تحتفل حركة طالبان الأربعاء بذكرى انسحاب قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ما سمح للحركة باستعادة السلطة بعد حرب دامت عشرين عاما.
وكانت العاصمة كابول هادئة صباح الأربعاء وقلة من مقاتلي طالبان يتجولون في شوارعها، بينما فضل السكان البقاء في منازلهم في هذا اليوم الذي أعلنه النظام عطلة رسمية.
ورفعت لافتات تحتفل بالانتصارات على ثلاث إمبراطوريات بعدما خسرت بريطانيا والاتحاد السوفيتي السابق أيضا حروبا في أفغانستان، في شوارع العاصمة بينما ترفرف أعلام طالبان البيضاء التي تحمل الشهادتين، على أعمدة الإنارة في الشوارع والمباني الحكومية.
ولم تعترف أي دولة حتى الآن بنظام طالبان.
وقالت الحكومة في بيان الأربعاء إن الأربعاء يصادف الذكرى الأولى لـ “تحرير البلاد من الاحتلال الأمريكي”، مؤكدة أن “الله وهب أمتنا الإسلامية هذه الحرية والنصر الهائلين”.
وأضافت الحكومة أن “عددا كبيرا من المجاهدين جرحوا وتيتم الكثير من الأطفال وترملت الكثير من النساء”، داعية المجتمع الدولي إلى اتباع “سياسة معقولة” من أجل الحوار.
نظمت السلطات مراسم رسمية لإحياء الذكرى السنوية في قاعدة باجرام الجوية التي شنت منها القوات الأمريكية عمليات جوية ضد طالبان على مدى عقدين. لكن لم يُسمح لوسائل الإعلام الأجنبية بحضورها.
ومساء الثلاثاء، أضاءت أسهم نارية السماء وأطلقت حركة طالبان بحماس كبير أعيرة نارية في الهواء سمع أزيزها في كل أنحاء كابول، بينما تردد هتاف “الموت لأمريكا” في ساحة مسعود قرب السفارة الأمريكية السابقة.
وفي 30 أغسطس/آب 2021 قبل دقيقة واحدة من منتصف الليل، غادر آخر جندي أمريكي مطار كابول قبل 24 ساعة من الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأمريكي جو بايدن لانسحاب القوات من البلاد.
وأنهى رحيل القوات الأمريكية أطول تدخل عسكري للولايات المتحدة في الخارج بدأ ردا على اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001 في نيويورك.
قال الجيش الأمريكي إن الحرب أودت بحياة أكثر من 2400 جندي أمريكي وأكثر من 3500 عسكري من الدول الأخرى في حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقتل عشرات الآلاف من الأفغان خلال هذه الحرب.
وقبل أسبوعين من انسحاب القوات الأمريكية، استولت حركة طالبان على السلطة في هجوم خاطف على مستوى البلاد ضد القوات الحكومية السابقة.
نشرت طالبان على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات من مقاطع الفيديو والصور لقوات تم تشكيلها حديثًا ويُظهر فيها عدد كبير من المعدات العسكرية الأمريكية التي تُركت في عجلة الانسحاب الفوضوي.
وكتب في تعليق على صورة وضعت على تويتر لعلم عملاق لطالبان رُسم على جدار مبنى السفارة الأمريكية السابقة “هكذا تسخر من قوة عظمى بعد إذلالها وإجبارها على الخروج من بلدك”.
لكن، تواجه أفغانستان التي يبلغ عدد سكانها 38 مليون نسمة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة، منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة.
وقد تردى الوضع في البلاد، مع وقف المساعدات الخارجية البالغة قيمتها مليارات الدولارات والتي دعمت الاقتصاد الأفغاني لعقود، مع انسحاب القوات الأمريكية.
وزادت مصاعب الأفغان ولا سيما النساء.
فقد أغلقت المدارس الثانوية للبنات في عدد من الولايات وحُرمت النساء من عدد كبير من الوظائف العامة. كذلك، أُمرن بتغطية أنفسهم بشكل كامل في الأماكن العامة مع تفضيل ارتداء البرقع.
وقالت زُلال الموظفة الحكومية السابقة في هرات (غرب) التي فقدت وظيفتها بعد عودة طالبان إلى السلطة إن “النساء يعانين من مشاكل نفسية لأن ليس لديهن عمل ولا تعليم ولا حقوق”.
وأضافت أن “الفتيات في حالة حزن بعد إغلاق مدارسهن وهذا يظهر على وجوههن”.