد يؤدي إلى تفاقمه بسبب الرطوبة، لكن وزير الداخلية أمر عناصر الإطفاء يوم الخميس بمحاولة احتواء الحريق بالماء على أي حال.
وفي نهاية الأسبوع، أرسل الجيش اللبناني مروحية لمحاولة إخماد النيران بالمياه أيضا. حذر وزير آخر الأسبوع الماضي من أن الوضع في المرفأ ”صعب ومعقد” ، وقال إن إحدى صوامع الغلال قد تنهار.
وإلى ذلك، قال إيمانويل دوران، المهندس المدني الفرنسي الذي تطوع لفريق الخبراء بتكليف من الحكومة، إن الكتلة الشمالية للصومعة ”في طريقها إلى خلل كارثي”، مضيفا أن الانهيار أمر لا مفر منه في هذه المرحلة.
وأخبر الأسوشييتدبرس بأنه لا يمكن إطفاء حريق الحبوب بالماء، الأمر الذي يغذي عملية التخمير ويمكن أن يجعل إمالة الصومعة أسرع.
وكان دوران، الذي يقيم في سويسرا، يراقب الصومعة منذ عامين عبر أجهزة استشعار ويرسل تحذيرات إلى الحكومة.
ووقال إن الصومعة التي كانت تميل بما لا يزيد على 0.5 ملم في اليوم قبل أسبوعين تتحرك الآن بسرعة تبلغ 2 ملم في الساعة.
وفي وقت سابق من هذا العام، تحركت الحكومة اللبنانية لهدم الصوامع، لكنها اضطرت إلى تعليق القرار بعد احتجاجات من عائلات ضحايا الانفجار والناجين، الذين لم يروا العدالة بعد.
ويجادل أهالي الضحايا بأن الصوامع قد تحتوي على أدلة مفيدة لتحقيق قضائي. ويقول البعض أيضا إن الصوامع يجب أن تكون بمثابة نصب تذكاري للحادث المأساوي.
وكشف التحقيق القضائي عن معرفة مجموعة من المسؤولين الحكوميين بشأن المادة الخطرة التي تم تخزينها في المرفأ لسنوات، لكنهم لم يتخذوا إجراء ذا مغزى لإزالتها أو التخلص منها.
ولم تتم إدانة أي مسؤول حتى الآن. قدم المتورطون شكاوى قانونية ضد القاضي الذي يقود التحقيق.
ووتحولت مسيرة نظمتها جماعة “حزب الله” ضد القاضي الذي يقود التحقيق إلى أعمال عنف خلفت ستة قتلى وعشرات الجرحى العام الماضي.
