عثمان توما.. رسام يواجه أزمات العراق بـ”الآيس كريم”

“أحب وطني العراق”.. لهذا السبب لم يستطع الشاب العراقي العشريني عثمان توما أن يسافر لأي دولة عن طريق الهجرة أو اللجوء، رغم ما فتحه له حظه من الموهبة من أبواب للعالمية، إلا أن كل ما يتمناه فقط أن “أموت في أرضي العراق”، هكذا تحدث إلى “الغد العربي” في حوار تلقائي وبسيط تماما كلوحاته التي تنتصر للبساطة والتلقائية.

في بغداد يعيش ويدرس بمعهد الفنون الجميلة، ويعمل موظفا بالقطاع العام، فاجأته الشهرة هذا العام، شهرة تخطت العراق الذي يحبه والوطن العربي الذي ينتمي له، لتجوب الآفاق وتكتب عنه كبريات الصحف الأوروبية والأمريكية، بعد لوحاته التي رسمها بــ”الآيس كريم”، إلا أنه لم يعبأ بها كثيرًا، فالموضوع ببساطة يكمن في الحب والشغف بالرسم والفن، حيث تذوب قطعة الأيس كريم على ورقة كان يرسم عليها بالألوان الجافة، وبسهولة يحولها إلى أدوات إضافية ليكمل رسمته، وتنشأ فكرة كتب لها النجاح والانتشار العالمي.

حينما سألناه: في لوحاتك الشهيرة التي نشرت على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الصحف العالمية والعربية، تبرز وجوه بسيطة للبشر والحيوان، تحتفي بالألوان الزاهية، إضافة إلى أن فكرة الرسم بـ”الآيس كريم” في حد ذاتها توحي بأن الفنان صاحب تلك اللوحات يحيا واقعا سلسا وهادئا.. هل يعد هذا هروبا من الواقع أم مواجهة له بواقع بديل؟  قال: الجواب هو للأسف هروب من واقع أعيشة أنا كمواطن عراقي، أحاول أن أخلق أي نمط حياة، بعيدا عن الظروف والأزمات التي نعيشها، فالرسم متنفس لي.

“لا أنتظر ردود فعل، لا للمتلقي العربي، ولا العراقي ولا الأجنبي، بل أرسم من مبدأ أنني مقتنع كل الاقتناع بالفكرة وبأسلوبي”.. على هذا النحو يفسر انتشار أعماله وتقبل ما يطرحه من أفكار، على نطاق واسع.

ولكنه يرى أن هناك سببا آخر للانتشار، فهو فنان ملتزم بما هو اجتماعي وعقائدي، يحب ألا يتجاوز الحدود أو “نشر أعمال مثيرة للجدل.. أنا شخص ملتزم بحدودي واحترم المتلقي، ولست ضد أن يتجاوز الفنان الحدود أو أن يمتلك أفكارا مثيرة للجدل”، الأمر يكمن في أنه لا يستند إلى مقولة “خالف تعرف”، خاصة في ظل ما نعيشه من تعدٍ على الفكر والمعتقدات والعقيدة، من منطلق الشهرة فقط وليس من منطلق المبدأ الشخصي، لهذا كنت ملتزما في أعمالي”.

سألناه عن الأعراف والأساليب الفنية، هل أنت مهتم بالحفاظ عليها أم مهتم بكسرها، أم أنها لا تشكل هاجسا أصلا؟ قال: أنا مع التطور وكسر الحواجز، ولكن بطريقة خلوقة تحترم عقل المجتمع، وبالنسبة لي لم أبحث بمجال كسر الحواجز، لأن أسلوبي بالرسم أشبه بأسلوب المصور الفوتوغرافي، وأنا من محبي المدرسة الانطباعية أو المدرسة التصويرية.

عثمان توما

الحديث عن اتجاهه لـ”الانطباعية والتصويرية” يأخذنا للبدايات، حيث أوضح أنه لم يكن يطلع حينها على المدارس الانطباعية والتصويرية، وبالكاد يعرف شيئا عنها، و”لكنه حبي وإعجابي بالفنان فان جوخ واطلاعي عليه، وهكذا عرفت أنه أسلوبه “انطباعي” وله سماته الخاصة، ومن ثم اطلعت على المدرسة الانطباعية وأحبيتها، ومع احترامي للمدارس الفنية، لم أجد فيها ما يلهمني، فقط المدرسة الانطباعية هي التي لفتت انتباهي”.

عثمان توما

لا يشارك الشاب الطموح حتى الآن في معارض فنية بالعراق، ويرجع أسباب عدم المشاركة لأن “أغلب المعارض والنشاطات تعود لأحزاب هدفها ليس الفن والنهوض بمجتمع مثقف، لكنها أهداف دعائية تخصهم وحدهم، لهذا السبب لم أشارك ولكن أملي بالله كبير أن افتتح معرضي الخاص بتمويل مني فقط”.

عثمان توما

وعن تجربته في عرض أعماله الفنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وما يعرف بـ”السوشيال ميديا”، قال إن عرض الأعمال بمواقع التواصل الاجتماعي أصعب بمراحل من عرض الأعمال بمعارض فنية خاصة، والسبب قلة متذوقي الفنون، على تلك المواقع، حيث تكون ردود الأفعال خارجة عن الأخلاق ولا يوجد أسلوب للتحاور ولكن في الوقت نفسه، تضمن تلك المواقع انتشارا أوسع وأسرع، أما المعارض الفنية يحضرها المتذوقون والفنانون وأصحاب المجال الفني، وهناك قد تطرح أعمالك في إطار هادئ وتستطيع الاستماع للانتقاد الحقيقي البنّاء.

ويفخر عثمان توما، بتفاعل الشعب العراقي والشعوب العربية مع أعماله، حيث قال إن الجمهور من المغرب ومصر ولبنان كانوا من أشد الفرحين، لأن فنانًا عربيًا استقطب إعجاب الفنانين الغربيين، حيثلفتت أعمالي أنظار العالم الغربي أولًا، ومن بعدها اشتهرت بالعالم العربي.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]