القتل الغامض للمصريين في لندن مستمر.. والسندريلا وأشرف مروان الأشهر

أعاد الحادث الغامض للعثور على جثة شاب مصري يدعي عادل حبيب ميخائيل محروقًا في عقار سكني في منطقة كرينلي جاردنز في ساوثهول، بالعاصمة البريطانية لندن إلي الأذهان الحوادث الغامضة لقتل المصريين في لندن، والتي مازالت التحقيقات مستمرة فيها رغم مرور سنوات، لم يعلن عن أي مسئول عنها.

وعٌثر أمس الاثنين على جثة شاب مصري محروٌقا داخل إحدي العقارات السكانية، في ظروف غامضة، قالت الشرطة البريطانية أنها مازالت تحقق في ملابسات الحادث، وأنه تم القبض على رجل في العشرينيات من عمره يشتبه في في إضرامه النار بنية تعرض الحياة للخطر، وأنه تم إطلاق سراحه على ذمة القضية حتى تحديد تاريخ آخر في منتصف يونيو، وفقا لما ستسفر عنه التحقيقات.

شريف حبيب وشقيقته
شريف حبيب وشقيقته

«الغد» ترصد في التقرير التالي أربعة من أبرز حوادث القتل الغامضة للمصريين في لندن.

 

على شفيق.. مليون جنيه إسترليني ورأس تنزف

في صيف عام 1977 فاحت رائحة عفنة من شقة في شارع هارلي المتفرع بشارع أكسفود، وحين دخلت الشرطة البريطانية إلي الشقة، وجدت جثة على شفيق مدير مكتب المشير عبد الحكيم عامر، مضروبًا بآلة حادة قوية على رأسه سببت له نزيفا أفضي إلي موت، وبجوار جثته حقيبة بها مليون جنيه استرليني.

في مقال للصحفي عادل حمود نشرته جريدة الأهرام عام 2004 اسمه «كنت في لندن حين قتل شفيق»، قال فيه «إن ذلك في صيف سنة ‏1977،‏ وجدوه مضروبا علي رأسه بآلة حادة فجرت شرايين النزيف حتي فارق الحياة‏..‏ اكتشفوا الجريمة بعد 10 أيام من وقوعها‏، بعد أن فاحت رائحة عفنة من شقته في شارع هارلي المتفرع من شارع اكسفورد‏،‏ ويعرف ذلك الشارع الجانبي بشارع الأطباء‏،‏ ففيه عيادات مشاهير الأطباء البريطانيين في مختلف التخصصات‏، وقد وقعت الجريمة ليلا‏،‏ في وقت كانت فيه حفلة صاخبة في أكثر من شقة بالعمارة‏،‏ وأغلب الظن أن هذه الضجة كانت متعمدة كي لا يسمع أحد صراخه وهو يموت بتلك الطريقة البشعة‏، وهي الطريقة التي يصفي بها تجار السلاح من يخرج عنهم‏،‏ إن ذلك حدث أيضا مع تاجر سلاح مصري شاب‏، قتلوه ببوابة حديدية نزلت علي رقبته وهو يدخل ضيعة أحد بارونات السلاح في ضاحية من ضواحي مدريد»‏.‏

ويواصل حمودة في مقاله الذي يسرد فيه تفاصيل مقتل شفيق «كان إلي جوار جثة الضابط المصري السابق حقيبة بها نحو مليون جنيه استرليني‏،‏ وهي إشارة الي أن هدف القتل لم يكن السرقة‏، كان قتلا لمجرد القتل‏،‏ نوع من تصفية حسابات داخلية في احدي شبكات السلاح‏،‏ كأنهم يقولون في رسالة مكتوبة بالدم‏:‏ إن المال لا يهم‏..‏ المهم عدم الخيانة‏..‏ والفوز بصفقة بعيدا عن الشبكة‏»،‏ وهو ما فعله علي شفيق‏، بحيث يروي حمودة أنه ‏باع سرا صفقة سلاح لفصيل من الفصائل اللبنانية وتصور أن لا أحد سيعرف بما فعل‏، وأنه سينجو بفعلته‏ لكن‏‏ صدرت الأوامر لاثنين من أقرب أصدقائه في الشبكة أن يذهبا إليه ويتناولا كأسا ثم يتخلصا منه‏ وهو ما حد.

