أثار الظهور المفاجىء للرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، الإثنين الماضي، لافتتاح مسجدا أعيد ترميمه، ومحطتين لمترو الأنفاق، تكهنات بأنه سيترشح لفترة ولاية خامسة في انتخابات العام المقبل.. ويرى مراقبون في الجزائر، إذا كان «بوتفليقة»، لم يظهر إلى حد كبير في مناسبات عامة، منذ إصابته بجلطة دماغية، عام 2013، فإن ظهوره كان مؤشرا على أن النخبة الحاكمة في البلاد تريد بقاءه لتفادي عملية خلافتة، التي تتسم بعدم الوضوح.. وقد حيى الرئيس الجزائري، الذي كان جالسا على مقعد متحرك، وبدا واهنا، حشدا من الناس خارج مسجد كتشاوة في مدينة الجزائر، كانوا يلوحون بالأعلام الجزائرية، ويحملون لافتات عليها صور للرئيس.
وجاء ظهور بوتفليقة «المفاجىء»، بعد يومين من دعوة حزب جبهة التحريرالوطنية «الحاكم» له للترشح مجددا، وفيما سعت وسائل الإعلام الرسمية إلى تبديد الشكوك بشأن حالته الصحية باستعراض اجتماعاته السابقة مع شخصيات دولية.. ومن جانبه قال رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحيى، إن الزيارة الميدانية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى العاصمة،وإشرافه على تدشين مسجد كتشاوة وتوسعة مترو الجزائر، كانت فرصة للشعب الجزائري لرؤية رئيسهم والصورة لا تخدع.. مؤكدا أن رئيس الجمهورية «يسيّر أمور البلاد»، وأكد «أويحيى»، أنه سيكون سعيداً إن ترشح الرئيس بوتفليقة مجدداً في 2019، داعيا الجميع إلى ترك الرئيس يؤدي مهامه بشكل عادي، وأن 2019 مازال بعيداً.
وكان الحزب الحاكم في الجزائر، الذي يملك الأغلبية في البرلمان الجزائري، طالب بوتفليقة بالترشح لولاية خامسة، وأكد الأمين العام للحزب، جمال ولد عباس، أنهم يساندون استمرارية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الرئاسة لولاية خامسة، مثلما بدأها عام 1999، وكشف «ولد عباس» أن اللجنة المركزية للحزب ستجتمع قبل شهر رمضان، من أجل صياغة بيان مطالبة الرئيس بوتفليقة بالترشح لولاية خامسة.
الموالاة والمعارضة «تتفقان» على أنه «لا مفر» من ولاية خامسة لبوتفليقة!
وأثار إعلان جمال ولد عباس الأمين العام لجبهة التحرير الوطني ( حزب السلطة الأول في الجزائر) بخصوص ترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة جدلا واسعا، خاصة وأنها المرة الأولى التي يجاهر فيها الحزب الحاكم بترشيح بوتفليقة لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية التي من المقرر إجراؤها العام المقبل.. وقال سفيان جيلالي، رئيس حزب جيل جديد (معارض)، إن الإعلان الذي قام به ولد عباس يدخل في إطار عملية تمرير فكرة الولاية الخامسة وتسويقها بـ «التقسيط المريح»، وأن النظام يتجه رأساً إلى هذا الخيار من دون أن يترك لنفسه خيارات أخرى، موضحاً أن البحث عن بديل لبوتفليقة قد يدخل النظام في تناقضات وصراعات قد تؤدي إلى نهاية النظام نفسه، لذا يبدو خيار الولاية الخامسة هو الأقل سوءاً بالنسبة للنظام من أجل ضمان استمراره.
ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة يحتل صدارة الحدث السياسي في الجزائر وخارجها، حيث كان موضوع الولاية الخامسة حاضراً في ندوة في مونتريـال الكندية أشرف عليها سعيد سعدي الرئيس السابق لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية.. وقال السياسي الجزائري البارز «سعدي»، إن ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة، مسألة محسومة إلا إذا وقعت معجزة، وأنه لا يجب أن نكذب على أنفسنا بتوقع سيناريو مختلف، مشيراً إلى أن الذين يعتقدون أن ترشح الرئيس مجدداً مسألة صعبة، بالنظر إلى وضعه الصحي ينسون أو يتناسون أن الرئيس كان في وضع صحي مشابه سنة 2014، ولم يمنعه ذلك من الترشح والحصول على فترة رئاسية رابعة، فما الذي يمنع من تكرار ذلك سنة 2019.
وتولى الرئيس الجزائري (81 عاما)، سدة الحكم في الجزائر عام 1999