طاولة حوار «فاترة قبل انعقادها».. هل يخرج لبنان من نفق الأزمات؟

قبيل ساعات من عقد طاولة الحوار الوطني في لبنان، غدا الخميس، بدأت التساؤلات حول إمكانية أن يخرج لبنان من نفق الأزمات التي تحاصرة وتجعله يعيش في «الوقت الضائع».

ويتردد داخل الدوائر السياسية في بيروت، إذا كان حوار بعبدا (في قصر بعبدا الرئاسي)، أفضل من عدمه، كما يرى رئيس مجلس النواب، نبيه بري، فإن نجاحه رهن بما تمناه البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، الذي دعا المتحاورين إلى «إصدار وثيقة وطنية تكون بمستوى الأحداث الخطيرة الراهنة. وثيقة ترسم خريطة طريق ثابتة تتضمن موقفاً موحداً من القضايا التي أدت إلى الإنهيار السياسي والمالي والاقتصادي والاجتماعي، وإلى الانكشاف الأمني والعسكري.. وثيقة تصوب الخيارات والمسار، وترشد الحوكمة، وتطلق الاصلاحات، وتعيد لبنان إلى مكانه ومكانته، فيتصالح مع محيطه العربي ويستعيد ثقة العالم به».

حوار بلا ورقة عمل

وعلى رغم أن البطريرك الماروني، بشارة الراعي، يدعم لقاء الحوار الذي دعا اليه رئيس الجمهورية ميشال عون، إلا أنه استبق كل أنواع المقاطعات، داعياً الرئيس الى إرجاء اللقاء ريثما يتم الاتفاق على وثيقة تؤسّس لما هو أبعد من خلال تحديد مكامن الخلل، واقتراح الحلول، والالتزام بها، لأن اللقاء المزمع عقده لا يتضمن أي ورقة عمل واضحة، أو مسودة بيان أو وثيقة.

ماذا يفيد الغياب عن طاولة الحوار الوطني ؟

وبينما أكدت مصادر مطلعة على موقف الرئيس عون،  أن موعد  الحوار الوطني، غدا الخميس، لم يتبدل، وهو قائم كما حدد في الدعوات التي وزعت، وأشارت المصادر إلى أن من يقاطع هذا الأجتماع الإنقاذي يتحمل وحده المسؤولية، فهذه ليست مناسبة عادية فهي دعوة حملت عنوانا واضحا عن السلم الأهلي.. واستغربت  المصادر ـ في تصريحات لصحيفة اللواء اللبنانية ـ كيف أن البعض لم يدرك ما يتلمسه رئيس الجمهورية حيال الخطر الحقيقي على الأستقرار الداخلي لأن ما جرى من أحداث في بيروت وطرابلس لامس الخطوط الحمر، أي الفتنة..وسألت المصادر ماذا يفيد الغياب في ظل هذه الظروف؟

جلسة الحوار لن تتجاوز الساعة ونصف الساعة!

ويرى الرئيس ميشال عون، أن التقاء الأطراف على «طاولة حوار» حول رفض الفتنة وتحصين الوحدة الوطنية، هو أبلغ رد على أي جهة داخلية أو خارجية تعمل على ضرب السلم الأهلي.. وتحدثت مصادر من داخل القصر الجمهوري،  عن امكانية صدور بيان بعد الأجتماع حيال ما اتفق حوله، مع العلم أن رئيس الجمهورية قد يوزع مسودة تحاكي الهواجس وتؤكد الألتزام بالثوابت الوطنية

ومن المتوقع أن لا يستمر اللقاء أكثر من ساعة ونصف، لأن موعداً جديداً تحدد بعقد جلسة لمجلس الوزراء عند الواحدة والنصف من بعد ظهر غد في السراي الكبير، وعلى جدول أعمالها 21 بنداً.

غياب 8 شخصيات (سنة وموارنة)..ومشاركة 12 شخصية

ومع تأكيد دوائر القصر الجمهوري، أن الحوار الوطني، غداً الخميس، قائم بمن حضر، وأن جدول أعماله معلن في نص الدعوة ومفتوح على أي نقاش واقتراحات جديدة للبحث..فإن من سيحضر لقاء الحوار الوطني، الى الرئيس عون: رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ورئيس الحكومة، حسان دياب، والرئيس اللبناني  السابق، ميشال سليمان، ونائب رئيس مجلس النواب، ايلي الفرزلي، ورؤساء الكتل البرلمانية، لكل من : التيار الوطني الحر، وحزب الله، واللقاء الديموقراطي، والحزب القومي، وضمانة الجبل، واللقاء التشاوري، والطاشناق، ويغيب رؤساء الحكومة السابقين الاربعة وكتلتي المستقبل والمردة.. وربط الرئيس اللبناني الأسبق،  أمين الجميل حضوره بموقف حزب الكتائب.

وبحسب الدوائر السياسية في بيروت، يغيب عن الحوار الوطني 8 شخصيات ذات تمثيل في الوسطين الإسلامي والمسيحي (سنة وموارنة)، ويقتصر الحضور على 12 شخصية موزعة بين رؤساء ورؤساء كتل واحزاب.

