خرجت تحذيرات من مصادر متعددة بعد الحوادث التي تضربت أوروبا في الأيام القليلة الماضية، بدءا من مقتل السفير الروسي بأنقرة، مرورا بحادث الدهس في برلين، وحادث الاعتداء على مركز إسلامي في زيورخ، وتزامنت مع قرب موسم أعياد الميلاد، الذي استعدت له بعض العواصم الأوروبية بالفعل.
ففي الجانب الروسي نقلت صحيفة واشنطن بوست عن أوليج سيرومولوتوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قوله إنه ينبغي على المرء التفكير مرتين قبل الذهاب إلى تركيا.
وأضاف في تصريحات صحفية أدلى بها من موسكو، أمس الثلاثاء، “أعتقد أن كل شخص يريد الذهاب إلى تركيا ينبغي أن يفكر مرتين قبل اتخاذ القرار، لأن الهجمات الإرهابية تحدث هناك بشكل يومي”، جاء ذلك تعليقا على اغتيال السفير الروسي لدى تركيا أندريه كارلوف خلال حضوره معرضا فنية بأنقرة أمس الإثنين.
ورأت واشنطن بوست الأمريكية، أن اغتيال السفير والكلمات الأخيرة التي تفوه بها منفذ العملية مولود مرت ألطن طاش تضع تركيا على المحك.
وبعد تنفيذه عملية اغتيال السفير أثناء إلقاء الأخير كلمة بمعرض فني بأنقرة: صرخ ألطن طاش منتقدا الدور الروسي في الحرب السورية “لا تنسوا حلب، لا تنسوا سوريا”، قبل أن يقتل في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة.
أما صحيفة الجارديان البريطانية، فكانت أكثر حدة في تعاملها مع هذه القضية، إذ رصدت حالة الهلع التي تسيطر على المجتمع الألماني جراء الهجوم الذي وقع الإثنين الماضي، بشاحنة في سوق لعيد الميلاد بالعاصمة الألمانية برلين، وأسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة 48 شخصا آخرين.
وذكر التقرير المنشور على الموقع الإلكتروني للصحيفة أن الهجوم يعكس واقعا مخيفا مفاده أن أسواق الكريسماس باتت أهدافا حيوية للهجمات الإرهابية.
ونسبت التقرير لمصادر في الشرطة الألمانية، أنهم يعتقدون أن سائق الشاحنة دهس عمدا حشدا من المواطنين في سوق عيد الميلاد وبالتحديد أمام كنيسة القيصر “فيلهلم” التذكارية الواقعة على أحد الشوارع التجارية التي تشهد أكبر قدر من الحركة في الجزء الغربي من العاصمة الألمانية.
وأشار التقرير إلى أن أسواق عيد الميلاد في برلين تحضرها أعداد غفيرة من المواطنين الذين يقبلون على شراء اللحوم المدخنة ولعب الأطفال المصنوعة يدويا من الخشب.
ومنذ هجوم نيس، توقعت فرنسا أن تكون أسواق الكريسماس أهدافا حيوية لمن يرغب في إثبات أن الشعور بالأمان في بلدان غربي أوروبا ما هو سوى وهم زائف.
وتسيطر المخاوف من وقوع اعتداءات كبرى على الجدل السياسي في ألمانيا منذ أكثر من سنة، ويرى الشعبويون اليمينيون أن المستشارة أنجيلا ميركل عرضت البلاد للخطر حين فتحت أبواب الهجرة عام 2015 أمام حوالي 900 ألف طالب لجوء ولا سيما من مناطق نزاعات مثل سوريا.
وتشبه المأساة في برلين اعتداء نيس في يوليو الماضي، حين اقتحم تونسي بشاحنته الكورنيش البحري في هذه المدينة الساحلية على مسافة حوالي كيلومترين مستهدفا حشدا من المدنيين فقتل 86 شخصا وجرح أكثر من 400 قبل أن تقتله الشرطة، وتبنى تنظيم داعش الاعتداء.