‏وبرغم أن الجريمة وقعت علي أرض بريطانية‏، فإن شرطة سكوتلانديارد لم تجد في الجريمة ما يغري بمواصلة التحقيق فيها‏..‏ فأغلقت الملف وقيدتها ضد مجهول‏.‏

كان شفيق قد ترك مصر واتجه إلي لندن بعد اعتراض عبد الحكيم عامر على زواجه من نجمة التمثيل والغناء مها صبري، خاصة بعد قرار الرئيس جمال عبد الناصر باعتقال كل دفعة 48 العسكرية وتقديمهم إلي المحاكمة على أعقاب نكسة 67، فحول على شفيق نشاطه من الرجل الثاني في مكتب المشير إلي تجارة السلاح.

ورغم أهمية الشخص، ووقوع الجريمة على أرض بريطانية إلا أن شرطة سكوتلانديارد لم تجد ما يغري بمواصلة التحقيق فيها، فأغلقت الملف وقيدت القضية ضد مجهول.

قائد الحرس الجمهوري.. أول من سقط من شرفات لندن

الحكاية الثانية في قصص القتل الغامضة للمصريين في لندن، هي قصة قتل رئيس الحرس الجمهوري الأسبق الليثي ناصف، الذي سقط من الدور العاشر في عمارة ستيورت تاور، صباح يوم 24 أغسطس سنة 1973.

ولد ناصف عام ‏1922‏ وتخرج في الكلية الحربية عام‏1940، واختاره الرئيس جمال عبدالناصر عقب ذلك لتأسيس وقيادة الحرس الجمهوري تقديرا لثقته فيه‏،‏ وكلفه الرئيس أنور السادات بالقبض علي رموز النظام في‏15‏ مايو‏1971,‏ الذين سماهم مراكز القوي‏،‏ وذلك بعد أن أقسم أمامه يمين الولاء للشرعية‏.‏

الليثي ناصف
الليثي ناصف

 

في حوار لزوجة الليثي ناصف مع الكاتب الصحفي عادل حمودة، قالت فيه «بعد أن استقر أنور السادات في السلطة بنحو السنة‏،‏ منح الليثي ناصف رتبة فريق وأخرجه من الحرس الجمهوري وعينه مستشارا عسكريا في رئاسة الجمهورية‏، وظل في موقعه الذي كان بلا سلطة فعلية حتي ابريل عام‏1973، ‏ وفي ذلك الوقت عين سفيرا في الخارجية ورشح للسفر الي اليونان‏..‏ لكن‏..‏ قبل أن يتسلم عمله في أثينا سافر الي لندن للعلاج‏، وبواسطة محمود نورالدين‏،‏ الذي كان موظفا في السفارة المصرية هناك‏,، قبل الانقلاب علي أنور السادات‏،‏ وتشكيل تنظيم ثورة مصر فيما بعد‏،‏ سكن في الدور العاشر من ستيورت تاور‏،‏ وهناك كان المسرح مجهزا لما هو قادم»‏.

وأضافت زوجة ناصف «‏في ذلك الصباح الأخير‏،‏ استيقظت‏ وتناولت الإفطار مع زوجي، وفي الساعة التاسعة تقريبا قام لدخل الحمام‏، وكانت هذه هي المرة الأخيرة التي رأيته فيها حيا‏،‏ فعندما تأخر في الخروج من الحمام،‏ طرقت الباب ثم فتحته فلم أجده، تصورت أنه خرج ليتمشي كعادته، لكني عقب ساعتين‏ فوجئت بطرق علي الباب من ضابطا من الشرطة البريطانية‏ يبلغني أن زوجي سقط من دور مرتفع بعد أن أصيب بدوار أفقده الوعي».

لم تقتنع الزوجة بالرواية الرسمية بحسب ما قالت لحمودة في حواره معه، حيث أوضحت أن النافذة كانت مغلقة، وأمامها صالة كانت تجلس فيها هي وابنتها، كذلك فإن الشبشب كان في قدميه وهو يرقد علي الأرض‏،‏ لم يخرج من قدميه وهو يسقط من كل هذا الارتفاع‏.

