عشية الذكرى 74 للنكبة، دعت فصائل فلسطينية، القيادة الرسمية التي وقعت اتفاقات أوسلو واعترفت بدولة الاحتلال الإسرائيلي، إلى الإقدام على سحب هذا الاعتراف، وإلغاء الاتفاقات، وتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي المتعلقة بهذا الشأن.
وطالبت الفصائل باعتماد استراتيجية وطنية شاملة، تقوم على تعزيز وحدة وصمود الشعب الفلسطيني بكل مكوناته، ودعم وتكثيف كفاحه الوطني في مجابهة كل مخططات الاحتلال ومشاريع التصفية للقضية الفلسطينية.
الجبهة الديمقراطية
وقالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: “إن من أهم دروس نكبتنا الوطنية الكبرى، هو افتقاد شعبنا ومقاومته الوطنية الباسلة قيادة تنظم صفوفه، وتحشّد قواه، وتوفر له خطط النضال وتكتيكاته، في مواجهة الاحتلال”.
ودعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية لاجتماع فوري لوضع آلية تنفيذية ملزمة لتطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي.
كما دعت لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية بالحوار الوطني الشامل، وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني بالانتخابات الشاملة لمؤسسات السلطة والمنظمة، و اعتماد المقاومة الشعبية الشاملة، بكل الأساليب وفق إستراتيجية وطنية موحدة، وبمركز قيادي موحّد، السبيل لدحر الاحتلال، وتفكيك الاستيطان.
الجبهة الشعبية
بدورها، أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ضرورة حفظ الرواية التاريخية الفلسطينية والمَظلَمة التي تعرض لها الفلسطينيون على مدى أكثر من قرنٍ، ومواجهة المحاولات المستمرة لتزييف التاريخ وتهويد الأرض والتنكر للحقوق ووصم نضال الشعب بالإرهاب، بالتمسك بحقوقه التاريخية في أرض فلسطين كاملة، وبحق اللاجئين في العودة إليها، باعتبار هذا الحق جوهر ومرتكز الصراع مع العدو، وبحقه في الحرية والاستقلال الكاملين.
وشدّدت الجبهة في بيانٍ لها بمناسبة الذكرى الـ74 للنكبة اليوم السبت، على أنّ ذلك يتطلب من “القيادة الرسمية الفلسطينية” التي وقعت اتفاقات أوسلو واعترفت بدولة الاحتلال الإسرائيلي، الإقدام على سحب هذا الاعتراف، وإلغاء الاتفاقات، وتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي المتعلقة بهذا الشأن، إن كانت جادةً فيما أعلنته، بعد عملية الاغتيال الجبانة للصحفية الفلسطينية القديرة شيرين أبو عاقلة، وسبق أن أعلنته مرات عديدة سابقة، وإلا فعليها أن تتحمّل المسؤولية التاريخية أمام الشعب الذي لن يرحم من خذله وأهدر حقوقه ومكتسباته الوطنية والنضالية.
وأكدت فشل رهان العدو ومن يدور في فلكه على ضرب وحدة شعبنا؛ فرغم حالة الانقسام ونتائجه الكارثية، فإن الشعب عمّدَ وحدته الوطنية الميدانية بالاشتباك المستمر مع العدو، وجعل فلسطين وعلمها بألوانه الأربعة؛ بوصلةً وعنوانًا لهذه الوحدة التي تتطلب السعي إلى الارتقاء بها، من خلال إنجاز وحدة وطنية تعددية حقيقية، مبنية على استراتيجية وطنية شاملة، تحفظ حقوق وأهداف ومقدرات وطاقات الشعب الثابتة والتاريخية؛ وتعيد الاعتبار لمنظمة التحرير ومشروعها التحرري ودورها التمثيلي الوطني.
وشددت على أن الأولوية يجب أن تكون للحوار والاتفاق الفلسطيني الداخلي وإنهاء حالة الصراع والانقسام البغيض والكارثي القائم في السلطة وعليها.
حزب الشعب
وقال حزب الشعب الفلسطيني: “في هذه الأيام التي يجسد فيها الفلسطينيون بكل أماكن وجودهم وحدتهم الوطنية والكفاحية ضد الاحتلال وعنصريته وجرائمه، ما يؤكد مجدداَ أن مرور 74 عاماَ على النكبة لا ولن تنال من العزيمة والإصرار على مقاومة أطماع وعدوانية الاحتلال وعصابات مستوطنيه، ومواصلة النضال لتحقيق أهدافه في التحرر والعودة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
ودعا الحزب إلى الشروع الفوري ودون أي إبطاء لتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي الفلسطيني، وفي مقدمة ذلك سحب الاعتراف بدولة الاحتلال الإسرائيلي ووقف “التنسيق الأمني” معها، واعتبار جميع الاتفاقيات الموقعة من دولة الاحتلال وما يترتب عليها من التزامات، منتهية تماماَ، والإعلان عن دولة فلسطينية تحت الاحتلال.
وطالب بالمضي قدماَ وبقوة في استثمار حالة التضامن الدولي مع شعبنا والاستنكار الواسع لجرائم إسرائيل وآخرها جريمة اغتيال الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، لاتخاذ القرارات والإجراءات الملموسة وعلى كل المستويات والصعد الإقليمية والدولية، لإجبار المؤسسات الدولية على تحمل مسؤولياتها من أجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بحقوق شعبنا، وكذلك سرعة التحرك لتفعيل مسار المتابعة القانونية من خلال دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى الشروع بإجراءاتها لملاحقة ومحاسبة مجرمي الحرب في دولة الاحتلال، على ما ارتكبوه وما زالوا من جرائم بحق شعبنا، وعدم تأثر هذا المسار بأي اعتبارات سياسية مهما كانت.
وأكد ضرورة مواكبة طموحات شعبنا وتضحياته عبر تعزيز صموده وتوفير الحاضنة السياسية والاقتصادية لجماهيره المنتفضة، الأمر الذي يتطلب ودون إبطاء، تطوير مقاومته نحو انتفاضة شعبية شاملة لإنهاء هذا الاحتلال، باعتبار ذلك المهمة المركزية والعاجلة لشعبنا.
ودعا إلى إعادة الاعتبار لمكانة ودور منظمة التحرير الفلسطينية وتفعيل كل هيئاتها ومؤسساتها، بوصفها ليست فقط ممثل شعبنا الشرعي والوحيد، ولكن أيضاَ بوصفها قائدة نضاله التحرري، وجبهة واسعة لكل قواه وفعالياته.
وطالب باعتماد إستراتيجية وطنية شاملة، تقوم على تعزيز وحدة وصمود شعبنا بكل مكوناته، ودعم وتكثيف كفاحه الوطني في مجابهة كل مخططات الاحتلال ومشاريع التصفية لهويته وقضيته الوطنية، والحفاظ على مكتسباته الوطنية والاجتماعية والديمقراطية وتكريسها.
ودعا الحزب إلى سرعة تجاوز كل مظاهر الانقسام البغيض، وتوحيد الخطاب السياسي من قبل كل قوى وفصائل شعبنا، وإلى التوحد في قيادة واحدة لانتفاضة شعبية شاملة ضد الاحتلال.
