“عربات النار” هو اسم لمناورة عسكرية ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بهدف وضع سيناريوهات قتالية على جميع الجبهات التي يحتمل بها التصعيد، هذه المناورات وفق ما ذكره جيش الاحتلال تستمر شهرا كاملا.
وتشارك في المناورة أذرع الجيش كافة، وتشمل الجنود النظاميين في إطار حملة كاسر الأمواج، لمحاكاة سيناريوهات قتالية متعددة الجبهات والأذرع، جوا وبحرا وبرا وسيبرانيا.
وذكر مكتب رئيس وزراء الاحتلال، نفتالي بينيت، أنه ووزير جيشة بيني جانتس حضرا اليوم الثلاثاء، مناورة “عربات النار” التي يجريها الجيش حيث تم خلال زيارتهما استعراض سيناريوهات قتالية على جميع الجبهات.
وقال بينيت: “هذه المناورة تحاكي مواجهة متعددة الجبهات في آن واحد، لا نبحث عن مواجهة ولا نريدها ولكننا مستعدون لأي سيناريو كان، العدو يعلم إنه لو جرنا للمواجهة فهو سيدفع ثمنا أبهظ مما يستطيع تحمله، إسرائيل أقوى من كل أعدائها مجتمعين وسنكون دائما على أهبة الاستعداد”.
“عربات النار” وغزة
وحول التوقعات بشن عدوان غادر على غزة في ظل حالة التصعيد الإسرائيلية جراء مناورات “عربات النار”، قال المختص بالشأن الإسرائيلي جهاد ملكة: “لا أتوقع في الوقت الحالة عملية عسكرية إسرائيلية ضد قطاع غزة لانشغالها في العديد من الملفات الإقليمية”.
وأضاف ملكة، في حديث لقناة “الغد” والمناورات الإسرائيلية هذه عبارة عن رسائل، لأن قرار شن الحرب على غزة ليس بيد إسرائيل، بل هو قرار الولايات المتحدة الأمريكية ، كذلك الإدارة الأمريكية لديها انشغالاتها في ظل الحرب الروسية الأوكرانية ولس معنية أن يحدث توتر في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين”.
أما الكاتب و المحلل السياسي شرحبيل الغريب أوضح أن المناورة العسكرية هي الأكبر في تاريخ دولة الاحتلال، وأنها تحاكي سيناريو الحرب على عدة جبهات وسقوط صواريخ بأعداد هائلة من عدة جبهات رافقها تحليق مكثف للطائرات الحربية الإسرائيلية، لأن إسرائيل باتت تعيش رعب هذا السيناريو (حرب من عدة جبهات) في كل لحظة.
ولفت الغريب إلى أن تلك المناورات تتزامن مع ذكرى معركة سيف القدس التي تعد استثنائية ونوعية النتائج، و في ذكراها الأولى باتت إسرائيل تخشى سيف القدس 2 ، بعد أن فقدت هيبتها وتآكلت قوة الردع الإسرائيلية وباتت تدرك أنه لم يعد بإمكانها تحقيق أي معادلة إلى نصر جديدة أمام المقاومة في غزة.
مناورات متنقلة
وأوضح عامر عامر المختص بالشؤون الإسرائيلية، أن هذه المناورات تنتقل من منطقة لأخرى، تبدأ في الشمال ثم إلى الوسط ومن ثم للجنوب، في مراحل متعددة ومنوعة، ويمكن في لحظة معينة أن تتحول المناورة لمعركة حقيقة، خاصة أننا نعيش في حالة من العجز الإسرائيلي والغضب إزاء عمليات المقاومة.
وبيّن عامر في حديث لقناة “الغد”، أن الاحتلال يحاول أن يعطي إجابات بأنه يمكن أن يواجه على أكثر من جبهة، ويريد أن يستبق في ضوء المعطيات الميدانية الموجودة حاليا وحالة الإحباط والإرباك والعجز التي تواجهه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في الجبهة الفلسطينية وليس الجبهات الأخرى.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “بدأ الجيش هذا الأسبوع المناورة العسكرية واسعة النطاق “عربات النار” التي ستستغرق شهرًا كاملًا، لمحاكاة سيناريوهات قتالية متعددة الجبهات والأذرع، جوًا، بحرًا، برًا وسيبرانيًا”.
رصد سلوك الاحتلال
وأضاف بيان الجيش، حيث تشارك فيها قوات نظامية واحتياط من كافة القيادات، الأذرع والهيئات ووحدات الجيش، كجزء من التمرين، واعتبارًا من 9 مايو 2022 وخلال الشهر، ستكون هناك حركة نشطة غير اعتيادية لقوات الأمن، مركبات عسكرية ومدرعات، وطائرات، وسفن حربية.
وأعلنت قيادة الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية عن رفع حالة التأهب والجهوزية لكافة الأجنحة و التشكيلات العسكرية، بالتزامن مع إعلان الاحتلال عن انطلاق مناورة شهر الحرب التي أسماها “عربات النار”.
وأكدت قيادة الغرفة المشتركة، في بيان صحفي، أنها في حالة انعقادٍ دائم لرصد ومتابعة سلوك الاحتلال؛ تحسباً لقيامه بارتكاب أية حماقةٍ ضد أبناء الشعب الفلسطيني.
وأضافت: “نطمئنكم يا أهلنا ويا أبناء شعبنا أن مقاومتكم ستبقى الدرع الحامي لكم ولقضيتكم العادلة”.