BONNsKRCUAAHJXG

يقول حمودة في كتابه «الأيام الأخيرة للسادات»، «سيطرت علي الزوجة فكرة واحدة لم تستطع أن تتخلص منها حتي ماتت‏،‏ وهي أن زوجها قد قتل‏،‏ وان القاتل دخل بنسخة أخري من المفتاح ليلا وهم نيام واختبأ في دولاب في انتظار اللحظة المناسبة‏،‏ وهي لحظة خروجه من الحمام إلي حجرة النوم،‏ في تلك اللحظة خرج القاتل من مخبئه وسارع بوضع كمامة من المخدر علي أنفه وهو يكتم بيديه فمه‏، ثم فتح باب السلم الخلفي وخرج وهو يجره بهدوء‏، وبعد أن تخلص منه ألقي به في عرض الطريق حتي يبدو الحادث كما وصفته الرواية الرسمية‏».

عقب ذلك نفي الدكتور مصطفي الفقي الذي كان دبلوماسيًا في لندن وقتها، أن يكون ما حدث لليثي جريمة مدبرة، وقال إن رغبة الأسرة في دفن الرجل حرمت البوليس الإيطالي من مواصلة التحقيق، وأغلقت القضية بعد أن قٌيدت ضد مجهول.
أشر ف مروان.. هل تم دفعه من الشرفة؟

في عام 2015، نشرت صحيفة الجارديان تقريرًا يضم تفاصيلًا جديدة عن حادث مقتل أشرف مروان ووصفته بأعظم جاسوس في القرن العشرين، إذ أخذ مع موته كل أسراره الغامضة، وحتى الآن لا أحد يعرف إن كان عمل لصالح مصر أو إسرائيل.

280px-Ashraf_Marwan

ولد مروان في عام 1944 لأب كان ضابطا بالجيش. حصل على بكالوريوس العلوم في عام 1965 وعمل بالمعامل المركزية للقوات المسلحة ثم دخل إلي بيت الرئيس جمال عبد الناصر عبر زواجه من ابنته مني، وعُين مساعدًا له، في سنة 1970 أصبح المستشار السياسي والأمني للرئيس الراحل أنور السادات وذلك بعد وفاة عبد الناصر. ترأس الهيئة العربية للتصنيع بين عامي 1974 و1979، وتوجه إلى بريطانيا بعد تقاعده كرجل أعمال وتوفي فيها في 27 يونيو 2007.

ولا أحد يعرف حتي الآن أسباب وفاة مروان بالرغم من وجود شهود عيان، هم جوزيف ريباسي وعصام شوقي ومايكل باركرست وجون روبرتس، اللذين كانوا يعملون في إحدى شركات مروان، وكانوا ينتظرون رئيسهم للانضمام إليهم، بعدما قال إنه سينزل من شقته بعد قليل، صباح يوم 27 يونيو 2007، إلا أنه سقط من شرفة شقته، ومات دون معرفة السبب.

وفي تقرير صحيفة الجارديان الذي نشر في سبتمبر من العام الماضي، قالت فيه إن «الفحص بعد الوفاة كشف أن أشرف مروان كان يتعاطى مواد مضادة للاكتئاب، وإنه كان يعاني ضغطا عصبيا كبيرا، حيث فقد 10 كيلوجرامات من وزنه في شهرين، ولكن مع ذلك هناك أسبابا تجعل الانتحار أمرا مستبعدا أيضا، حيث كان يجهز ليسافر إلى نيويورك لمقابلة محاميه في نفس اليوم الذي وقعت فيه الوفاة، وكان يخطط لعطلة هو وزوجته منى عبدالناصر وأحفاده الخمسة»،وقال الطبيب الشرعي، وليام دولمان، «إن مروان كان لديه أسبابا ليعيش، ولم يكن هناك دليلا على اضطراب نفسي أو عقلي، لكن ليس هناك أدلة أيضا على إنه قتل».

