طلال عوكل يكتب: متى يدرك الفلسطينيون قيمة الوقت؟

بينما تدق عاليا طبول التهديد بشن عدوان رابع على قطاع غزة، فإن أهل غزة الذين ذاقوا مرارات الحرب، ولا يريدون وقوعها، هم أقل الناس اهتماما بأخبارها. لا يتوقف مبعوث الولايات المتحدة لعملية السلام نيكولاي ميلادينوف، عن التحذير من اقتراب لحظة الانفجار، والادعاء بأن تدخلاته في كل مرة، تنجح في إبعاد شبح الحرب بدون أن ينسى بأنها على الأجندة الإسرائيلية. إسرائيل بدورها لم تتوقف عن التهديد بشن حرب صاعقة ومدمرة على القطاع. باب المزايدات بين مسؤولي الكتل الحزبية مفتوح على غاربه، وليس لهم سوى شماعة غزة، لكي يعلقوا عليها أوساخهم وتطرفهم ونهمهم لامتصاص الدماء. لم يبرح وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مكانه ومكانته الضعيفة، نظرا لكونه غير منتمي للمؤسسة العسكرية والأمنية، لم يبرح مكانه ولكنه من خلال تصريحاته النارية دمر غزة، وقضى على حركة حماس واغتال قياداتها وعلى رأسهم رئيسها إسماعيل هنية. الأسبوع المنصرم بدى وكأن الأصابع على الزناد، ولتأكيد مصداقية التهديدات بالحرب نقلت وسائل الإعلام صور أرتال الدبابات التي تم نقلها إلى محيط قطاع غزة، وكان ذلك مقصودا. وفي المقابل رفعت حماس وفصائل المقاومة نبرة التحدي والاستعداد لتلقين العدو دروسا لن ينساها، مشفوعة بإعلانات صريحة ومتكررة على عزم الفصائل مواصلة مسيرات العودة ونشاطاتها حتى يتم كسر الحصار. غير أن الأسبوع المنصرم ذاته شهد اختبارين، الأول حين قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف عشرين موقعا بغزة يوم السابع عشر من الجاري، ردا على صاروخ عبثي تنصلت منه كل الفصائل المعروفة، وسقط على منزل في بئر السبع. التزمت الفصائل بالصمت المطبق ولم ترد على تلك الغارات التي تشكل تكرارا لغارات سابقة لم تؤدي إلى سقوط أكثر من شهيد واحد وثلاث جرحى. لا نصدق أن التزام الصمت من قبل الفصائل كان مراعاة وتقدير لوجود الوقت الأمني المصري الذي كان متواجدا في فندق المشتل لقطاع غزة فالمسألة هنا هي مسألة حسابات. يوم الجمعة الثلاثين لمسيرات العودة، الذي صادف التاسع عشر من هذا الشهر، كان يوم آخر لاختبار النوايا، حيث انتظرت إسرائيل وتائر نشاط مسيرات العودة، والادعاء بأن النتيجة ستقرر السلوك الذي ستتبعه إسرائيل. النتيجة جاءت مرضية لإسرائيل ومرضية أيضا لوسائل المقاومة التي حشدت أعدادا كبيرة من النشطاء، بمعنى أنها لم تتراجع عن مسيرات العودة كخيار. ولكنها تعمدت ضبط النشاطات بحيث تراجعت أعداد الأطباق الطائرة والبالونات الحرارية، وكانت حصيلة الاشتباك إصابة نحو مئة وخمسين بدون شهداء، وهي أقل نسبة منذ الثلاثين من آذار. الرضى الإسرائيلي عن نتيجة الاختبارين، تمثل في السماح بعودة تدفق الوقود إلى قطاع غزة، بعد أن كان وزير الدفاع ليبرمان قد أوقف دخوله منذ بضعة أيام. القراءة بموضوعية لما يجري على الجانبين، تقول أنهما كلاهما لا يرغبان في الاندفاع نحو التصعيد الشامل. يفهم الطرفان على بعضهما البعض، فكلاهما يسعيان وراء التوصل إلى تهدئة أو هدنة، هي ممكنة التحقيق، لولا عقبة المصالحة التي يجتهد الطرف المصري في العمل من أجل تذليلها.

ومع اختلاف الدوافع والأهداف فإن إسرائيل ترغب بشدة في أن تفتح وبسرعة شديدة ملف إعادة تأهيل قطاع غزة، حتى تتفرغ للضفة حيث المعركة الأساسية، وحتى تتقدم في مخططاتها للتخلص من مسؤولياتها كدولة احتلال عن قطاع غزة. عموما فإن المجتمع الدولي هو الآخر يقف ولأسباب ودوافع مختلفة وراء البحث عن تهدئة تؤدي إلى فتح ملف غزة، البعض لمنع الانفجار، والبعض الآخر لتخفيف الأزمة التي تضرب قطاع غزة والأهم أن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان وراء تأهيل دولة أو كيان غزة، بحسب ما تستهدفه صفقة القرن. من جانبها حماس وفصائل المقاومة، تسعى وراء استثمار خيار مسيرات العودة ذات الطابع الشعبي السلمي لكي تفرج عن القطاع، وتعلن انتصارها في معركة كسر الحصار. تحقيق مثل هذا الهدف الذي يحظى بإجماع رغم اختلاف النوايا والأهداف، لا يستدعي هروبا وخسائر وخلط شديد للأوراق في ضوء القيمة الكبيرة للوقت.  على أن قيمة الزمن لا تترك للفلسطينيين المنقسمين الكثير من الوقت، حتى ينجزوا وحدتهم وتكون السلطة هي الشريك في عملية تأهيل غزة، الأمر الذي يدفع مصر للعمل بقوة واستثمار المتاح القصير من الوقت لإقفال ملف الانقسام حتى يكون الفلسطينيون في وضع أفضل لمواجهة صفقة القرن، فهل يدرك الفلسطينيون ذلك؟

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]