طلال عوكل يكتب: أفلا يعقلون؟!

طلال عوكل

 

بينما لا يتوقف كل الفلسطينيون بكل أطيانهم وانتماءاتهم السياسية والايديولوجية، عن الاستفاضة في الحديث عن مخاطر الانقسام، وخطورة المرحلة على القضية والشعب، يظهر المستوى السياسي قدرة فائقة على إضاعة الفرص. كانت دعوة موسكو لعشرة فصائل فلسطينية للقاء والحوار في وقت متزامن مع انعقاد مؤتمر وارسو، فرصة لدعم روسي سياسي مشروط بترتيب البيت الفلسطيني، لكن المحصلة جاءت مخيبة لآمال المستضيف الروسي، بينما كان المواطن الفلسطيني لا يتوقع غير ما انتهت إليه تلك الفرصة.

تدرك روسيا حق الإدراك، أنها لا تستطيع تحقيق ما فشل في تحقيقه الشقيق المصري، الذي صرف جهودا جبارة في إنهاء الانقسام الفلسطيني، ومن موقعه ودوره الأكثر أهمية وتأثيرا من غيره عربا وأجانب، لكنها أي روسيا أرادت أن يشعر الفلسطينيون بأهمية وخطورة الأوضاع السياسية التي يديرها الحلف الأمريكي الإسرائيلي عسى أن يشكل ذلك محرضا للفصائل المتخاصمة لأن تنهي خصامها دفاعا عن المصالح العليا للشعب الفلسطيني. كان من المنطق تماما ان تسعى الفصائل لاغتنام فرصة الرعاية والدعم الروسي، لكي تشكل لقاءاتها، فرصة حقيقية للرد على مخرجات وارسو، التي تدينها كل الفصائل، لكن الحسابات الفصائلية الخاصة، عادت لتحكم المعادلة الفلسطينية، ولتكرس حالة التشتت والضعف والانحطاط السياسي. في مواجهة حرب ضروس تخوضها إسرائيل بدعم كامل وشامل في الولايات المتحدة الأمريكية.

في تقييم نتائج اللقاءات التي أدارها في مركز الاستشراق الروسي البروفيسور فيتالي نعومكن، أنقل عن طلعت الصفدي عضو المكتب السياسي لحزب الشعب ما نقله على صفحته على الفيس بوك عن نائب نعومكن. يقول نائب نعومكن ” لو كنت حر القرار لوضعتهم بدون ملابس في أقاصي سيبيريا، وأعطيتهم ورقة وقلما وكانوا سيوقعون، إلا أنهم أنانيون إلى حد لا يدركون معه كم هم محور العالم، حتى أصبحوا على هامشه”. حرص الرجل وغضبه يدعوه للقول ” لا أريد أن أراهم مرة أخرى فهم يثيرون غضبي” يذكرني كلام المسؤول الروسي، بتغريدات سبق ان أطلقها بعض نشطاء الفيس بوك الفلسطينيين الذين تمنوا لو أن مصر تضعهم جميعا في السجن، لا يخرجوا منه حتى يخرجوا متفقين.

في الواقع فإن الحال الذي يعيشه الفلسطينيون يدعوا للغرابة بقدر ما يدعوا إلى الغضب على كل الطبقة السياسية التي تتحكم بالقرار والفعل السياسي. الفعل السياسي الفلسطيني العام المحكوم لتضارب الحسابات الفصائلية، يتناقض تماما مع أبسط قواعد العمل السياسي، بشكل عام، على نحو خاص، بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع المؤامرات والمخططات منذ عام 1948. الفرضية السياسية تستدعي تغليب التناقض الرئيسي مع الاحتلال، وتراجع التعارضات بين صفوف الشعب، بل وتجميع كل الطاقات في مواجهة الخطر الداهم الذي يستهدف الحقوق والوجود والقضية برمتها لكن الواقع يشير إلى غير ذلك. إن إسرائيل لا تكتفي بإطلاق التهديدات، بل إنها لا توفر دقيقة واحدة، في العمل بأقصى السرعة الممكنة لتنفيذ مخططاتها التي أصبحت معروفة تماما حتى لأطفال فلسطين. يدرك الفلسطينيون قبل وبدون أن تعلن الولايات المتحدة عن صفقة القرن، أن تلك الصفقة لا ترى للفلسطينيين سوى السلام الاقتصادي، وأنها ترمي إلى فصل غزة عن الضفة وتركها لكي يقيم عليها الفلسطينيون إمبراطورتيهم، وأن الضفة قيد المصادرة كما بقيت الحقوق. ويدرك الفلسطينيون المتربعون على عرش القرار والفصل السياسي، أن المجتمع الدولي لا يشكل لهم منقذا، وأن العرب بالعموم يتحينون الفرصة، لإلقاء عبء القضية الفلسطينية عن أكتافهم، ويجدون في الانقسام الفلسطيني ما يبرر لهم ذلك، لحساب أولويات أخرى. يدرك الفلسطينيون ذلك وأكثر من ذلك لكنهم فيما يبدو أصبحوا أسرى حساباتهم ومصالحهم الفصائلية، دون أن يدركوا أن هذه المصالح والحسابات هي أيضا مثل الحقوق في مهب الريح، وأن تباطؤهم في العودة عن تلك الأنانية، يجعلهم يوما جميعهم يصرخون “أكلت يوم أكل الثور الأبيض”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]