“ضيف الشرف”.. أزمة تواجه معرض القاهرة للكتاب 2016
من أجل إقامة جسور الحوار والتواصل المعرفي والثقافي بين الأمم والشعوب المختلفة، تقيم الحكومات في دول العالم، العديد من التظاهرات الثقافية الكبرى، وأبرزها معارض الكتاب الدولية، والتي أصبح لها بمرور الوقت تقاليد وأعراف راسخة.
اختيار “ضيف الشرف” هو أحد أبرز هذه التقاليد، حيث جرت العادة أن تدعو الدولة المنظمة، إحدى الدول الأخرى كضيف شرف، تتاح لها فرصة تسليط الضوء على إنتاجها الثقافي والأدبي والتعريف بتراثها ومستوى نموه وتطوره الحضاري، من خلال برامج وفعاليات خاصة.
ويشهد معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يعد من أقدم وأهم المعارض في الوطن العربي والعالم، اضطرابات في اختيار ضيف شرف دورته المقبلة، بعد أن حلت السعودية ضيفا على دورته الـ46 في يناير/ كانون الأول الماضي.
في يونيو/حزيران 2014، كشف الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب حينها، عن اسم ضيف الشرف للدورة الـ47 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي من المقرر أن تقام في يناير/كانون الثاني من العام 2016 المقبل، حيث أعلنت الهيئة أن “الهند” ستحل ضيف شرف المعرض، بعد توقيع اتفاقية تعاون مشترك مع الأخيرة.
ومع نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول، نشرت وكالة الأنباء العالمية رويترز، بيانا للهيئة، أعلنت فيه اختيار اسم الأديب العالمي الراحل جمال الغيطاني شخصية الدورة المقبلة، وشعارها “الثقافة في المواجهة”، وذكرت فيه أن دولة أذربيجان، هي ضيف الشرف، دون توضيح ما إذا كانت الهند قد اعتذرت أو تأجلت مشاركتها إلى حين آخر.
وجاء في البيان “المعرض سيكون جسر التواصل بين الثقافة العربية والثقافة والفنون في أذربيجان التي جاء اختيارها تعبيرًا عن التطلع المصري التاريخي والمعاصر للانفتاح المعرفي على التعدديات الثقافية في عالمنا، وعلى الخصوصيات وتنوعها بهدف التفاعل الثقافي مع الإبداع ودعم القيم الإنسانية المشتركة”.
ولكن الهيئة تراجعت عن استضافة أذربيجان كضيف شرف، وأوضح رئيس الهيئة الدكتور هيثم الحاج علي، في بيان لاحق، أن الهيئة “لم تستقر حتى الآن على اسم الضيف”، وذلك بعدما أثار اختيار أذربيجان، جدلا فجرته إحدى الصحف المصرية، بدعوى أن المصريين لا يعرفون شيئا عن الدولة الضيف.
بينما جاء في البيان نفسه، أن أذربيجان هي من اعتذرت عن المشاركة في فعاليات المعرض كضيف شرف، حيث “رأى الجانب الأذربيجاني أن الوقت المتاح للإعداد لحدث مهم كهذا غير كافٍ، خاصة أنها تريد أن تستعد بالشكل الذى يليق بمشاركتها”.
قبل اختيار أذربيجان، كانت الهيئة أعلنت أن جمهورية الصين، هي ضيف الشرف، إلا أن الأخيرة قدمت اعتذارها عن التزامها بالمشاركة، وهو ما اعتبرته وسائل الإعلام المصرية “اعتذارا محاط بالدهشة، ويطرح العديد من التساؤلات، خاصة في ظل تنسيق مصري صيني في القضايا الإقليمية، وفي إطار الاحتفال بمرور 30 عاما على العلاقات المصرية الصينية”.
وفي أغسطس/ آب الماضي، وخلال الاحتفالات المصرية بقناة السويس الجديدة، وقع وزير الثقافة المصري السابق الدكتور عبد الواحد النبوي، مع نظيره الصيني ولو شو قانج، على مذكرة تفاهم بشأن “العام الثقافي المصري الصيني- 2016″، ليعلن “النبوي” بعدها عن استضافة الصين كضيف شرف، بينما أكدت الصحف المصرية، أن الوزير السابق، “قرر ذلك دون التنسيق مع المسؤولين الصينين”.
وجاء ذلك في تزامن مع إعلان الهند، أن الصين ستحل ضيف شرف معرض نيو دلهي الدولي للكتاب، والذي يقام في يناير/ كانون الثاني المقبل، وهو الشهر الذي يشهد افتتاح المعرض المصري.
وحتى الآن لم تستقر إدارة معرض القاهرة الدولي للكتاب على اسم ضيف الشرف، على الرغم من اقتراب موعد إقامة الدورة الـ47، في يناير/ كانون الثاني 2016، بأرض المعارض بالقاهرة.
