ظهور القاذفات الشبحية.. أمريكا توجه رسالة جديدة إلى روسيا

بينما يبحث العالم عن سبيل وقف الحرب في أوكرانيا، يلوح في الأفق شبح سباق تسلح جديد بين القوتين العسكريتين الأكبر في العالم.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن نجاح تجربة إطلاق أخرى لصاروخ جديد من نظام الدفاع الصاروخي الروسي في موقع اختبار ساري- شاغان لقوات الصواريخ الاستراتيجية بجمهورية كازاخستان.

وقالت إن الطاقم القتالي لقوات الدفاع الجوي والصاروخي التابعة للقوات الجوية الروسية أطلق الصاروخ بنجاح.
وبينما لم تكشف عن معلومات إضافية عن نظام الدفاع الصاروخي الجديد لكنها أوضحت أنه مصمم للحماية من الهجمات عن طريق هجوم فضائي.
في المقابل كشفت القوات الجوية الأمريكية عن أحدث قاذفة شبحية “بي-21 رايدر” وهي قاذفة قنابل خارقة استراتيجية قادرة على إطلاق ذخائر نووية وتقليدية قادرة على استخدام الذخائر الهجومية البعيدة المدى والمباشرة في الاشتباك مع أهداف ستتخصص هذه المجموعة الكبيرة من الطائرات في مجموعات من المهام مثل الضربات من مسافات بعيدة، والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، والهجوم الإلكتروني، والإنذار المبكر والاتصالات.

وهي طائرة من الجيل السادس تم تحسينها للعمليات القتالية.
من المتوقع أن تبلغ تكلفة الطائرة ما يقرب من 600 مليون دولار، مما يجعلها واحدة من أغلى الطائرات على الإطلاق.

ويعتزم سلاح الجو الأمريكي شراء 100 طائرة من طراز “بي-21 رايدر” كحد أدنى لتتماشى مع خططه لنقل أسطول قاذفات الخدمة إلى الجيل السادس.

اشتعال سباق التسلح بين القطبين الكبيرين يشير إلى أن فرص السلام على هذا الكوكب ليست وشيكة. فإلى أين يصل سباق التسلّح على خلفية الحرب في أوكرانيا؟ وما هو مستقبل السلام في ظل هذا الصراع؟.

ما الرسائل؟

في السياق، قال برنت سادلر، المسؤول السابق، بوزارة الدفاع الأمريكية، إن سلاح القاذفات الشبحية ليس جديدًا، ولكن تم تطويره ردا على روسيا ليكون أكثر دقة.

وأضاف سادلر في برنامج (وراء الحدث) أنه لا يتوقع أن يتم استخدام الأسلحة الروسية أو الأمريكية المتطورة في أوكرانيا.

كما استبعد المسؤول السابق أن يكون ذلك له علاقة بسباق التسلح بين الولايات المتحدة وروسيا.

وأشار سادلر إلى أن الولايات المتحدة تحاول الحفاظ على التوازنات العسكرية حول العالم، لكنها تعمل أيضا على تطوير سلاحها لتضمن تفوقها العسكري.

وعن ظهور هذه الأسلحة في الوقت الحالي، قال برنت سادلر إنها قد تكون رسائل استراتيجية متبادلة بين الولايات المتحدة وروسيا، ولكن هذه التجارب كان معدا لها في وقت سابق.

وتابع بالقول:”الحكومة الأمريكية أعلنت الكشف عن هذه الأسلحة الذكية والمتطورة، لردع روسيا والصين”.

معادلة جديدة

من جانبه، قال الدكتور عمار قناة، أستاذ العلوم السياسية، بجامعة سيفاستوبول الروسية، إن ظهور هذه الأسلحة المتطورة بمثابة رسائل بين الولايات المتحدة وروسيا.

وأضاف الدكتور عمار قناة أن هناك على ما يبدو معادلة جديدة في سباق التسلح بين الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا، لافتا إلى أن العالم أمام معطيات جديدة قد تشكل خطرا على مستوى استخدام أسلحة نووية.

وأكد الدكتور عمار قناة أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد إشعال حرب نووية، لكنها نوجه رسالة استراتيجية لروسيا ولخصومها عموما.

وتقول مجلة “ديفينس نيوز” الأمريكية إن القاذفة الشبحية الأمريكية الحديثة، التي تنتجها شركة “نورثروب جرومان”، لم يظهر لها أي صور من قبل، باستثناء ما نشرته بعض الدوريات المتخصصة من تصورات فنية خيالية عن الطائرة الحربية الجديدة ، فيما توقعت أن تقوم القاذفة الثقيلة الجديدة “بي-21” بأولى طلعاتها الجوية في بدايات العام المقبل 2023، أي بعد أقل من شهر من الكشف عنها.

كانت “نورثروب” أعلنت في مايو/أيار الماضي أنها انتهت من سلسلة تجاربها الأرضية الأولى على أول طائرة من طراز “بي-21” في “منشأة 42″، وتتضمن تلك المرحلة إجراء تجارب معايير التحميل، للتأكد من السلامة الهيكلية للقاذفة عبر إخضاعها لاختبارات إجهاد، وغيرها من التجارب .