تلقى ضربات قاتلة ولا زال حيًا.. أين يتمركز تنظيم داعش الإرهابي حالياً؟
تلقى تنظيم «داعش» الإرهابي ضربات متتالية على مدار السنوات الأخيرة الماضية، والتي أحدثت هزات كبيرة داخل جسد التنظيم الإرهابي.
هزائم داعش
في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2019، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مقتل زعيم التنظيم الأول أبو بكر البغدادي في عملية عسكرية بسوريا.
ثم في مطلع فبراير/ شباط من العام الجاري، عادت واشنطن لتعلن مقتل زعيم التنظيم الثاني أبو إبراهيم القرشي في غارة على مدينة إدلب.
وبعدها بـ 5 أشهر فقط، أي في شهر يوليو/ تموز أعلن البيت الأبيض استهداف ماهر العقال مسئول بناء شبكات التنظيم خارج العراق وسوريا والذي يعد أحد أبرز قادة التنظيم.
وأعلن تنظيم داعش، يوم الأربعاء الماضي، مقتل زعيمه أبو الحسن الهاشمي القرشي خلال معركة، وعُيّن أبو الحسين الحسيني القرشي، زعيما جديدا.
وفي منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تم القضاء على زعيم التنظيم الثالث أبو الحسن القرشي في عملية بمدينة درعا السورية.
بعدها مباشرة، قام داعش بتنصيب زعيم رابع له، وهو أبو الحسين الحسيني القرشي، وهو الزعيم الثالث الذي يتولى قيادة التنظيم خلال أقل من 300 يوم.
فداعش عادة لا ينتظر كثيرا حتى يعلن عن زعيم جديد له إعمالا لما يسميه بفقه قتل البيعات الأخرى، بغرض قطع الطريق أمام أي انشقاقات داخلية.
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، يمتلك التنظيم حاليا 10 آلاف مقاتل في المناطق الحدودية بسوريا والعراق.
ومن واشنطن، قال ليستر مونسون كبير الباحثين في معهد الأمن القومي الأمريكي، إن الفوضى في سوريا سببًا رئيسيًا في عدم التخلص نهائيا من تنظيم داعش.
وأضاف ليستر مونسون، عبر برنامج “مدار الغد” أن تنظيم داعش يستغل هذه الفوضى، ويلملم أوراقه من جديد وتجنيد مزيد من الشباب.
وأوضح ليستر مونسون أن الاستخبارات الأمريكية كأي جهاز أمني في العالم، تعاني من تحديد ما يحدث داخل التنظيم بنسبة 100%، فهو بالفعل تحديًا كبيرًا.
رسالة داعش
ومن باريس، قالت آن غيدوتشيللي، الباحثة في شئون الجماعات الإرهابية، إن التنظيمات الإرهابية لا تتأثر بمقتل أحد زعمائها، مؤكدة أن لديهم عناصر كافية لاختيار زعيم جديد لمواصلة الإرهاب.
وأضافت غيدوتشيللي، عبر برنامج “مدار الغد”، أن تنظيم داعش تلقى هزائم متتالية مؤخرا، لكنه يريد إظهار عكس ذلك.
وأوضحت غيدوتشيللي أن التنظيمات الإرهابية التي تقاتل القوات الغربية تحاول أن تظهر نفسها أنها في حرب للدفاع عن النفس أو في حرب نبيلة.
زعيم داعش
ومن القاهرة، قال العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن المخابرات الأمريكية، وأجهزة مخابرات عدد من الدول العربية كانت تعلم نبأ مقتل الزعيم الثالث للتنظيم أبو الحسن القرشي، رغم عدم الإعلان عن ذلك.
وأضاف عكاشة، عبر برنامج “مدار الغد”، أن أجهزة الاستخبارات لا تتسرع في نشر أنباء عن مقتل قيادات في داعش حتى تتأكد من الشخص الذي تم تصفيته، لا سيما وأن قيادات داعش دائما ما يغيرون من أسمائهم.
وأكد عكاشة أن زعيم داعش الثالث أبو الحسن القرشي قتل في معارك داخلية في درعا السورية.
غرب إفريقيا
ومن كارولينا الشمالية، قال أنتوني شيفر، الضابط السابق في الاستخبارات الأمريكية، إنه يجب أن يكون هناك استقرارًا سياسيًا في غرب إفريقيا لضمان عم تنامي ظهور داعش.
وأضاف شقير، عبر برنامج “مدار الغد”، أن بقاء القوات الأمريكية والفرنسية في إفريقيا مهما للغاية لعدم انتشار التنظيمات الإرهابية من جديد خاصة وانها تشن هجمات ضد المدنيين.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تركز حاليا على قضايا أخرى كالحرب الروسية الأوكرانية وصعود الصين أكثر من قضية مكافحة الإرهاب.
تمركزات داعش
ومن باماكو، قال محمد ويس المهري، الكاتب والباحث في الشؤون الإفريقية، إن ما أدى إلى تسارع الاقتتال في غرب إفريقيا هو محاولة السيطرة علىى مناطق تتمركز فيها تنظيمات مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة.
وأضاف المهري، عبر برنامج “مدار الغد”، أن تنظيم داعش فشل في التمركز في عدد من المناطق قرب الحدود المالية مع النيجر.
وأوضح المهري أن المناطق التي تمركزوا فيها جاء بعد إعلان فرنسا انسحابها الكامل من مالي في فبراير/ شباط الماضي.