ما هي إلا أيام قليلة وينقضي عام 2019 عن أكثر من 2 مليون فلسطيني يقطنون في قطاع غزة، والذى يُعد أكبر سجن في العالم، و يستقبل 2020 باستمرار الحصار الإسرائيلي منذ 13عاما والانقسام الفلسطيني الداخلي.
ورأى مراقبون فلسطينيون في أحاديث لقناة “الغد “، أن قطاع غزة الذى ودع 362 فلسطينيا استشهدوا في مسيرات العودة السلمية منذ الـ 30 من آذار/مارس العام المنصرم و حتى نشر هذا التقرير، يودع عام 2019 دون أن يتحقق أي هدف سوى القليل من الامتيازات الصغيرة، وأن2020 لن يحمل حلولا جذرية للقضية الفلسطينية .
حالة من الانفصال
وقال الكاتب و المحلل السياسي هاني حبيب: “لا جديد خلال العام 2019 فيما يتعلق بالقضية الوطنية الفلسطينية والعام الحالي كما الأعوام السابقة من حيث عدم التوصل إلى أي قضية مركزية من شأنها أن تنشئ تحولا حقيقيا في القضية الفلسطينية”.
وحول ملف الانتخابات والآمال التي علقت عليه قال حبيب: “كان هناك رهان للدعوة لانتخابات فلسطينية خصوصا للمجلس التشريعي قد تنشئ شيئا جديدا يزيل العقبات أمام المصالحة الفلسطينية، إلا أنه وبكل أسف لم تنجح القيادة السياسية في استثمار هذه الدعوة لتجاوز حالة الوضع الراهن وهو الانقسام، وبالعكس من ذلك تعززت الكثير من الشروط التي تنشئ حالة من الانفصال.
ولفت حبيب إلى أن سلطات الإحتلال نجحت في فرض سياستها على القطاع في إطار ما يسمى “هدوء مقابل هدوء” على الرغم من الحديث عن هدنة طويلة الأمد، في المقابل كان هناك فشل في معالجة الوضع الكارثي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي في قطاع غزة، علما أن معدل النمو الاقتصادي والمالي الصعب في العام 2019 بلغ صفرا، وذلك في ظل وجود 380 ألف عاطل عن العمل، و220 ألف خريج بدون وظائف، وفق ما ذكرته جمعية رجال الأعمال في قطاع غزة.
2020 والمراوحة السياسية
ورأى الكاتب فتحي صباح، أن عام 2020 سيبقى يراوح مكانه سياسيا، و أنه لن يكون هناك جديد على صعيد المفاوضات وأي حل للقضية الفلسطينية، لأنه لا أفق لذلك، وأيضا لمسيرات العودة وهذا ما لا نتمناه، أما على صعيد التهدئة ربما تستمر بنفس الشروط و الكيفية التي سارت بها في الأعوام الأخيرة.
وأوضح صباح أن عام 2019 لم يحمل أي جديد، و ربما الاختراق الوحيد الذى حدث هو موافقة حركة حماس على شروط الرئيس محمود عباس لتنظيم انتخابات جديدة، هذه الانتخابات أيضا مع اقتراب نهاية العام تضاءل الأمل في تنظيمها بالمدى المنظور، وإن تم تنظيمها لن تكون قبل تموز- يوليو عام 2020، وربما لن تُنظم أبدا.
ولفت صباح إلى أن قطاع غزة في عام 2019 كان مليئا بالألم، كونه شهد أكثر من عدوان إسرائيلي أودى بحياة عدد كبير من الشهداء و الجرحى، وكذلك مسيرات العدوة استمرت دون أن تحقق أي أهداف سوى القليل من الامتيازات الصغيرة، وفي كل الأحوال 2019 كان عاما مليئا بالهموم و الأحزان على قطاع غزة.
وتابع حديثه: “كل شيء سيبقى على مكانه طالما أن الحكومة الإسرائيلية ماضية قدما في كل إجراءاتها من تهويد للضفة الغربية و مدينة القدس المحتلة ومحاصرة قطاع غزة ورفض إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه ، وطالما بقيت القيادة السياسية في السلطة الفلسطينية والفصائل لا تبادر وغير قادرين على فعل أي شيء وستبقى الأوضاع تراوح مكانها”.
ويعاني فلسطينيو غزة من الفقر والاكتظاظ السكاني، بالإضافة إلى حصار جوي وبري وبحري خانق تفرضه إسرائيل على القطاع، مما تسبب بأضرار شديدة بالسكان المدنيين.
وواصلت الحكومة الإسرائيلية فرض قيود صارمة وتمييزية على الفلسطينيين، وتقييد حركة الأشخاص والبضائع من قطاع غزة وإليه.
ويعاني 2 مليون فلسطيني من أزمة كهرباء مستمرة ومتنامية، حيث أدى الإمداد المحدود للكهرباء في غزة إلى الإضرار بإمدادات المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي وعمل المستشفيات، وفق ما ذكرته شركة الكهرباء في قطاع غزة.
وتسبب الحصار والمنع من السفر لعلاج المرضي بأزمة دوائية خانقة حيث ذكرت وزارة الصحة أن 52% نسبة العجز الدوائي بفعل الحصار وأن 1150 مريضا بالفشل الكلوي وزراعة الكلى لا تتوفر لهم “مثبطات الدم” و 60% من الأدوية المطلوبة لمرضى السرطان غير موجودة نتج عن ذلك 56 حالة وفاة بسبب عدم توفر العلاج بغزة العام الماضي.
