أفاد مراسل الغد من كابول بأن حركة طالبان سيطرت صباح اليوم السبت، على مقاطعتي زابل وأورزجان جنوبي أفغانستان، بعدما سيطرت أمس على 4 مقاطعات في غرب وجنوب البلاد، وبذلك يصل عدد المقاطعات التي استولت عليها الحركة 17 مقاطعة، ما يشكل نصف عدد المقاطعات الأفغانية البالغ عددها 34 مقاطعة.
وأضاف أن مقاطعتي زابل وأورزجان سقطتا في أيدي طالبان بعد اشتباكات خفيفة، وفقا لمصادر محلية، لافتا إلى أن أمير الحرب المشير عبد الرشيد دوستم وزعيم الجمعية الإسلامية، عطا محمد نور، تعهدا بمقاتلة طالبان في الشمال الأفغاني حتى الموت.
وتابع مراسلنا أن النائب الأول للرئيس الأفغاني أعلن أنه يهدف إلى دعم الحشد الشعبي في المقاطعات الشمالية، فيما قالت وزارة الدفاع الأمريكية أن العاصمة كابول لا تواجه تهديداً محتملا من طرف طالبان، وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي “الناتو” في آخر تصريح له إن هدف الحلف دعم الحكومة وقوات الأمن الأفغانية.
وأشار إلى أن عددا من قوات “المارينز” وصلوا إلى مطار كابول، ومن المزمع أن تصل مجموعات من القوات البريطانية والكندية للمساعدة على إجلاء موظفي تلك الدول.
وأوضح أن المقاطعات والمناطق التي سيطرت عليها “طالبان” تشهد اشتباكات متقطعة، ويبدو أنها اشتباكات ليست بالعنيفة، وحتى الآن لم يخرج السكان ضد مقاتلي الحركة في تلك المناطق الشمالية والجنوبية والغربية.
ولفت مراسلنا إلى أن المعارك اقتربت من العاصمة كابول، وباتت على مقربة 80 كم من حدودها الشرقية، و130 كم شمالها، حيث سيطرت طالبان على مقاطعة بغلان الشمالية القريبة من العاصمة، كذلك سيطرت على مقاطعة “اللوجر” أمس شرقي كابول 80 كم، إلا أن الخبراء العسكريين يرون أن طالبان لا تسعى للسيطرة على العاصمة في الأيام القريبة، لأسباب أمنية، إذ أن العاصمة محصنة ومكتظة بالسكان، إذ يوجد بها ما يقارب 7 ملايين نسمة.
وأضاف أن وضع النازحين الأفغان في العاصمة مأساوي ويرثي له، وقدمت لهم مساعدات بسيطة لا تكفي الضروريات الإنسانية، في ظل عجز الحكومة احتوائهم واستيعابهم، كذلك عجزت المؤسسات الأممية والدولية تقديم ما يحتاجوا إليه من أساسيات.
في السياق ذاته، قال مسئول أمريكي إن جنودا أمريكيين وصلوا إلى كابول للمساعدة في إجلاء موظفي السفارة الأمريكية ومدنيين آخرين من العاصمة الأفغانية.
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” أن كتيبتين من مشاة البحرية “المارينز” وثالثة من سلاح المشاة، قوامها نحو 3 آلاف عسكري، ستصل إلى كابول وذلك بعد يوم من سيطرة مقاتلي حركة طالبان على ثاني وثالث أكبر مدن أفغانستان.