كما أن هناك أطباء للأثرياء والمشاهير حول العالم، في غزة ثمة أطباء للفقراء والغلابة.
فلعل من أقصى صور العجز أن تشعر بآلام طفلك المريض ولا تملك القدرة على علاجه، فهو شعور يكابده العديد من الأباء والأسر الفقيرة العاطلة عن العمل في قطاع غزة.
لكن عناية الله بكل المحرومين ساقت لهم أمثال الطبيب محمد أبو الكاس ليخفف عنهم وطأة تكاليف علاج أطفالهم دون مقابل.
ويروى والد أحد الأطفال المرضى أن “طبيب الغلابة” هو ماهر ويراعي ظروف الآخرين ويساعدهم في كل شيء.
فمنذ 40 عاما قطع طبيب الأطفال، محمد أبو الكاس، عهداً على نفسه بأن يجعل عيادته الخاصة مقصداً للفقراء والمحرومين في غزة، حتى صار لقبه “طبيب الغلابة”، ويدفعه لهذا قلب عشق الخير ووفاء لما أوصاه به والده وزوجته قبل أن يرحلا من حياته.
وأكد أبو الكاس لـ”الغد” أنه منذ أن بدأ يعمل في هذا المجال قرر مساعدة الفقراء، توفيقاً من الله، لافتا إلى أن زوجته الراحلة ساعدته لمدة 40 عاما في عمل الخير.
ولأن العطاء مهنة الغني كما يقال، يوصي “طبيب الغلابة” أقرانه من الأطباء، كما يوصي جميع أصحاب المهن والوظائف، أن يكونواً عوناً للمحرومين وأن يسعوا وراء ما وصفه بـ النعيم الدائم.
