لا أتصور أن العرب اكتشفوا مؤخرا، أن الولايات المتحدة الأمريكية، لا تعترف بأصول الصداقة مع العرب، وأن مصالحها في المنطقة تعلو على أية حسابات أخرى، ويرى الكاتب الصحفي المغربي عبد المنعم دلمي، رئيس تحرير صحيفة الصباح المغربية، ورئيس الاتحاد الدولي للصحافة الفرانكفونية، أن الموقف الأمريكي تجاه العالم العربي، عبر عنه مخطط «الفوضى الخلاقة»، بهدف تفجير المجتمعات والدول العربية، حتى يخلق منظومات جديدة.
وكتب دلمي في افتتاحية صحيفة الصباح:
لقد تأكد، بجلاء، موقف الولايات المتحدة الأمريكية المعادي للمغرب. وقد سجل الاجتماع الأخير لمجلس الأمن هذا التوجه الذي تتبناه واشنطن منذ سنوات.إن الموقف الأمريكي يحمل في طياته أبعادا إستراتيجية واسعة، فهو يدخل في إطار الاتجاه السائد في واشنطن تجاه العالم العربي، والذي يسمونه «الفوضى الخلاقة»، دون الأخذ بعين الاعتبار المعاناة الإنسانية.
إن هذا المنظور يهدف إلى تفجير المجتمعات والدول العربية، حتى يتأتى خلق منظومات جديدة، وهو ما أعلن عنه أوباما، صراحة، في خطابه الشهير بالقاهرة، على عهد حسني مبارك. لقد تم تفجير السودان والصومال، وبعدهما العراق وسوريا وليبيا، بطرق عسكرية، مباشرة أو غير مباشرة، ثم جاء الدور على تونس ومصر واليمن… وتظل الدول العربية الأخرى مستهدفة، وضمنها العربية السعودية. وحسب كتاب لهيلاري كلنتون، وحدها الجزائر غير واردة ضمن هذا المخطط.
إنها سياسة الإدارة الأمريكية، سواء كان الحكم بيد الحزب الديمقراطي أو الحزب الجمهوري. فالمبررات ستكون، كما هي اليوم، متعددة: حقوق الأقليات، وغياب الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وأيضا الحقوق التجارية…
سيجدون دائما مبررا لتمرير إستراتيجيتهم وفرض العقوبات. ويجب على المغاربة أن يعلموا ذلك جيدا، ويجب أن يكونوا واعين بأن الولايات المتحدة لا تريد بنا خيرا، فهي ليست صديقة أحد، بل صديقة مقاولاتها الكبرى فقط. إن المغرب يتطور إيجابيا في جميع الميادين، وحتى حين تقع عثرات بين الفينة والأخرى، فإن المجتمع المدني يكون سباقا إلى فضحها وإدانتها. وهذا أمر إيجابي. إن هذا التطور العميق يستجيب لانتظارات المغاربة، ويتم العمل على إنجازه من أجلهم، وليس إرضاء للولايات المتحدة الأمريكية.
إن مجتمعنا هو الذي يتطور، ولديه رغبة كبيرة في النمو والتطور بشكل عميق وسلمي.