خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين في مسيرات جماهيرية واسعة في كافة محافظات قطاع غزة، اليوم الجمعة، نصرة للقدس واعتراضا على قرار الرئيس الأمريكي ترامب نقل السفار الأمريكية للقدس.
وعبر آلاف المتظاهرين في المسيرات التي دعت اليها الفصائل الفلسطينية عن استنكارهم للانحياز الأمريكي السافر مع الاحتلال الإسرائيلي والتنصل للحقوق الوطنية الفلسطينية.
وعمت المظاهرات كافة محافظات قطاع غزة: رفح، وخان يونس، وسط القطاع، ومدينة غزة، وشمال القطاع، عقب انتهاء صلاة الجمعة، حيث رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والحزبية، وصورا للمسجد الأقصى فيما أقدم على حرق العلم الإسرائيلي والأمريكي.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل، أن المطلوب من الأمة العربية والإسلامية وكافة أحرار العالم أن يقفوا صفا واحدا في وجه القرار الأمريكي الظالم، والذي سيترتب عليه تداعيات خطيرة في كل المنطقة. مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن يسلم للقرار وسيبطله كما أبطل الكثير من المؤامرات التي استهدفت القضية الفلسطينية.
وأضاف: أن مبرر وجود حركات المقاومة هو وجود القدس ولا يمكن أن ننزع الاحتلال من القدس والاحتلال إلا بنفس طريق صلاح الدين وشعبنا الفلسطيني سينتصر على الاحتلال والمؤامرة.
ودعا المدلل، جماهير الأمة العربية والإسلامية أن تكون الأيام المقبلة أيام غضب ونفير في مواجهة أمريكا وإسرائيل وأن يعمل أبناء الأمة العربية على دعم وإسناد اهل القدس وأهل فلسطين.
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني قدر له أن يكون رأس حربة لمواجهة المشروع الإسرائيلي، وبات مطلوب منا تفعيل انتفاضة القدس في مواجهة الاحتلال وجيشه ومستوطنية، مؤكدا أن القرار الأمريكي “لا يمكن أن يمر الا على أجسادنا ودمائنا”.
من جانبه أكد القيادي في حركة حماس فتحي حماد خلال مسيرة داعمة للقدس شمال قطاع غزة، أنه لم يعد هناك أنصاف حلول مع الاحتلال الإسرائيلي، والطريق باتت واضحة وهى طريق المقاومة والتحرير بعد فشل كل الرهانات على مشاريع التسوية.
وقال القيادي حماد: “لقد دق المسمار الأخير في عملية السلام، ولفظت أوسلو أنفاسها الأخيرة، داعيا كل أحرار العالم والدول العربية إلى مقاطعة أمريكا وإسرائيل، باعتبارهما يشكلان خطرا على القضية الفلسطينية والامن في المنطقة.
ودعا حماد، السلطة الفلسطينية إلى إعلان انتهاء عملية التسوية بدون رجعة، وانتهاء أوسلو، وعودة منظمة التحرير لممارسة دورها الحقيقي (تحرير فلسطين كل فلسطين) . موضحا أنه لولا بعض العابثين بالقضية الفلسطينية لما تجرأت الإدارة الأمريكية على هذا الإجرام.
واستدرك قائلا: خياراتنا مفتوحة وواسعة، وسنسترد فلسطين من رأس الناقورة إلى أم الرشراش، وعلى الجميع التخندق في خندق المقاومة.
ومن ناحيته دعا حزب الشعب الفلسطيني إلى إعادة الاعتبار لنهج المقاومة الشعبية وتفعيلها في مواجهة المخاطر التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، ومن أجل تحقيق أهداف شعبنا المشروعة في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين وفقا للقرار 194.
وأكد الحزب أن الشعب الفلسطيني الذي سطر أروع الملاحم البطولية سيسقط بوحدته الوطنية وكفاحه الدؤوب كل ما يحاك ضده من مؤامرات.
وقال حزب الشعب في بيان صحفي اليوم ، أصدره بمناسبة الذكرى الثلاثين لانتفاضة الحجارة: “إن ذكرى انتفاضة شعبنا الكبرى تتزامن اليوم مع تصاعد موجة الغضب الشعبي العارم احتجاجا على قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لدولة الاحتلال، وإخراجها من كونها جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة وعاصمة دولة فلسطين المستقلة”.
كما دعا الحزب القيادة الفلسطينية وكافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني في هذه المناسبة إلى استحضار الدروس واستخلاص العبر من الانتفاضة الشعبية الكبرى والاعتماد على الشعب وتفعيل طاقاته في مواجهة العدوان ومخططات التصفية كافة، داعيا لتشكيل جبهة موحدة للمقاومة الشعبية تعمل وفق استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة كافة المخاطر المحدقة بشعبنا وقضيتنا.
