توالت الإدانات الدولية في أعقاب تفجيرات دموية وقعت في مدينة لاهور الباكستانية، وتبنتها جماعة الأحرار المنفصلة عن طالبان والتي أكدت أنها كانت تستهدف المسيحيين، في تذكير لهجوم إرهابي مماثل شنته حركة طالبان على مدرسة تابعة للجيش في بيشاور قتل أكثر من 130 طفلا.
تلك التفجيرات لم تكن الأولى التي تنفذها جماعة أحرار التي انفصلت عن حركة طالبان في سبتمبر/أيلول 2014، بزعامة قاسم عمر خراساني، حيث تبنت العديد من الهجمات في إطار العمليات المتبادلة بينها وبين الجيش الباكستاني الذي أوقع قتلى من الجانبين.
من المواجهات لمحاولات سلام
وبفعل ضغوط مارستها الإدارة الأمريكية على إسلام آباد، سعى الجيش الباكستاني في عامي 2003 و2004، لتفكيك الحركات المسلحة التي تتمركز في الأراضي الباكستانية، وعلى حركة طالبان باكستان لكنها فشلت، فيما أعلنت الولايات المتحدة الحركة منظمة إرهابية في سبتمبر/أيلول 2010.
وفي 2008، وعلى الرغم من اعتبارها جماعة إرهابية، بدأت الحكومة في إطلاق مبادرة لاتفاقية سلام مع الجماعة المسلحة، وعقدت بالفعل اتفاقات عديدة لوقف إطلاق النار، سرعان ما انهارت، بعدما قامت طالبان بتوسيع نفوذها، واقتربت من العاصمة الباكستانية إسلام آباد، فقام الجيش بعمليات واسعة أدت إلى تراجع قوات طالبان إلى المناطق القبلية، فيما أدت المواجهات إلى تشريد أكثر من مليون باكستاني.
وكان الاتفاق الذي عرف بـ «وادي سوات» قد نص على سحب الجيش تدريجيا، واللجوء إلى الشريعة في موازاة القانون العام في مقابل التزام «طالبان» بوقف أنشطتها المسلحة وإغلاق معسكرات تدريب المقاتلين والانتحاريين.
وفي إطار خطة السلام التي وضعتها أفغانستان وباكستان والولايات المتحدة والصين على مدار الشهور القليلة الماضية لوضع نهاية للحرب الدائرة في أفغانستان منذ 15 عاما، نقلت وكالة رويترز للأنباء، أن مسؤولين باكستانيين هددوا بطرد حركة طالبان الأفغانية من قواعدها في باكستان إذا لم تشارك في محادثات السلام التي كان من المقرر أن تجري هذا الشهر إلا أنهم رفضوا طلب إسلام آباد.
حركة الأحرار
فضلا عن الإعلان عن استهداف «المسيحيين» في تفجيرها أمس بمدينة لاهور، كانت الحركة قد أعلنت منذ نشأتها استهداف الهند بحجة أنها «المسؤولة عن مقتل مئات المسلمين في كشمير، وولاية جوجارات غرب الهند التي قُتل فيها أكثر من ألف شخص أغلبهم من المسلمين»، وذلك خلال اضطرابات طائفية عام 2002، حين كان مودي رئيسًا لوزراء الولاية.
وتبنت العديد من الهجمات الإرهابية كان أبرزها، الهجوم بعبوة ناسفة، قتلت اثنين من الموظفين المحليين في القنصلية الأميركية بمدينة بيشاور في فبراير/شباط 2016، كما تبنت هجومين انتحاريين ضد تجمع سياسي وكنيستين في لاهور في مارس من العام الماضي ما أوقع عددا من القتلى.
واستهدفت الحركة المنفصلة عن طالبان، في أغسطس/آب 2015، وزير داخلية إقليم «البنجاب» الباكستاني شوجا خانزادا، الذي قتل جراء التفجير الانتحاري الذي استهدف منزله بمدينة «أتوك» الباكستانية.
