بدأت موجة إغلاق مدارس ومؤسسات تعليمية ، في دول عربية وإسلامية، تعود ملكيتها للداعية التركي فتح الله جولن، الغريم اللدود للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والمتهم بتدبير الانقلاب الفاشل في تركيا.
موجة الإغلاق بدأت من الأردن، إلى باكستان، ودولتين من جمهوريات آسيا الوسطى، مرورا بكينيا وموريتانيا.
بدا واضحا أن الإغلاق تحت ضغوط سياسية من تركيا، بحسب المعارض التركي، نسيم أوغلو، وإن جاء الإغلاق بحجة مخالفة المناهج التعليمية في تلك البلدان، وكأنهم لم يلتفتوا للمخالفات إلا عقب فشل الانقلاب الأخير في تركيا، رغم أن هذه المدارس تمارس نشاطها منذ سنوات طويلة، تجاوز بعضها 20 عاما.
وبررت وزارة التربية والتعليم في الأردن، إغلاق مدرسة تركية في عمان، يعتقد أنها الوحيدة التي تعود ملكيتها للداعية التركي فتح الله جولن، بمخالفتها للتعليمات، بحسب مدير إدارة التعليم الخاص، أمين شديفات، مؤكدا أن سحب ترخيص المدرسة، جاء بسبب المخالفات التي ارتكبتها، واقتضى بموجبها معاقبتها، ورفض شديفات الكشف عن طبيعة المخالفات التي ارتكبتها المدرسة، بينما تبرر السلطات إغلاق المدرسة بتدريسها مناهج غير معتمدة من قبل مجلس التربية والتعليم الأردني.
ونقلت صحيفة الغد الأردنية عن مصادر مطلعة، أن سبب إغلاق المدرسة، هو طلب كانت تقدمت به السفارة التركية في عمان مؤخرا إلى وزارة التربية، لإغلاق المدرسة، منوها إلى أن ملكية المدرسة “تعود إلى الداعية التركي فتح الله جولن، الذي يمتلك سلسلة مدارس ومؤسسات تعليمية في تركيا ودول مختلفة، ويقيم حاليا في الولايات المتحدة.
وأشارت صحف موريتانية، إلى إغلاق مدارس المؤسسة التعليمية «مجمع برج العلم» التي تتبع جولن، بعد اجتماع المدير العام للمجمع مع الجهات المعنية في وزارة التهذيب الوطني،21 يوليو/ تموز 2016 للتحذير من مخالفات في مناهج التعليم تستوجب سحب الترخيص، بينما تؤكد مؤسسة برج العلم، أن الوزارة لم تتخذ أي إجراء يتعلق بإغلاق مدارس برج العلم، لأنها مدارس يحكمها القانون الموريتاني وتطبق المناهج الوطنية الموريتانية وتتبع لوزارة التهذيب الوطني الموريتانية، وطاقمها التربوي والإداري 80% من الموريتانيين ولا تتأثر بالتجاذبات السياسية في تركيا و غير معنيه بها.
وأوضح المعارض التركي، لوكالة أنباء فارس الإيرانية، أن السلطات التركية تمارس ضغوطها على الدول التي تتواجد بها مؤسسات تعليمية، تابعة لملكية جولن وقد نجحت تلك الضغوط حتى الآن في الأردن وباكستان وكينيا وطاجيكستان وموريتانيا، والسفارات التركية في الخارج، تتولى مهمة مطاردة مدارس جولن، والسفارات التي لم تتحرك، وضعت على قائمة تغيير وعزل السفراء المقرر الإعلان عنه الأسبوع المقبل.
وعلى عكس نجم الدين أربكان، الذي يعد أب الإسلام السياسي في تركيا، فإن فتح الله جولن يطلق عليه أب الإسلام الاجتماعي، فهو مؤسس وزعيم حركة دينية تمتلك مئات المدارس في تركيا، ومئات المدارس خارج تركيا، بدءا من جمهوريات آسيا الوسطى، وروسيا وحتى المغرب وكينيا وأوغندا وموريتانيا والأردن، مرورا بالبلقان والقوقاز ، كما تملك الحركة صحفها ومجلاتها وتلفزيوناتها الخاصة، ولا يقتصر نشاط الحركة على ذلك بل يمتد إلى إقامة مراكز ثقافية خاصة بها في عدد كبير من دول العالم، وأسست مدارس لها في أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا وآسيا الوسطى.
