عبد الحميد الرياحي يكتب: ماذا تريد فرنسا من سوريا؟

يرى المحلل السياسي والكاتب التونسي، عبد الحميد الرياحي، رئيس تحرير صحيفة الشروق، أن موقف فرنسا من سوريا يثير الشكوك، وقد ازداد الموقف الفرنسي تشنجا وتخبطا، مع انتصار الإرادة السورية وانكسار الجماعات الارهابية المتطرفة في حلب.. فماذا تريد فرنسا من سوريا؟

ويشير الكاتب في مقاله المنشور بصحيفة الشروق التونسية، إلى الأيام الأخيرة التي أعقبت انتصار الجيش العربي السوري وانهيار الجماعات الإرهابية، التي كانت تزرع الرعب والخراب في حلب الشرقية، حيث سارعت باريس إلى عرض مشروعي قرارين على مجلس الأمن،  ورغم أن مساعيها اصطدمت بصخرة الفيتو الروسي والصيني، فإنها تصرّ على معاودة الكرّة رغم يقينها بأنها سوف تتلقى نفس المصير.

ويقول الرياحي، من يستعرض أداء فرنسا واندفاعها لتأجيج الحريق السوري يدرك بسهولة أن احباطها الكبير والمدوّي هو الذي بات يحكم سلوكاتها وهي ترى نفسها تخرج من الأزمة بخفي أصغر طفل سوري في حلب.. وترى كل رهاناتها تنهار لتجد نفسها على هامش الأحداث بلا حول ولا قوة ولا غنائم.

ويصل الكاتب إلى التساؤل الأخير: ماذا بقي لفرنسا وهي التي لم تتخلص حتى الآن من عقدة احتلالها لسوريا؟ ويجيب قائلا: بقي لها أن تحاول العودة متدثرة برداء حرية وديمقراطية مزعومتين، ومتخفية في رداء جماعات تكفيرية لا تؤمن أصلا بحرية ولا بديمقراطية عقدت معها زواج متعة لتتخذها مطية للحصول على مواطئ قدم على أرض الشام التي لفظتها قبل عقود.

نص المقال :

ماذا تريد فرنسا من سوريا؟ سؤال ملح ما فتئ يطرحه أداء الحكومة الفرنسية ومواقفها الموغلة في الحقد والعدائية منذ بدايات الأزمة.. ومع انتصار الارادة السورية وانكسار الجماعات الارهابية المتطرفة في حلب ازداد الموقف الفرنسي تشنجا وتخبّطا وازداد معه السؤال الحارق إلحاحا: ماذا تريد فرنسا من سوريا؟

على مدى الأيام الأخيرة التي أعقبت انتصار الجيش العربي السوري وانهيار الجماعات الارهابية التي كانت تزرع الرعب والخراب في حلب الشرقية سارعت باريس إلى عرض مشروعي قرارين على مجلس الأمن. ورغم أنها في كل مرة تتلقى صفعة مدوية حين تصطدم مساعيها بصخرة الفيتو الروسي والصيني، فإنها تصرّ على معاودة الكرّة رغم يقينها بأنها سوف تتلقى المزيد من الصفعات… بحكم وجود روسيا والصين في مجلس الأمن وبحكم امساك موسكو بالخصوص بزمام المبادرة في الأزمة السورية منذ تدخلها العسكري على الميدان والذي قلب الموازين رأسا على عقب ووفر للجيش السوري فرصة كسر شوكة الارهاب واسقاط المؤامرة الكبرى التي اريد لها ان تنطلق من حلب بعد اسقاطها في يد الجماعات التكفيرية.

هذا السلوك الفرنسي المثير للدهشة والاستغراب يشي بنوع من الاحباط تمكّن من صانعي القرار في باريس بعد ان ظلوا على مدى سنوات الأزمة يقبضون مليارات الدولارات من بلدان خليجية ضالعة في الحريق السوري… ويوزعون الوعود والوعيد بإسقاط النظام السوري… ويجمعون الحطب مع الجامعين ويغضّون الطرف عن تسرّب مئات الفرنسيين إلى الداخل السوري… كما ظلوا يستعملون قوتهم ونفوذهم لسنوات بغية مزيد خنق سوريا وتقريب ساعة انهيار جيشها وسقوطها لقمة سائغة على موائد الارهابيين وداعميهم الاقليميين والدوليين.

ومن يستعرض أداء فرنسا واندفاعها لتأجيج الحريق السوري يدرك بسهولة أن احباطها الكبير والمدوّي هو الذي بات يحكم سلوكاتها وهي ترى نفسها تخرج من الأزمة بخفي أصغر طفل سوري في حلب… وترى كل رهاناتها تنهار لتجد نفسها على هامش الأحداث بلا حول ولا قوة ولا غنائم… فهذه روسيا تضبط ايقاع الأحداث ما بعد انتصار الجيش السوري في حلب وسقوط المؤامرة الكبرى التي كانت تستهدف سوريا الدولة والكيان والدور. وهذه الصين ترفد الدب الروسي في سياق المعركة المشتركة في سبيل ارساء نظام دولي متعدد الأقطاب. وهذه أمريكا تنتظر مجيء رئيس جديد يتوعد بدوره بوضع اليد في يد الرئيس الروسي لتحطيم رؤوس الدواعش وهذه تركيا تبحث لها عن قارب نجاة أو صفقة تنجيها من حريق كبير بدأت نذره تظهر للعين المجردة. وها هو الكيان الصهيوني ومعه المراهنون من العرب على سقوط سوريا يكرّرون الصياح والنواح وقد رأوا كل أحلامهم تنهار.

ماذا بقي لفرنسا وهي التي لم تتخلص حتى الآن من عقدة احتلالها لسوريا والتي انتهت بدرس مذلّ تلقته من المقاومة السورية ومن الجيش السوري الذي كنسها ببطولات رجاله ونسائه؟ بقي لها أن تحاول العودة متدثرة برداء حرية وديمقراطية مزعومتين.. ومتخفية في رداء جماعات تكفيرية لا تؤمن أصلا بحرية ولا بديمقراطية عقدت معها زواج متعة لتتخذها مطية للحصول على مواطئ قدم على أرض الشام التي لفظتها قبل عقود.

وحتى هذه فلن تظفر بها.. لأن الشعب السوري الذي كنسها في مرحلة أولى.. عاود كنسها هذه المرة من خلال كنس عملائها واحراق كل أوراقهم واوراقها.. فلتبحث لها عن مجلس أمن آخر يمرر لها قراراتها.. أما هذا المجلس فلا حظ لها فيه ما دامت روسيا والصين دولتين دائمتي العضوية فيه.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]