طلال عوكل يكتب.. قبل أن يقع الفأس على الرأس

طلال عوكل

إذا كانت الأحداث الصاخبة التي تعصف بالأمة العربية، منذ نهاية العام 2010، والتي ابتدأت بثورة الياسمين، وما تزال فصولها مستمرة حتى الآن، إذا كان كل ذلك لم يستدع قمة عربية من نوع مختلف عن القمم العربية السنوية، فإن ثمة ما يستدعي انعقاد قمة تاريخية، تسبقها حوارات جادة.

البيانات التي تصدر عن القمم السابقة، تكاد تكون متشابهة من حيث المضمون، مرضية للكل من حيث النتائج لكونها تتضمن فقرة تخص كل من له قضية مطروحة، ولكن المحصلة، أن الأغلبية من الدول غارقة في قضيتها دون أن تنتبه إلى تداخل والتأثير المتبادل بين كل القضايا والهموم العربية. على سطح القضايا العامة التي تهم العرب أو أغلبيتهم القضية الفلسطينية، وقضية الأطماع الإقليمية، ذلك أن الأطماع الاستعمارية الدولية حاضرة كل الوقت وستظل حاضرة للهيمنة على الثروات والمقدرات العربية. بتنازع العرب تردد واضح بشأن الأولويات، ما إذا كانت القضية الفلسطينية بما تتعرض له من محاولات لتصفيتها أو إن كانت الأطماع الإيرانية والتركية، حتى لو كانت الإيرانية تطغى على الأطماع التركية. المشكلة بالنسبة للقضية الفلسطينية عنوانها معروف، وتتمثل في سياسة الحلف الأمريكي الإسرائيلي. الذي بدأ منذ وقت العمل من أجل فرض صفقة القرن. الأدوات معروفة، ولا تحتاج إلى جهد لاكتشافها، فهي تقدم نفسها على نحو صارخ، ومتحدي، و تتوفر لها كل الإمكانيات، لإنجاح مخططاتها التصفوية، وهي قد بدأت فعليا من خلال القرار الأمريكي بنقل السفارة إلى القدس، وثم العمل على تصفية قضية اللاجئين، فالاعتراف بشرعية الاستيطان، وإزالة صفة المحتلة عن الأراضي المحتلة عام 1967. هذه السياسات مع إعلان إسرائيل السيادة على الجولان المحتل ستستكملان قريبا بإعلان إسرائيل عن ضم المستوطنات ابتداء ودفع الأمور نحو دويلة غزة. أما ملف الأطماع الإقليمية، فهو مطروح أيضا بقوة، نحو توسيع إيران دائرة نفوذها في المنطقة، وعلى نحو أقل اهمية وتأثيرا تفعل تركيا.

والسؤال هو ماذا فعل ويفعل العرب إزاء هذه المخاطر؟ من حيث المبدأ، فإن كل دولة تحوز على القوة ستسعى لتوسيع دائرة نفوذها ولتحقيق أقصى ما تستطيع من مكاسب ومصالح على حساب دولة أخرى، مما يعني أن المشكلة ليست فقط لدى الساعين من أجل مصالحهم، وإنما هي في الأساس مشكلة الدول التي لا تستطيع حماية مصالحها. إذا كان الأمر يتعلق بمبدأ استخدام وتوظيف القدرات، فإن الأمة العربية، تملك من هذه ما يؤهلها لحماية حقوقها ومصالحها سواء تعلق الأمر بالقدرات الذاتية أو بالتحالفات. غير أن واقع الحال يشير إلى ان التناقضات والتشرذم الذي يسود النظام العربي الرسمي، هو المسؤول الأول عن شكاوي العرب. تحتاج القضية الفلسطينية إلى قمة عربية تاريخية، وتحتاج الأمة إلى قمة تاريخية أخرى لمعالجة الأطماع الخارجية إن كانت إقليمية أو دولية، لكن الرفض، والاكتفاء بإصدار البيانات والتصريحات، لا يمكن أن تحمي الحقوق أو مصالح. ثمة قضية هامة هنا ينبغي الإشارة إليها وهي أن المواقف العربية النظرية، لا تؤخذ بعين الاعتبار لدى أحد. لقد خلقت البيانات العامة الصادرة عن الاجتماعات العربية الجماعية انطباعا صحيحا، في أن العرب يكثرون من الكلام، لكن أفعالهم إما أن تكون محدودة، أو متأخرة، أو على عكس ما يصدر من قرارات على المستوى الجماعي.

لقد حان الوقت، بل تأخر العرب عن مجابهة الأخطار التي يتعرض لها وجودهم، وتتعرض لها مصالحهم. وما لم يتداركوا الأمر، فإنهم جميعا سيصرخون في يوم قريب ” أكلت يوم أكل الثور الأبيض”. الفلسطينيون قبل غيرهم بتجاوز انقسامهم، وضعفهم، وبأن يتجاوزا التوقف عند حدود إعلان رفضهم جميعا لصفقة القرن، لكي ينجحوا في إصلاح الدينامو العربي، الذي عليه أن يتحرك عمليا على كل المستويات لمجابهة السياسة الأمريكية الإسرائيلية، قبل أن تقع الفأس على الرأس. لقد ذهب الفلسطينيون إلى الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الأخير وهم على حالهم من الانقسام، وكان عليهم أن يتسلحوا باستراتيجية فلسطينية جامعة تسعى وراء شبكة أمان سياسية عربية بالإضافة إلى الدعم المالي لمواجهة الابتزاز الأمريكي الإسرائيلي. وحتى يطالبوا العرب بتنفيذ ما يقررون في اجتماعاتهم، كان على الفلسطينيين من باب أولى أن ينفذوا ما تتخذه مؤسساتهم الوطنية من قرارات، وإلا كان الكلام في واد والعمل واد آخر.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]