لا يعد الهجوم المسلح، الذي تبنته حركة طالبان باكستان اليوم، الأربعاء، على جامعة شمال غرب البلاد الأول من نوعه، فللحركة سلسلة من الهجمات استهدفت طلبة المدارس والجامعات.
وأسفر الهجوم المسلح على جامعة باشا خان غرب باكستان عن سقوط 21 قتيلا على الأقل في صفوف الطلاب والأساتذة، وقالت الحركة، في بيان، إنها نفذته بواسطة 4 انتحاريين ومسلحين آخرين أطلقوا النيران عشوائيا داخل الجامعة، ردا على هجوم عسكري شنه الجيش على مواقع تابعة للحركة مناطق القبائل شمال غرب البلاد.
الجيش يستعد لاقتحام الجامعة لمهاجمة مسلحي الحركة
وقع أبرز تلك الهجمات، الذي يعد الأكثر دموية في تاريخ باكستان، في 16 ديسمبر/كانون الأول 2014 عندما شنت الحركة هجومها الأعنف على مدرسة ابتدائية يديرها الجيش في مدينة بيشاور شرق البلاد، ما أسفر عن مقتل أكثر من 140 شخصا معظمهم من الأطفال.
يُعد الهجوم على مدرسة بيشاور أسوأ الهجمات الإرهابية التي شهدتها باكستان على مدار العقود الماضية، واعتبره مراقبون أشرس من التفجيرين الانتحاريين اللذين حاولت الحركة من خلالهما اغتيال السياسية بناظير بوتو وأسفرا عن مقتل 136 شخصا ونجت هي في أكتوبر/ تشرين الأول 2007 في مدينة كراتشي.
وللحركة معتقد أنها يحق لها مهاجمة الجيش الباكستاني وعائلات الجنود أيضا، فالمدرسة مخصصة لأبناء الجيش، وأعلنت «طالبان» أنها قامت بالعملية «ثأرا» لقتلى عملية عسكرية نفذها الجيش قبل أشهر.
وفي أثناء هجوم على نقطة عسكرية بالقرب من مدرسة للبنات في فبراير/شباط 2010، قتل وجرح 70 شخصا، بينهم طالبات في تفجير عبوة ناسفة أدت لانهيار جزء من مبنى المدرسة الواقعة في منطقة القبائل شمال غرب البلاد.
وفي إبريل/نيسان 2010، نسف مسلحو الحركة مدرسة للبنات في مناطق القبائل شمال غرب البلاد والمحاذية للحدود الأفغانية، وقالت السلطات، إن المسلحين في أكبر مدن مقاطعة مهمند القبلية استولوا على مدرسة ابتدائية للبنات ونسفوها ما أدى لانهيار مبناها بشكل كامل.
وقتل 4 أطفال وسائقهم في هجوم شنه مسلحو الحركة في سبتمبر/أيلول 2011 على حافلة مدرسية تقل أطفالا ينتمون إلى قبيلة مؤيدة للحكومة شمال غرب باكستان، بينما أصيب 16 آخرون على الأقل، وقال المتحدث باسم «طالبان باكستان» إحسان الله إحسان بعد تبنيه للهجوم: «هؤلاء أطفال ينتمون لقبيلة سبق التي شكلت ميليشيا ضدنا».
وتأتي محاولة اغتيال الشابة الملالا يوسف زي في أكتوبر/تشرين الأول 2012، ضمن أبرز عمليات طالبان باكستان الإرهابية ضد الطلاب، فقد اعترض مسلحو الحركة هذه الشابة في أثناء عودتها من مدرستها الإعدادية بإحدى مدن وادي سوات شمال غرب البلاد، بسبب مدونة أنشأتها للدفاع عن حق الفتيات في التعليم وانتقدت فيها ممارسات «طالبان».
أطلق مسلحو «طالبان باكستان» النار على الملالا التي كانت تستقل إحدى الحافلات للعودة من المدرسة إلى منزلها ولاذوا بالفرار، وتكفلت دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاجها بعد نجاتها بأعجوبة من الموت بعد استخراج الرصاصة التي اخترقت جمجمتها، وتعيش في الوقت الحالي في إنجلترا بعد تلقيها للعلاج وحازت جائزة نوبل للسلام لعام 2014.
لم تتوقف الحركة عند ذلك، ففي سبتمبر/أيلول 2013 هاجمت الحركة مدرسة للبنات في مقاطعة خيبر باختونخوا شمال غرب البلاد، بإلقاء قنبلة على المدرسة ما أسفر عن مقتل عدد من الفتيات.
