أثار التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية في أجواء قطاع غزة حالة من القلق في أوساط المواطنين الذين يبدون تخوفا من شن إسرائيل عدوانا جديدا على القطاع في ظل أجواء المصالحة بين حركتي فتح وحماس.
وتشهد سماء غزة تحليقا مكثفا لطائرات الاستطلاع بعد استهداف نفق تابع لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي الاثنين الماضي شرق خانيونس أدى إلى استشهاد 12 عنصرا من السرايا وكتائب القسام.
ويشتكي الغزيون من ضجيج هذه الطائرات التي يطلقون عليها “الزنانة” والمسيرة بدون طيار، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من السخرية والامتعاض بسبب تحليق هذه الطائرات ليل نهار في سماء غزة ، ومن البوستات التي نشرها النشطاء على “الفيسبوك” “عزيزتي الزنانة تفضلي عنا جوا الدار، مش حلوة تضلك قاعدة عالسطح بالسقعة”.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي هاني البسوس “التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية في أجواء قطاع غزة ليس تدريباً ميدانياً ولا تحليقاً اعتياديا”.
ويضيف “كل الاحتمالات واردة ويبدو أن إسرائيل تريد فرض واقع أمني جديد أو تخريب المصالحة”، متابعا” نية الحرب موجودة وبقوة هذه المرة لدى إسرائيل لكن حركة حماس سحبت كل الذرائع”.
وعن سيناريوهات الرد على جريمة استهداف النفق، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حركة حماس إبراهيم المدهون أن الفصائل الفلسطينية ستفوت الفرصة أمام الاحتلال هذه المرة ولن تنجر لحرب شاملة كما يهدف من وراء هذا التصعيد، وقد يتأخر رد الفصائل بعملية نوعية توازي حجم الجريمة التي ارتكبتها إسرائيل.
ويقول المدهون في مقالة له “أجد أنه من الضروري أن تقتنص الفرصة، ويمكن أن يتمثل الرد في اقتناص آلية دخلت مجال غزة الجغرافي ولو مترا واحدا، ليكون من جنس العمل وتعزز قواعد الاشتباك”.
ويضيف “الدور المصري اليوم هو الأهم في المتابعة والموازنة وعليها أن تدرك أنها المسؤولة الأولى والأخيرة لتفرض معادلات التهدئة من جهة والمصالحة من جهة أخرى وهذا يتطلب مهارة وحنكة ودقة دبلوماسية وسياسية، وما زالت مصر تدير المواقف بحرفية “.
وتابع :” لكن السلوك الإسرائيلي الأخير أعتقد أنه يشكل خطر على التهدئة، كما أن تباطؤ الرئيس عباس سيفهم أنه ضربة لجهود المخابرات المصرية”.
إسرائيل من جهتها وعلى لسان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي أدرعي قالت” إن الجيش ليس لديه نية للتصعيد في قطاع غزة ولكنه يعمل ليل نهار للحفاظ على أمن إسرائيل ومواطنيها”.
أما مسؤول أمني في إسرائيل يقول” إن جيش الاحتلال حقق نجاحا آخر غير اكتشاف النفق شرقي خانيونس، لكنه يحظر في هذه المرحلة نشر تفاصيله”، مضيفا “أن الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي يبحث عن رد مناسب على تدمير النفق، لا يؤدي في نهاية المطاف إلى حرب جديدة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية”.
