عباس: نمر بمرحلة سياسية خطيرة ونرفض صفقة ترامب
جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء الخميس، تمسكه بالشرعية الدولية وبمبادرة السلام العربية، مبديا استعداده لعقد مؤتمر دولي للسلام تحت مظلة الأمم المتحدة، داعيا للشروع في حوار وطني شامل لإقرار آليات لإنهاء الانقسام.
وأكد عباس، خلال كلمة له أمام اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية برام الله وبيروت، على رفض القيادة الفلسطينية أي وساطة أمريكية قائلا: “لن نقبل بالولايات المتحدة وسيطا وحيدا للمفاوضات، لأن ما طرحته (صفقة القرن) ليس دولة”.
الشرعية الدولية
وأوضح الرئيس الفلسطيني، أن مبادرة ترامب مخالفة للشرعية الدولية ولقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة وحقوق الإنسان، وقال إن صفقة القرن هي صفعة، نحن قرأناها وهي فيها كلمة واحدة دولة فلسطينية للفلسطينيين بعد أن يثبتوا ولائهم بـ4 سنوات:
وأضاف، “قلنا لكل الوسطاء وما أكثرهم، يوميا هناك اتصالات ورسائل ومطالبات يريدون منا كسر الجمود الذي صنعته الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية وقالوا لنا (تعالوا نتفاوض ورفضنا التفاوض على الصفقة ورفضنا كل العروض، ونحن نريد شرعية دولية كاملة).
وتابع عباس: أمريكا لا تريد أي لقاء إلا بوجود الصفقة، ونحن لن نقبل ذلك أبدًا، والعالم بداية الصفقة أخذ بها وبعد شرح موقفنا وبعد جهود خارقة مع كل دول العالم.. جميع الدول وقف معنا ضد الصفقة ومخططات الضم، و33% من الضفة وفق الصفقة لا نقبلها، ولا يمكن لأي فلسطيني أن يقبلها وأنا أتحدى أي فلسطيني يقبل بذلك”.
صفقة القرن
وأكد الرئيس عباس، أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة شديدة الخطورة في ظل صفقة العصر “القرن” ومخططات الضم الاستيطانية، والقيادة الفلسطينية ستتسمر في الحفاظ على الحقوق الفلسطينية مهما بلغ الثمن وعظمت التضحيات.
رفض
وجدد رفضة لصفقة القرن و مخططات الضم، قائلا: “لقد رفضنا صفقة القرن وقطعنا علاقتنا بالإدارة الأمريكية حين أعلنت القدس عاصمة للاحتلال ونقلت سفارتها إليها، ولم ولن نتراجع عن مواقفنا وسنبقى متمسكين بها، اتخذنا في شهر 5 الماضي قرارا واضحا أنه في حال أعلن عن خطة الضم سنقول لهم تفضلوا وتحملوا مسؤولياتكم كاملة، وأكدنا على نرفض استلام أموالنا وفق الاتفاقات السابقة التي تحللنا منها ودول عربية لم تف بالتزاماتها معنا.
واستطرد قائلا “قلنا للجميع إذا نفذت حكومة الاحتلال الإسرائيلية أي من مخططات الضم ولو على سنتميتر واحد من أرضنا المحتلة منذ عام 1967 فستكون حكومة الاحتلال ملزمة بتحمل المسؤوليات الكاملة في دولة فلسطين كقوة احتلال وفق للقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة”.
ضغوط اقتصادية أمريكية
وأوضح أن السلطة طلبت قروضاً ماليه من جميع الدول لكن “الفيتو” الأمريكي منعنا من ذلك، ونرفض استلام أموال المقاصة وفق الاتفاقات السابقة، وأرض فلسطين مليئة بالفلسطينيين وكانوا يقصدون أن يمحوا الفلسطينيون عن أرض فلسطين وعانينا الكثير لإثبات وجودنا.
وهذه المواقف ترتب عليها أزمات اقتصادية وغيرها وتم وقف تحويل المقاصة ، و الاحتلال يسرق أموالنا باستمرار، وزادت الضغوط علينا وعلى الدول العربية منذ بداية العام حتى أن هذه الدول لم تفي بالتزاماتها المالية معنا.
الوحدة الوطنية
وشدد الرئيس عباس، على أهمية لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية قائلا: “إن هذا اللقاء وطني تاريخي، و نجتمع اليوم على قلب رجل واحد لكي نتعاون ونتكاتف في القيام بواجبنا الوطني الجامع ، و نجتمع اليوم لأننا شعب واحد قضيته واحدة وتجمعنا فلسطين والقدس .
وأضاف، نلتقي اليوم لكي نتحرك بموقف سياسي موحد يفتح الطريق لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وبناء شراكة وطنية من خلال الانتخابات العامة الرئاسية والتشريعية، موضحا، أن منظمة التحرير ستبقى الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وتطرق الرئيس عباس إلى الحديث عن جائحة كورونا في قطاع غزة قائلا:” غزة تعاني كثيرًا وغدًا وفد وزاري سيذهب للقطاع ومعه 20 شاحنة من الأدوية التي يحتاجون إليها في مواجهة كورونا.. لأن لديهم حصار ونقص في أمور كثيرة ومن واجبنا ما يتوفر لدينا أن نقتسمه معهم وهذا ما سيحصل غدا”.
ودعا الرئيس عباس الشعب الفلسطيني للالتزام بتعليمات الصحة ونلاحظ هذه الأيام ازدياد الإصابات في كل مكان بالأراضي الفلسطينية، في الموجة الأولى لم يكن لدينا أكثر من 80 مصابًا والآن لدينا بالآلاف، لأنه بصراحة لا يوجد التزام ، ما نريده ارتداء الكمامة وتبتعد بالمسافة وأن لا يكون لقاءات كالأفراح والأحزان وليس لها ضرورة الآن.