يبدو أن الأزمة السورية، على مشارف مرحلة أكثر تعقيدا، بعد أن دخلت دولة عربية خليجية مع تركيا، على مسار تحرك “اللاعبون الكبار” لرسم معالم مرحلة جديدة في سوريا، تبدأ بإنهاء حكم “عائلة الأسد” ، من خلال عرض ، كشف عنه وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، ويحمله إلى موسكو اليوم، باسم «السبع الكبار» ودولة إقليمية وعربية.
بنود عرض “اللاعبون الكبار”
يتضمن العرض : تخفيف العقوبات الاقتصادية على روسيا الاتحادية .. وإعادتها إلى نادي «الثماني الكبار» .. والتعاون في محاربة الإرهاب.. والموافقة على دور “محوري” روسي في مستقبل الدولة السورية .. مقابل وقف إطلاق نار كامل في الأراضي السورية، لا يشمل الإرهابيين ..وإطلاق عملية انتقال سياسي جدية تحافظ على المؤسسات ، ولا تؤدي إلى انهيار مؤسسات الدولة والحكومة ولا تؤدي إلى تكرار نموذجي ليبيا أو العراق بعد تغيير النظامين فيهما .. وتؤدي إلى خروج بشارالأسد، وانتهاء «حكم عائلة» الرئيس السوري.
وتترقب الدوائر السياسية الغربية، ردود فعل “الكرملين”، وهل يقبل يالعرض مقابل رفع العقوبات والإعتراف بدوره و”نفوذه” في الدولة السورية “الحليف القديم” لروسيا من إرث الاتحاد السوقيتي السابق ؟
العرض محكوم عليه بالفشل
ويستبعد خبراء في مراكز الأبحاث والدراسات الغربية، موافقة روسيا، قبل أن تدرس العرض جيدا، بحسابات المصالح والنفوذ واستراتيجيات الدولة الروسية .. ويؤكد الباحث والخبير البريطاني، الجنرال ديمسي روتين، أن العرض محكوم عليه بالفشل، مع تضارب الأنباء عن احتمال استقبال الرئيس بوتين وزير الخارجية الأمريكي اليوم.
وأضاف الخبير البريطاني، أن المناخ العام غير مهيأ لعرض أو بحث “مبادرة واقتراحات السبع الكبار” ومعهم دولة عربية وأخرى اقليمية، كل منهما يلعب دورا في الأزمة، وخاصة بعد أن حذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، من خطط أمريكية لشن ضربات صاروخية جديدة بعد اختلاق هجمات بالغاز وإلصاق التهمة بالقوات النظامية السورية.
تكرار سيناريو العراق
وكان الرئيس بوتين، أكد خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، أمس: «لدينا معلومات بأنه يتمّ التجهيز لاستفزاز في أجزاء أخرى من سورية، بما في ذلك ضواحي دمشق الجنوبية، حيث يخططون مرة أخرى لزرع بعض المواد واتهام السلطات السورية باستخدام (أسلحة كيماوية) ، وما يحصل يذكر بسيناريو العراق 2003 عندما بدأت واشنطن حملتها ضد بغداد، بعد خطاب في مجلس الأمن»، في إشارة إلى اتهام بغداد حيازة أسلحة محرمة، ما مهد لحرب أطاحت صدام حسين.
وفي المقابل ..قال تيلرسون قبل توجهه إلى موسكو إن «أفعالاً مثل الهجوم الكيماوي الذي وقع الأسبوع الماضي تجرد الرئيس الأسد من شرعيته». وأضاف: «من الواضح لنا أن حكم عائلة الأسد يقترب من النهاية”.
تأثير إيران والصين على قبول “العرض”
والأمر الثالث، بحسب الباحث البريطاني، المتعلق يالعرض الذي سيقدمه وزير خارجية امريكا لروسيا، لا يأخذ في الاعتبار، شركاء “المحور الروسي” في الأزمة السورية، إيران و «حزب الله»، فضلا عن موقف الصين الداعم للنظام السوري في المحافل الدولية، ومن المتوقع أن لا تسمح روسيا والصين ، تحديدا، بانفراد الغرب بحل الأزمة السورية، وفقا لهذا العرض، حتى مع مشاركة دولة دولة عربية وإقليمية.
وكان وزراء خارجية «السبع الكبار» عقدوا مع نظرائهم من تركيا ودولة عربية اجتماعاً في إيطاليا للخروج بموقف موحد يحمله تيلرسون إلى موسكو