«ضباب شواطئ الخليج».. تحذير دولي من مخطط إسرائيلي لإشعال الحرب
رغم ضبابية المشهد «السياسي والعسكري» على مياه الخليج العربي، إلا أن الدوائر السياسية والعسكرية في واشنطن تستبعد المواجهة العسكرية بين واشنطن وطهران، ولكن إذا كان ترامب، لا يريد حرباً مع إيران، فإن هناك دولة مصممة ولا تفكر في العواقب: هي إسرائيل ـ وفق تقديرات خبراء حذروا من دور إسرائيلي محتمل لإشعال النيران فوق مياه الخليج.
- هذه التقديرات التي أطلقت تحذيراتها، تستند إلى رؤية تقول: بمجرد أن تطلق إيران برنامجا نوويا كبيرا، بسبب تدمير الاتفاق النووي للعام 2015 وانسحابها من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ستوجه إسرائيل لها ضربة هائلة بكل الوسائل المتاحة، قبل أن تصبح قوة نووية، بغض النظر عن الخسائر، وفي نفس الوقت ستعتمد على الدعم الضمني من الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي لا تريد أيضا أن تصبح إيران قوة نووية.
إسرائيل تشحن الإدارة الأمريكية لتوجيه ضربة تدميرية لإيران
والاحتمال الأكبر ـ بحسب الخبير العسكري الفرنسي، روفائيل لاروسي ـ أن تدفع إسرائيل الولايات المتحدة لضرب إيران، وذلك عبر استفزاز وشحن الإدارة الأمريكية ردا على أعمال تستهدف البحرية الأمريكية، أو دول الحلفاء في الخليج، أو إشعال النيران في مضيق هرمز أو خليج عمان، أو غيرها من أدوات ووسائل عسكرية ـ استخبارية .. وقال الجنرال الفرنسي المتقاعد، إن الحرب لو اشتعلت في الخليج فإنها ستكون «كارثية» يصعب تقدير عواقبها في المنطقة بأسرها، وخاصة في سوريا التي ستكون أحد خطوط المواجهة العسكرية نظرا لتواجد القوات الإيرانية التي تقاتل في سوريا، ووجود قوات «حزب الله » اللبناني أيضا، وهنا تشمل المواجهة المدمرة إسرائيل وعلى خطوط احتكاك مع روسيا أيضا،أي أن الوضع سيكون خطيرا جدا.
اجتماع أمني «ثلاثي» رفيع المستوى في إسرائيل
هذا الاحتمال القائم، ربما كان دافعا لعقد اجتماع ضم مستشاري الأمن القومي من إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا، الأسبوع الماضي، واستمرت قمة كبار المسؤولين عن الأمن القومي في الدول الثلاث لمدة يومين في القدس المحتلة، وتركزت المباحثات العسكرية، بين مستشار الأمن القومي الأمريكي السفير جون بولتون، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، والأمين العام لمجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، على الشرق الأوسط وتحديدا إيران، الخصم القوي لكل من إسرائيل والولايات المتحدة..ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاجتماع بأنه «تاريخي وغير مسبوق»، وبالطبع كانت إيران ـ من تواجدها في سوريا إلى التصعيد مع أمريكا ـ هي الموضوع الرئيس للمحادثاتٍ في القدس.
- ويشير الخبراء إلى واقعة تخريب أنابيب نقل النفط البحرية إلى مصفاة بانياس السورية، على ساحل البحر المتوسط، بين محافظتي طرطوس واللاذقية..وقد يكون تعطل أنابيب النفط بمثابة تحذير لإيران بعد حوادث ناقلات النفط المعروفة في منطقة الخليج.. وتكمن أهمية هذه الخطوط في إمداد مصفاة تكرير النفط في بانياس بالمواد الخام من الناقلات الإيرانية، وهي الآن المصدر الرئيس للطاقة الاستراتيجية في سوريا، الذي يحاولون قطعه.. .و في وقت سابق، أعلنت وزارة النفط السورية أن التسرب حدث في خمسة خطوط أنابيب نقل بحرية في الـ 22 من يونيو/ حزيران الجاري، عثر الغواصون على خمس أماكن تسرب ووجدوا أضرارا في الأنابيب. علما بأن هذا التخريب يحدث في سوريا لأول مرة..ومع ذلك، فإن احتمال مشاركة وحدات تخريبية تابعة لإسرائيل غير مستبعد.
ترامب لا يمتلك استراتيجية لإنهاء الحرب إذا تورط فيها
تقرير عسكري روسي، صادر عن مركز دراسات الشرق الأوسط، يشير إلى مخاطر إشعال إسرائيل فتيل المواجهة العسكرية بين واشنطن وطهرانن والوسائل متاحة ومتعددة لدفع الولايات المتحدة للدفاع عن نفوذها ومكانتها بتوجيه ضلاربة انتقامية لإيران، وإذا كانت إسرائيل تسعى لحرب أمريكية بالوكالة تدمر بها قوة إيران العسكرية والقوة النووية المحتملة، فإن هذه الحرب لا يمكن تحجيم نطاق اشتعالها، قضلا عن أن الرئيس ترامب لايمتلك استراتيجية لإنهاء الحرب مع إيران إذا تورط فيها.
عدد درجات السلّم المؤدي الى الحرب
لا أحد يريد الحرب ولكن تراكم الحوادث قد يؤدي اليها، بحسب الباحث الفرنسي، فريديريك اوتران، وقد تلعب إسرائيل دورا في تراكم الحوادث، ولذلك يكون السؤال عن «عدد درجات السلّم المؤدي الى الحرب بين إيران والولايات المتحدة؟». واعتبرت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، أن طهران صعدت خطوة على هذا السلم بإسقاطها الطائرة الأمريكية المسيرة، لكن دونالد ترامب مسؤول الى حد كبير، عن التصعيد الحاصل بسبب انسحابه الأحادي الجانب من الاتفاق النووي الإيراني، وانه بات عليه مواجهة نتائج استراتيجية الضغوطات القصوى التي انتهجها.
- ونشرت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية، رؤية عضو أكاديمية العلوم الروسية، وأحد كبار الخبراء في قضايا الأمن الدولي، أليكسي أرباتوف، عن احتمال تطور الوضع حول إيران إلى حرب عالمية مدمرة، تبدأها إسرائيل.. ويقول «أليكسي»: في السياسة، وخاصة في المواقف الصعبة مثل هذه، قد تتحول الخدعة إلى أفعال حقيقية خطيرة فنواجه تصعيدا للأزمة.. المشكلة الأكبر أن ترامب قد يجد نفسه مجبرا على الرد العسكري !