عزام شعث يكتب: الانتخابات النقابية والطلابية أولًا وأخيرًا!

د.عزام شعث

يبدو أنَّ قطار الانتخابات المحلية والنقابية والطلابية الذي انطلق في الضفة الغربية وقطاع غزة، لن يصل إلى محطة الانتخابات العامة: التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني المؤجلة بفعل الانقسام السياسي في عام 2007، والمُعطلة منذ مايو من العام الماضي بمرسومٍ رئاسي، ذلك أنَّ طرفي الانقسام “فتح وحماس” اتفقتا على تقاسم السلطة وهندسة الانقسام ومأسسته في منطقتي نفوذهما بما يحقق المصلحة الحزبية الضيقة للطرفين، ودون الحاجة لإعادة الاعتبار للنظام السياسي الفلسطيني وتوحيده، ولهذا مبرراته وأسبابه العديدة لديهما.

لا نُقلّل من أهمية انتخابات الهيئات المحلية في الضفة الغربية التي جرت في مارس 2022، وانتخابات مجلس نقابة المحامين في الضفة الغربية وقطاع غزة التي جرت في 15 مايو- أيّ قبل أربعة أيام، وانتخابات مجلس الطلبة في جامعة بير زيت يوم أمس 18 مايو، وانتخابات نقابة الصيادلة المرتقبة الشهر المقبل- يونيه 2022، لكن من المفيد أنْ نتوقف عند حقيقةانتقائية حركة حماس- التي تسيطر على قطاع غزة وتُدير مؤسساته- في السماح بتنظيم الانتخابات والمشاركة فيها أو منعها، فعلى امتداد سنوات الانقسام تعطلت الانتخابات المحلية والنقابية والقطاعية في غزة، بما فيها انتخاب مجالس الهيئات المحلية التي جرت في الضفة الغربية مؤخرًا، وشاركت فيها القوى السياسية والمستقلين، ضمنهم أنصار “حماس” ومؤيديها، وفي مقابل ذلك كله، ينبغي أنْ نفندأيضًا حقيقة أنَّ حركة فتح والسلطة الفلسطينية هي الأخرى تنتقي المشاركة في الانتخابات المحلية والنقابية والطلابية، في الوقت الذي تُعطّل فيه الانتخابات العامة أو تؤجلها وفق حساباتها وانصياعًا لها!

ثلاثة استثناءات في هذه القاعدة المعروفة والمعمّمة في قطاع غزة: انتخابات نقابة المهندسين التي فازت بها حركة حماس؛ انتخابات نقابة الصيادلة التي فاز بها تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح وانتخابات مجلس نقابة المحامين التي فازت بها حركة فتح. وفي مقابل محدوديّة هذه الاستثناءات، تعطلت الانتخابات النقابية والطلابية، وخضعت المجالس والهيئات المحلية كافة لنظام التعيين والبيعة.

يعتقد المنغمسمون في قضايا الشأن الفلسطيني أنَّ نتائج انتخابات الهيئات المحلية والنقابية والطلابية، تمثّل مؤشرًا ومقياسًا لاتجاهات الرأي العام في الضفة الغربية وقطاع غزّة، فكلما أخضعنا هذا الاعتقاد لحسابات الربح والخسارة عند طرفي الانقسام وطبقاتهما السياسية؛ كلما ابتعدت الانتخابات العامة عن التحقق، وذلك استنادًا إلى المشهد الانتخابي الأخير الذي هو على النحو الآتي: أولًا، فوز جزئي لـ”فتح” في المجالس المحلية في الضفة الغربية، مع عدم اختبار “حماس” لقدراتها في هذه المجالس في الضفة وغزة على السواء. ثانيًا، فوز “فتح” في انتخابات نقابة المحامين في الضفة وغزة، مقابل هزيمة “حماس”. ثالثًا، فوز “حماس” في انتخابات مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت، مقابل هزيمة “فتح” فيها.

ووفق القاعدة المُجربة في أن مسألة الانتخابات العامة في فلسطين- تنظيمًا أم تعطيلًا- تخضع لشروط الحركتين وتحتكم لمصلحتهما الضيقة بصرف النظر عن كونها استحقاقًا وطنيًا ودستوريًا- طال انتظاره- فإنَّ الطرفين سيحتكمان دون أدنى شك لنتائج الانتخابات أخيرًا حتى وإنْ كانت انتخابات قطاعية خدماتيةوليست سياسية، وهذا بدوره يقودنا إلى سؤال العقل والمنطق: كيف ستقبل حركة فتح بإقرار الانتخابات العامة والمشاركة فيها على خلفية هذه النتائج، وفي المقابل، على أيّ أساس ستقبل حركة حماس الموافقة على الانتخابات العامة والاستجابة لشروطها والمشاركة فيها أيضًا؟؟

وفي ضوء هذه المعطيات، فإنَّ الانتخابات العامة تبتعد كثيرًا، ليس بذريعة تنظيمها في مدينة القدس المحتلة ومشاركة المقدسيين فيها هذه المرة، وإنّما بالحقيقة نفسها التي تتكشف يومًا بعد يوم: “لا انتخابات إلا بضمان مصلحة طرفي الانقسام، وانصياع الجميع لشروطهما”.

[covid19-ultimate-card region=”EG” region-name=”مصر” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”AE” region-name=”الإمارات العربية المتحدة” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region=”PS” region-name=”فلسطين” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]

[covid19-ultimate-card region-name=”العالم” confirmed-label=”اجمالي الحالات” confirmed-24h=”true” confirmed-24h-label=”الحالات الجديدة” deaths-label=”اجمالي الوفيات” deaths-24h=”true” deaths-24h-label=”الوفيات الجديدة” deaths-rate=”true” deaths-rate-label=”نسبة الوفيات” recovered-label=”المتعافون” active-label=”حالات تحت العلاج” font-color=”#ffffff” bg-color=”#0c3278″ bg-position=”right” rtl=”true” last-update=”Y-m-d H:i” last-update-label=”تم تحديث البيانات في :”]