عبد الحميد الرياحي يكتب: جامعة العرب لم تمت.. إنها «حيّة تسعى» !

 

انتقد الكاتب الصحفي التونسي عبد الحميد الرياحي، رئيس تحرير صحيفة الشروق، مواقف جامعة الدول العربية، من القضايا والأزمات العربية، ويحمّلها مسؤولية  تدهور الأوضاع وتدخل قوى خارجية في الشئون العربية ، وتدمير دول عربية كبرى، العراق وسوريا، وتيسير العدوان عسكريا على ليبيا التي سقطت في دوامة الفراغ السياسي والأمني.

 

ويرى الرياحي، أن الجامعة العربية حين استفاقت مؤخرا من سباتها أو ربما بعثت من قبرها ،أصدرت بيانا مليئا بـ«التحفظ» و«القلق» بسبب اتفاق التسوية في داريا السورية بين السلطة والمعارضة. فهي لم تر الحالة التي تردت فيها شعوب العراق وسوريا وليبيا بسبب تخاذل أعضائها وتواطئهم مع قوى العربدة والاستكبار الدولي التي ارتكزت على بيانات الجامعة ومواقفها المخزية.

 

ويقول الكاتب، في مقاله المنشور اليوم الثلاثاء ، بصحيفة الشروق التونسية، إن  البيان الذي أصدرته الجامعة لم يتضمن اعترافا بالذنب وبخطيئة الدهر في حق هذه الشعوب وفي حق الأمة وذلك أضعف الايمان، بل كان على الجامعة التي ـ قصفت ـ سوريا وقصفت الشعوب العربية بهذا البيان المخجل، أن تصدر على الأقل بيانا يشجع هذه الاتفاقات والمصالحات بما يسهم في تقريب ساعة الفرج والخلاص لبلد عربي ولشعب عربي، ويتضمن استعدادا لدعم الدولة السورية ورفد جهودها في اعادة إعمار ما دمرته الحرب الكونية التي شنت على البلد بإيعاز إن لم نقل بدعم وتشجيع ممن يفترض أنهم «جامعة العرب».. و«أصدقاء سوريا»!

 

نص المقال:

الجامعة العربية التي خلناها ماتت وشيعت الى مثواها الاخير ما تزال حيّة تسعى.. بل وتصدر بيانات القلق والتنديد.. فهذه الجامعة دخلت في حالة سبات شامل او في حالة موت سريري منذ أن أصدرت بيانات واتخذت مواقف فتحت بها أبواب الجحيم على سوريا وليبيا (وقبلهما العراق) وهي دول عربية لحما ودما بل من ضمنها دول مؤسسة لهذه الجامعة..

 

هذه الجامعة استفاقت مؤخرا من سباتها أو ربما بعثت من قبرها لتصدر بيانا مليئا بـ«التحفظ» و«القلق» بسبب اتفاق التسوية في داريا السورية بين السلطة والمعارضة. فهي لم تر الحالة التي تردت فيها شعوب العراق وسوريا وليبيا بسبب تخاذل أعضائها وتواطئهم مع قوى العربدة والاستكبار الدولي التي ارتكزت على بيانات الجامعة ومواقفها المخزية لتشن عدوانا مدمرا على العراق أفضى الى اسقاط قيادته وتدمير دولته ومؤسساتها والى اغراق شعبها في جحيم ما يزال متواصلا حتى الآن… وكذلك لتشن عدوانا مدمرا على ليبيا أفضى الى اغتيال قيادتها وتدمير دولتها واغراقها في فوضى السلاح والجماعات الارهابية والتكفيرية بعلم الله وحده متى تتعافى منها الشقيقة ليبيا.

 

مواقف الجامعة كذلك أغرقت سوريا في أتون فوضى عارمة عندما عزلت نظامها وجمّدت عضويتها ودعّمت مؤتمرات «أصدقاء سوريا» التي دخلت تونس بقيادة البهلوان المرزوقي زفّتها .. هذه المؤتمرات التي جمعت كل المتآمرين على سوريا ووفرت المال والسلاح وعصابات القتل والتدمير التي زجّ بها في الجسد السوري لتعمل فيه تقتيلا وتخريبا وتدميرا بتعلات يدرك أعضاء الجامعة أنفسهم أنها تعلات واهية ومفبركة لتدمير سوريا واستنزاف جيشها واضعاف قيادتها تمهيدا لإخضاعها الى مشرط «التقسيم واعادة التشكيل».
البيان الذي أصدرته الجامعة لم يتضمن اعترافا بالذنب وبخطيئة الدهر في حق هذه الشعوب وفي حق الأمة وذلك أضعف الايمان.. ولم يتضمن موقفا يسهم في كشف المؤامرة وتعرية المتآمرين بعد أن انكشف وبان كل شيء..

 

البيان لم يتضمن اعتذارا للشعب السوري وللرئيس السوري حتى بعد أن أصبح ألدّ أعدائه مثل تركيا يؤكدون أنه رئيس شرعي، وأنه جزء من الحل، وأنه الضامن لوحدة سوريا في هذه المرحلة ولنجاتها من مؤامرة التقسيم التي تستهدف جل دول الاقليم بما فيها تركيا وحتى دول عربية من الدول التي تصب الزيت على نار الحرب السورية..

 

بيان الجامعة نسي كل هذا وقفز على كل هذا ليأتي معبأ بعبارات «التحفظ والقلق» من اتفاق «داريا» الذي أبرمته السلط السورية مع المعارضة… والذي تضمن اخراج المقاتلين مع عوائلهم الى محافظة ادلب وتسوية أوضاع من يريد منهم القاء السلاح والعودة الى حضن الوطن. كما تضمن اقامة مخيمات لاحتضان السكان المدنيين وايوائهم مؤقتا في انتظار اعادة اعمار المدينة التي دمرت بنسبة 80 ٪ بفعل الاعمال العسكرية، والتي تصبح ازالتها واعادة بنائها أقل كلفة من اعادة اعمارها.
كان على الجامعة التي ـ قصفت ـ سوريا وقصفت الشعوب العربية بهذا البيان المخجل، أن تصدر على الأقل بيانا يشجع هذه الاتفاقات والمصالحات بما يسهم في تقريب ساعة الفرج والخلاص لبلد عربي ولشعب عربي.. ويتضمن استعدادا لدعم الدولة السورية ورفد جهودها في اعادة إعمار ما دمرته الحرب الكونية التي شنت على البلد بإيعاز إن لم نقل بدعم وتشجيع ممن يفترض أنهم «جامعة العرب».. و«أصدقاء سوريا»!

 

 

 

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]