لا تتوقف زعيمة اليمين المتطرف ورئيس حزب “الجبهة الوطنية” في فرنسا مارين لوبان، عضو البرلمان الأوروبى، عن إثارة الجدل، رغم خسارتها الفادحة في الانتخابات الإقليمية “الجهوية”، الأحد الماضي، فقد تلقت، اليوم الخميس، اتهامات جديدة من عدد من السياسيين والإعلاميين بسبب نشرها صورا “بشعة” لضحايا إعدامات تنظيم “داعش” عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
لوبان التي نشرت صور القتلى “المذبوحين” ردا على تلميح الإعلامي الفرنسي الشهير جان جاك بوردين إلى أن حزبها “المتطرف” شبيه بمعتقدات تنظيم “داعش” المتطرفة كذلك، لتثير موجة عارمة من الانتقادات في فرنسا والعالم خاصة أنها نشرت صورة الصحفي الأمريكي جيمس فولي والطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أُحرق حيا في فبراير/شباط الماضي.
.@JJBourdin_RMC, #Daesh c’est ÇA ! MLP pic.twitter.com/iodMqLeg5h
— Marine Le Pen (@MLP_officiel) December 16, 2015
تحقيقات جديدة
بعد سلسلة من التحقيقات التي فتحتها النيابة العامة للنظر في اتهامات “عنصرية” منسوبة للوبان، أعلنت اليوم، الخميس، فتح تحقيقات جديدة بتهمة نشر “صور عنيفة”.
وفي رده عليها، وصف بوردين إن ما فعلته مارين “هستيري” بالفعل، قائلا عبر تويتر: “لاحترامي لناخبي السيدة مارين لوبان فإنني لن أدخل في مهاترات معها بسبب رد فعلها الهستيري على الرغم من أنني لم أقل أبدا أن الجبهة الوطنية تشبه داعش”.
وأثارت الصور التي أعادت لوبان نشرها استياء كبيرا من جانب مسؤولين فرنسيين في مقدمتهم رئيس الوزراء مانويل فالس الذي قال عبر “تويتر”: “هذه صور بشعة” معربا عن استهجانه الشديد لنشرها من قبل سياسية فرنسية.
وأضاف فالس في انتقاده شديد اللهجة: “هذا سوء سلوك سياسي وتأجيج للرأي العام والنقاشات الحادة في المجتمع”، وتابع رئيس الوزراء: “هذا أيضا اختراق لخصوصية الضحايا وعدم احترام لذكراهم”.
Monstrueuses photos. Mme Le Pen : incendiaire du débat public, faute politique et morale, non-respect des victimes… #FNhorsjeu
— Manuel Valls (@manuelvalls) December 16, 2015
ويحظر القانون الفرنسي نشر صور الضحايا في وسائل الإعلام والانترنت لبشاعتها وتأثيرها السلبي، ويذكر أن الصحف والمواقع الإلكترونية الفرنسية التزمت بشكل كامل بمواثيق الشرف الصحفي أثناء تغطياتها لكافة الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها باريس في الوقت الذي خاطبت فيه الداخلية عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي كافة المستخدمين لعدم نشر صور الضحايا “المؤلمة” أو “المروعة”.
بينما تقدم وزير الخارجية برنار كازانوف ببلاغ لشرطة باريس حول “جريمة” لوبان التي يصل عدد متابعيها عبر “تويتر” نحو 840 ألف شخص، ويمكن أن تواجه عقوبة بالسجن تصل إلى 5 سنوات جراء نشرها تلك الصور.
وقال كازانوف: “إنها إهانة حقيقية للضحايا، شيء بشع ودعائي لتنظيم إرهابي”.
دعاوى من والدي فولي
وفي رد فعل قوي، أرسل والدا الصحفي الأمريكي جيمس فولي، الذي “ذبحه” تنظيم “داعش” في سوريا في أغسطس/آب 2014، خطابا يحذر فيه لوبان من نشر صورته “المؤلمة”، وحذرها من أنهما سيتقدمان بدعوى قضائية ضدها إن لم تسحب الصورة وهو ما استجابت له على الفور قائلة: “لم أعلم أنها صورة جيمس فولي ويمكن للجميع أن يجدها عبر الانترنت”.
ولم تسحب صورتين اثنتين نشرتهما للطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أحرقه التنظيم المتطرف حرقا في فبراير/شباط الماضي، ومختطف آخر أعدمه بدبابة الشهر الماضي.
وقال الوالدان اللذين أسسا منظمة خيرية باسمه لرعاية وتدريب مراسلي الحروب في العالم: “إننا نركز فقط على الجيد الذي قام به جيمس في حياته، وهو ما لم تحترمه لوبان بل وتقف ضده”، وأضافا: “لقد أصبنا بصدمة عنيفة”.