3000

وبحسب ما نقلت الصحيفة عن زوجة مروان فإنه قال لزوجته «أن لديه الكثير من الأعداء، وكان يفحص الأبواب والنوافذ في منزله يوميا»، وأيضًا هناك لغز آخر يحير العائلة وهواختفاء النسخة الوحيدة من مذكراته والشرائط التي كان يسجل عليها النصوص التي كان يكتبها، الأمر الذي يعتبر دليلا في حادث وفاته.

ونقلت الصحيفة عن محللين، إن مروان كان يعمل لصالح عدة أجهزة مخابرات، منها المصرية والإسرائيلية والإيطالية والبريطانية والأمريكية، فهل كان ينوي الكشف عن أسرار تمثل حرجا لهذه الأجهزة.

وبحسب الصحيفة أيضًا فإن زوجة أشرف مروان، منى عبدالناصر، وابنة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كانت تعلم بعمل زوجها للموساد، وإنها واجهته بهذا، إلا أنه أنكر في البداية قبل أن يعترف بأنه يمرر فقط معلومات غير صحيحة.

مني عبد الناصر زوجة أشرف مروان
مني عبد الناصر زوجة أشرف مروان

وأهدي الكاتب الإسرائيلي أهارون بيرجمان، كتابه «حروب إسرائيل» إلي مروان، وهو ما علق عليه مروان قائلًا «كتاب بيرجمان قصة بوليسية غبية»، إلا أن بيرجمان قال بحسب الجارديان «إن تعليق مروان بالهجوم على الكتاب، وليس رفع قضية ضده، يعد اعترافا بأنه جاسوس إسرائيلي بالفعل».

على الجانب الآخر، نفي الرئيس الأسبق كل ما ورد عن كون أشرف مروان جاسوسًا وقال عنه إنه «كان وطنيا مخلصا وقام بالعديد من الأعمال الوطنية لم يحن الوقت للكشف عنها مشددا على انه لم يكن جاسوسا لإي جهة على الإطلاق».

 سعاد حسني.. لغز مقتل السندريلا لم يٌحل

حادثة أخري ووقعت في عاصمة الضباب لندن، بطريقة مشابهة لحادثتي مقتل الليثي ناصف وأشرف مروان، وهي الفنانة المصرية الكبيرة سعاد حسني، التي ذهبت إلي لندن وهي تعاني من حالة اكتئاب شديدة، وتوفيت بعد إلقاء جثمانها من شرفة نفس البناية التي كان يسكنها قائد الحرس الجمهوري الليثي ناصف «ستيوارت تاور».

Suad_Husni_2

لم تستدل التحقيقات في بريطانيا على القاتل، وبرغم مطالبات عائلتها المتكرر بفتح التحقيق من جديد وإعادة تشريح جثتها، لأن شقيقتها رأت كسرا في جمجمتها خلال تغسيلها لم يكن مثبتًا في تقرير الطبيب الشرعي، إلا أن التحقيقات لم تظهر أي جديد.

الرواية التي انتشرت عقب وفاتها هي أنها قتلت بيد المخابرات المصرية لأنها كانت تكتب مذكراتها، التي تضم بعض الأفعال غير الشريفة التي كان يطلبها منها صلاح نصر رئيس المخابرات في زمن عبد الناصر، وهو ما ذكره أيضًا كتاب صادر عن زوجة نصر اعتماد خورشيد، صُنف على أنه كتاب فضائحي، إلا أنها قالت فيه «أنها كانت تجند نجمات سينما في عمليات كانت تشرف عليها شخصية مهمة جداً بينهم رجال الرئيس حسني مبارك، ورفضت خورشيد في كتابها قصة انتحار سعاد حسني، وقالت «إن طيرانها من الشرفة اللندنية كان بفعل فاعل».

وإلي الآن بقي لغز مقتل السندريلا حائرًا دون حل، بين من يقولون أنها انتحرت نتيجة لحالة الاكتئاب التي كانت تمر بها، وبين الرافضين لهذا الطرح بينهم عائلتها، والتي دائمًا ما تؤكد أن موتها يحمل شبهات جنائية.

 

soad2

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]