قال مركز عبدالله الحوراني للدراسات والتوثيق، التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن أعداد الشهداء الفلسطينيين الذين استشهدوا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام 2015 حتى إعداد هذا التقرير، 347 شهيداً من بينهم 79 طفلاً و17 امرأة، وقد طغت سياسة الإعدام والقتل العمد للشبان والفتيات على الحواجز التي تقيمها سلطات الاحتلال و ولمنتشرة بحجج وذرائع واهية، حيث أعدمت قوات الاحتلال ما يزيد على 180 مواطناً على الحواجز دون تشكيل أية خطورة على جنود الاحتلال.
وأكد المركز، في تقرير خاص وثق فيه أبرز اعتداءات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني بمناسبة مرور عامين على اندلاع “انتفاضة القدس”، تصاعد عمليات الاعتقال ضد المواطنين الفلسطينيين، حيث بلغ عدد المعتقلين ما يقارب 15 ألف مواطن منذ اندلاع هبة القدس، من بينهم 5 آلاف حالة اعتقال من القدس وحدها.
ومن بين المعتقلين 4 آلاف حالة جرت في صفوف الأطفال (أقل من 18 عاما) ذكورا وإناثا، إضافة الى 370 حالة اعتقال لفتيات ونساء، كما صدر خلال الفترة المذكورة 3200 قرار بالسجن الإداري ما بين قرار جديد وتجديد اعتقال، دون تهمة وهي مخالفة لقواعد القانون الدولي.
وأضاف المركز أن سلطات الاحتلال لا تزال تحتجز جثامين 6 شهداء في ثلاجات، فيما أقدمت سلطات الاحتلال على دفن 4 شهداء في ما يسمى مقابر الأرقام لديها في مخالفة صارخة للقوانين والمعاهدات الدولية.
ووفق تقرير المركز، فإنة منذ أكتوبر/تشرين الأول عام 2015 لوحظ ارتفاعاً في سياسة هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية بالضفة الغربية بما فيها القدس، بحجج وذرائع مختلفة هدفها تنفيذ عقوبات جماعية بحق المواطنين. حيث تم هدم 1572 منزلاً ومنشأة، منها 663 بيتا سكنيا، و909 منشآت زراعية وصناعية وتجارية، أدت إلى تشريد عائلات بأكملها وإلحاق أضرار اقتصادية جسيمة على المواطنين الفلسطينيين، بالإضافة إلى هدم وتفجير 41 بيتاً تعود لعائلات شهداء وأسرى ممن تتهمهم دولة الاحتلال بتنفيذ عمليات ضدها وذلك ضمن سياسة العقاب الجماعي.
وقال المركز إن الجموع الشعبية التي خرجت للشوارع لتعبر عن رفضها للاحتلال في الأول من أكتوبر/تشرين الأول من العام 2015 لم تكن وليدة اللحظة، بل سبقها جرائم واعتداءات وإجراءات احتلالية وحشية على الأرض أدت إلى اندلاع الهبة الشعبية والتي عرفت بـ “هبة القدس” في كافة أرجاء الضفة الغربيةـ وأراضي 1948، على حدود قطاع غزة المحاصر، رفضا للاحتلال وممارساته بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وأضاف المركز، أن ابرز هذه الجرائم والانتهاكات والممارسات الاحتلال، كانت عندما أقدم مستوطنون، في شهر يوليو/تموز من العام 2015 الى إحراق عائلة ( دوابشة) في قرية دوما بمحافظة نابلس، واستشهاد ثلاثة من أفراد العائلة، وتعرض المسجد الأقصى المبارك إلى هجوم وحشي من قبل جنود الاحتلال ومستوطنيه، تحول خلالها الأقصى إلى ساحة حرب حقيقية من خلال إطلاق القنابل الصوتية والغازية والرصاص المطاطي تجاه المصلين والمرابطين، ما أدى إلى اندلاع أكثر من حريق داخله وإلحاق خسائر كبيرة فيه، كما استمرت اقتحامات المستوطنين في عام 2015 بشكل شبه يومي وتم منع المسلمين من دخول الأقصى في أوقات معينة، في خطوة لتقسيم المسجد الأقصى زمانياً وبشكل ممنهج لتهويد مدينة القدس.
وأشار التقرير إلى قيام دولة الاحتلال خلال العامين الماضيين بانتهاكات جسيمة طالت كافة مناحي الحياة للمواطن الفلسطيني، حيث تم نصب الحواجز ومحاصرة البلدات والقرى، وتقييد حركة المواطنين من خلال تقطيع أوصال الضفة الغربية والقدس بأكثر من 472 حاجزاً ، والاستمرار بعمليات الإعدام على الحواجز، وعمليات الاعتقال وترويع المواطنين ومصادرة الأراضي وهدم المنازل وتشريد مئات المواطنين.