طاولة بعبدا الحوارية..«من بيت أبي ضُربت»

قوى سياسية في بيروت، تقول «ضُرب حوار بعبدا من بيت أبيه، وأصيب إصابات بالغة»، ذلك أنّ القنابل التي فجرها رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ـ الوزير السابق وصهر الرئيس عون ـ  أصابت شظاياها الحلفاء والخصوم، وطرحت تساؤلات في الساعات الماضية من الكثيرين حول جدوى هذه الطاولة التي باتت فاترة قبل انعقادها. وهذا يعني أنّ نتائجها معروفة سلفاً، والمكتوب يُقرأ من عنوانه، على اعتبار أنّ الخصومة السياسية وما يحيط بالبلد من أزمات خانقة، كما يقول أحد النواب المخضرمين لصحيفة «النهار» اللبنانية، لا تُحلّ بطاولة حوار وابتسامات، بل البلد بات يحتاج إلى تسوية كبيرة، ولكنّها في هذه المرحلة بالذات بعيدة المنال.. لماذا؟!

حوار أقل من «حبة الأسبيرين».

والاجابة تقول: إن الدول الغربية التي تعرف خصوصية لبنان وكانت لها مساهمات في هذه التسويات مشغولة بأزماتها الاقتصادية بفعل تداعيات كورونا، وهذا ما ينسحب على الدول الشقيقة وحتى على الولايات المتحدة، في ظل انهماكها في الاستحقاق الرئاسي، وعليه يعيش لبنان وقتاً ضائعاً قاتلاً، ما يعني أنّ حوار بعبدا أقل من «حبة الأسبيرين».

فقد مبرر إنعقاده

بيان رؤساء الحكومات الذي أعلن مقاطعة  «حوار بعبدا»، تجاوز في مضمونه وطروحاته الموقف من الدعوة الرئاسية، ليُقدم عرضاً وافياً للوضع السياسي المتأزم في البلد، ويستعرض الحيثيات والممارسات التي أدت إلى الإفلاس، والتخبط المتزايد في البحث عن المعالجات المناسبة للخروج من الهاوية المالية..وذهب رؤساء الحكومات إلى ما هو أبعد من المقاطعة بوصف الاجتماع  «بلا أفق»، فضلاً عن أن الدعوة  للحوار والهدف المعلن منها، في غير محلها شكلاً ومضموناً، وتشكل مضيعة للوقت، والبلاد تحتاج إلى مقاربات مختلفة.

«مخطط أمني خطير».. لهذه الأسباب طالب «عون» بعقد طاولة حوار

وتؤكد مصادر لبنانية، مقربة من قصر  بعبدا ، أن السبب الذي دفع رئيس الجمهورية ميشال عون للدعوة لهذا اللقاء تأتي على خلفية المعلومات التي وصلته من الأجهزة الأمنية عن تحضيرات تجري في الخفاء لأعمال شغب وعنف طائفي ومذهبي من قبل بعض الجهات، وهو ما من شأنه أن يعيد عقارب الساعة الى الوراء، ويشعل نيران الفتنة..وأشارت المصادر إلى أن الرئيس عون وتحسساً منه بالمسؤولية أراد من هذا اللقاء ان يضع كل القوى السياسية أمام مسؤولياتها، وبناء عليه كانت فكرة الدعوة للقاء الخميس.

تصحيح الخلل في المعادلة الداخلية

بينما يرى المحلل السياسي، رئيس تحرير صحيفة اللواء اللبنانية، صلاح سلام، أن مقاطعة رؤساء الحكومات السابقين، لطاولة الحوار الوطني، خطوة أولى في تصحيح الخلل في المعادلة الداخلية، وثمة قناعة لدى القيادات السياسية المعارضة أن إجتماع بعبدا لن يكون مناسبة للحوار الحقيقي الذي يحتاجه البلد الواقع تحت ضغوط أكبر الأزمات المصيرية في تاريخه الإستقلالي، وبالتالي فإن المشاركين في هذا الاجتماع سيكونون أشبه بشهود زور لأداء العهد السياسي وللخطة الإقتصادية التي وضعتها الحكومة، وتثير المزيد من الخلافات بين مكونات الحكومة نفسها من جهة، وبين الحكومة ومجلس النواب من جهة ثانية.

وقال «سلام»، إن المهم في موقف الرؤساء الأربعة أن منطلقاته وحيثياته وطنية بإمتياز، وبعيدة عن الحسابات الطائفية والمذهبية الضيقة، وهو على تماس مباشر مع مواقف قيادات في الطوائف الأخرى، في مسعى للتوصل إلى موقف وطني شامل، يُعيد الوهج للخيارات الوطنية، ويؤسس لتحرك واسع من أجل المساهمة الفعّالة في عملية الإنقاذ الاقتصادي والمالي، في ظل هذا التخبط والضياع المسيطر على مواقع القرار في السلطة.

صك براءة للسلطة اللبنانية !

الدوائر السياسية والإعلامية في بيروت، تتحفظ مسبقا على النتائج المرتقبة أو حصاد «طاولة الحوار».. وهناك اصوات عالية ترى أنه مهما قيل عن الأجواء التي ستسود  الحوار الوطني غدا  الخميس، فإن نتيجته ستحمل، بشكل أو بآخر، صك براءة للحكومة والسلطة بكاملها، من الأخطاء التي ترتكبها بمعالجة الوضع المالي والنقدي الخانق، والمراوحة الراهنة للمفاوضات مع صندوق النقد الدولي، فضلاً عن الفشل في حسم أيّ من الملفات الأساسية وإتخاذ القرارات الحاسمة بشأنها.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]