طلال عوكل يكتب: الملافظ سعد يا عبد العال..!!

لا نتحدث عن تغيير في السياسة والموقف المعلن لحركة حماس تجاه إسرائيل والصراع ومآلاته النهائية وتجاه أوسلو منهج المفاوضات وبرنامج المقاومة، لكن بعض التصريحات والتغريدات لبعض قياداتها وكوادرها تجعلنا نخشى من أن “بداية الرقص حجلان” كما يقول المثل الشعبي. قبل تغريده الكادر في داخلية حماس اسلام شهوان التي تساءل من خلالها حول ما إذا كان ممكنا أن يلتقي صانعو القرار في غزة وإسرائيل في معبر إيرز لبحث قضايا غزة، كان النائب في التشريعي والقيادي الدكتور صلاح البردويل قد صرح قبل فترة أن حركته لا تمانع في الحديث مع الأمريكان. إن سألت قيادات أخرى من حماس ستقول معاذ الله، أن تكون حماس في وارد اتخاذ مثل هذه المواقف، وأن ما صدر لا يعبر عنها وإنما عن آراء شخصية غير ملزمة، ولا تعني الحركة في شيء، لكن من يعرف مدى الانضباط في حماس، خصوصا حين يتعلق الأمر بمواقف علنية ومهمة من هذا المستوى، لا يلقي بمثل هذه الأقوال في بئر خاربه.

ربما يعتبر البعض مثل هذه التصريحات مجرد بالونات اختبار، أو شكلا من أشكال المناكفة مع القيادة السياسية في رام الله، وربما كانت من باب إلقاء عظمة عفنة لبعض العرب الذين تنتظر منهم حماس أن يفكروا بإقامة علاقة معها، بما أن الأقوال توحي بالكثير من المرونة والبراغماتية لكن مهما كان الهدف “فإن الرصاصة التي لا تصيب بتدوش” كما يقول مثل شعبي آخر. من حيث المبدأ فإن مثل هذه التصريحات مثيرة للجدل ومن شأنها بدون أن تحقق أيا من أغراضها أن تخلق أزمة ثقة مع فصائل فلسطينية أخرى حيث تشعر بأن “الفار بدأ يلعب في حضنها” وهي التي صدقت ما هو معلن من سياسات ومواقف. بالمقدار ذاته ربما فإن مثل هذه الرسائل تترك لدى مصر قدرا من القلق، طالما أنها هي التي تمسك بالملف، وتقوم معظم الوقت بالتوسط بين حماس وإسرائيل. ثم ماذا يعني الاستعداد للحديث عن إقامة علاقة مع واشنطن بعد كل ما صدر عنها من مواقف وسياسات، وما ترتب له من خلال صفقة القرن وتوحد الفلسطينيون على خلافاتهم لرفضها؟ كيف يمكن أن تبدي حماس استعدادا للحديث مع أمريكا بعد أن اتخذت السلطة قرارا ومارسته بمقاطعتها بسبب ما أقدمت عليه؟.. هل يعني ذلك أن حماس بدأت تفكر في تقديم نفسها كبديل لمنظمة التحرير الفلسطينية؟ وهل تعتقد أن بإمكانها أن تنجح فيما فشلت فيه المنظمة خلال مفاوضات واتفاقيات استمرت لربع قرن والنتيجة معروفة لدى حماس وكل الناس؟.. نعم حماس لديها بعض الأوراق المهمة مثل المقاومة وسلاحها، وهي لا تمانع في التوصل إلى هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل، ولديها الأسرى الإسرائيليون ولديها الحراك الشعبي شرق قطاع غزة، الذي أفقد الإسرائيليين صوابهم دون أن يجدوا له حلا، ولكن من أجل ماذا يمكن أن تستخدم حماس هذه الأوراق، فإن كان من أجل غزة التي تعيش في ضائقة شديدة فإن هذا لا يليق بحركة تطرح برنامجا تحريريا لكل الوطن الفلسطيني؟.. وفي الحقيقة فإن الولايات المتحدة بدأت تتكفل بملف غزة تحت عنوان الأزمة الإنسانية، وما تسعى واشنطن وراءه هو فرض فصل من فصول صفقة القرن، الذي يتعلق بإقامة كيان فلسطيني في غزة، تطبيقا وتنفيذا لمخططات إسرائيلية سبقت بسنوات وصول ترامب إلى البيت الأبيض. أما إن كان الأمر يتعلق بمناكفة السلطة وحركة فتح، انطلاقا من حسابات المصالحة الفلسطينية، وللضغط عليها فإن كل ذلك لن يجدي نفعا، تماما كما هو حال الإجراءات التي اتخذتها السلطة بحق قطاع غزة بذريعة الضغط على حماس. هذه التصريحات لا تفعل شيئا، ولا من شأنها أن تعظم الدور السياسي لحركة حماس، بقدر ما أنها ستثير الكثير من القلق وعدم الثقة للداخل الفلسطيني. غريب أن يتبادل الطرفان في غزة ورام الله مواقفهما السياسية لأسباب تتعلق بحسابات فصائلية وعلى حساب المصالح الوطنية التي يتغنى بها الجميع، حتى يصدق بهم القول ” أشوف أقوالك تعجبني.. أشوف أفعالك أستعجب”. يستدعي الأمر من حركة حماس رسميا أن يصدر عنها ما ينفي أو يؤكد ما جاء في هذه التصريحات خصوصا وأن الساحة الفلسطينية لا تحتمل المزيد من الارباك فوق ما تعاني منه من ارتباكات وتناقضات تستنزف قوة الفلسطينيين في زمن وظروف خطيرة وحرجة، أخيرا صدق من قال ” الملافظ سعد يا عبد العال”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]