طلال عوكل يكتب: من أصغر الشرر تندلع الحرائق 

                            
يحتدم الصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي، على نحو يتجاوز كل محاولات تهميش القضية الفلسطينية لصالح أجندات وأولويات أخرى قد تكون مهمة ولكنها في التحليل النهائي تشير إلى حقيقة أن هذا الصراع يظل يحكم كل الاستراتيجيات والمصالح والسياسات التي تتصل بمنطقة الشرق الأوسط. ومع تطور العلاقات الأمريكية الإسرائيلية إلى مواقع غير مسبوقة من حيث تطابق السياسات والمواقف والأفعال ومن حيث تنطح الولايات المتحدة لتنفيذ المخططات الإسرائيلية التوسعية، فإن قوة الحق الفلسطيني تنهض في مواجهة حق القوة الإسرائيلية الظالمة.
تشعر إسرائيل بأنها في هذه المرحلة في أوج قوتها التي تمكنها من العربدة، والتدخل الفظ في سياسات ومصالح الدول المحيطة، لكن مظاهر القوة العاتية، تنطوي على خداع مؤقت، يعزز النهج اليميني المتطرف الذي يدفع إسرائيل نحو المزيد من العنصرية، ولكن المزيد من العزلة الدولية. صحيح أن قوة الحق الفلسطيني لا تنجح حتى الآن في الحاق هزيمة كبرى بحق القوة الإسرائيلية، وبأن الولايات المتحدة قادرة على تعطيل دور الأمم المتحدة في اتخاذ قرارات واجراءات رادعة لانتهاكات إسرائيل المستمرة للقانون الدولي وميثاق المنظمة الدولية، لكن الفوز يحتاج إلى مثابرة وصبر وإرادة من شأنها أن تراكم المزيد من النجاحات لصالح أصحاب قوة الحق.
يتساءل الكثيرون حول جدوى مسيرات العودة وكسر الحصار، وما إذا كانت المحصلة تستحق الثمن الذي يدفعه الفلسطينيون. ولكن بعضها الآخر، ينطلق من مواقع القياس والإحباط إزاء تفاصيل الحياة الفلسطينية المرهقة. والسؤال هو ماذا يترتب على الفلسطينيين أن يفعلوا إزاء العدوانات الإسرائيلية اليومية في القدس وعلى الأرض، وعلى أبسط الحقوق، وهل يكفي الإكثار من الصراخ والتعبير عن المظلومين، أو ممارسة الصمود الهادئ، لتحريك عوامل المجابهة على مختلف الأصعدة؟ لابد من التعبير عن هذه المظلومية بوسائل مفهومة من قبل المجتمع الدولي، ولذلك كان من المهم جدا، أن يستجيب الفلسطينيون في كل أماكن تواجدهم، لتوسيع دائرة المقاومة الشعبية السلمية، وتصعيدها، من أجل تعظيم حالة الاشتباك وتعظيم خطاب المظلوميه.
مع الأسف الشديد فإن الفعل السياسي والشعبي الفلسطيني مرهون لحسابات الانقسام، وشبهات الاستثمار، ففي الذكرى الواحدة والخمسين لهزيمة حزيران والذي يتزامن مع اليوم العالمي للقدس، اقتصر الحراك الشعبي تقريبا على ما يجري على الحدود الشرقية لقطاع غزة مع أن القيادة الرسمية والشرعية هي القادرة على الاستثمار أكثر من أي طرف آخر. صحيح أن مجلس الأمن الدولي لم ينجح في اتخاذ أي قرار رغم أنه دعى للانعقاد أكثر من أربع مرات منذ الثلاثين من آذار، ولكن الا ينطوي على دلالة مهمة، أن تجد الولايات المتحدة نفسها منفردة في مواجهة بقية أعضاء مجلس الأمن؟ في الواقع فإن الفشل المتكرر لمجلس الأمن يشكل مقدمة ضرورية للذهاب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تقرر انعقادها بطلب عربي وإسلامي لمناقشة مشروع قرار لتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، الاجتماع ينعقد تحت بند متحدون من أجل السلام، تماما كما حصل بالنسبة لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة عام 2012.
من المؤكد أن الولايات المتحدة ستبذل جهودا جبارة، وستوظف إمكانياتها في ابتزاز العديد من الدول حتى تمنع صدور مثل هذا القرار، لكن تجربة التوصيت في الجمعية العامة تؤكد أنها ستواجه فشلا ذريعا، نعم قد لا يتجاوز الأمر مسألة اتخاذ المزيد من القرارات المتراكمة في ملفات الأمم المتحدة، لكن ذلك يراكم المزيد من الإنجازات على طريق تحقيق العزلة التامة للتحالف الأمريكي الإسرائيلي، ونحو تعميق وعي المجتمع الدولي إزاء حقائق الصراع، قد لا يكون خطيرا امتناع فريق كرة القدم الأرجنتيني عن الوصول إلى إسرائيل، لإجراء مباراة ودية مع فريقها في القدس، لكن هذا القرار ينطوي على أهمية معنوية وسياسية بالنسبة للفلسطينيين و يوجه صفعة لإسرائيل نظرا لما يتمتع به الفريق الأرجنتيني وقائده ليونيل ميسي من شهرة عالمية واسعة، فمن أصغر الشرر تندلع الحرائق.
من لا يصدق ذلك عليه أن يمعن النظر فيما تسببه الطائرات الورقية من حرائق لم تنجح إسرائيل بكل ما تملك من وسائل من مواجهتها، الحراك الشعبي في غزة لن يهدأ، ولن يتوقف، ولا ستتوقف تداعياته، وتأثيراته، طالما أن الصراع مفتوح، وطالما لم يتحقق هدف كسر الحصار كحد أدنى، وهو هدف بالإضافة إلى عديد التداعيات والأهداف الأخرى، يستحق أن يدفع الفلسطينون ثمنه، وهم جاهزون لدفع هذا الثمن، على أن قرار الفلسطينيون، وهو قرار جماعي، لمواجهة ولإفشال صفقة القرن المزمع إعلانها بعد شهر رمضان كما تشير المعلومات، يحتاج إلى استنهاض كل طاقة وقوة الفلسطينيين حيثما كانوا، وبحيث لا تبقى غزة لوحدها، وإلا الشبهات تحول حول مدى جدية قرار المواجهة، ويحتاج ذلك أيضا تغيير السياسات والإجراءات التي تتصل بالوضع الداخلي الفلسطيني، والذي يجعل غزة على فوهة بركان.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]